شاركت المطربة الفلسـطيـنية دلال أبو آمنة في حفلٍ على مسرح محكي القلعة في القاهرة، حيث غنت التراث الفلسطيني، بمشاركة فريق دبكة فلسطيني وتفاعل معها الجمهور، كما شدت لأم كلثوم وفيروز، إضافة لأغان أخرى، وذلك برفقة مغنيين آخرين، أنشدوا التراث الفلسطيني ومغنيين من مصر.
وحاولت ووزارة خارجية الاحتلال الصهيوني بث التفرقة والخلاف بين الجمهور المصري، بعد أن نشرت عبر حسابها الرسمي "إسرائيل بالعربية" مزاعم بأنّ "دلال أبو آمنة مطربة إسرائيلية عربية"، حيث أشادت بها وبزيارتها لمصر؛ ما أدى لانتقاداتٍ كبيرة وجدلٍ واسع.
وقال الحساب الصهيوني: "تحيي المطربة العربية الإسرائيلية دلال أبو آمنة حفلا الخميس في دار الأوبرا المصرية برعاية وزارة الثقافة. أبو آمنة فنانة موهوبة وشهيرة في إسرائيل ومحبوبة في الأوساط العربية واليهودية وتتميز بقدرتها على غناء أغاني أم كلثوم. نأمل أن نرى المزيد من التعاون الثقافي مستقبلا".
لكن دلال أبو آمنة آثرت الرد بشكلٍ شخصي، لتؤكد لجمهورها المصري وللجمهور العربي هويتها الفلسطينية وتمسكها بتراثث شعبها الذي يرزح تحت الاحتلال، قائلةً: "جئنا إلى القاهرة فلسطينيين صامدين على أرضنا نحمل الهم الفلسطيني ونرفع الصوت الفلسطيني عاليا.هذه هويتنا وهذه قضيتنا التي لن نتخلى عنها… شاء من شاء وأبى من أبى!".
وتعرض الحفل الذي أقيم مساء الخميس، ضمن مهرجان القلعة الدولي الموسيقي، إلى أزمة كبيرة قبل موعد انطلاقه بساعات، وكاد أن يلغى بالفعل، لولا تدخل وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم في اللحظات الأخيرة.
وجاء بيان الصفحة الصهيونيّة بعد إعلان دار الأوبرا عن استقبال الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وفدا فنيا يمثل فلسطين للمرة الأولى في مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء في نسخته الـ27، والذي يضم المطربة "دلال أبو آمنة"، ونساء مشروعها "يا ستي" بقيادة موسيقية للدكتور تيسير حداد.
وعبرت عبد الدايم عن اعتزازها بالتمثيل الدولي الأول لفلسطين في مهرجان القلعة واستحضار روح العائلة الفلسطينية على يد الجدات الفلسطينيات المكون منهم مشروع يا ستي ووصفتهن بمناضلات لإحياء التراث الفلسطيني.
ونشر مدير عام الإعلام في دار الأوبرا المصرية، مجموعة من الصور للفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة خلال استقبالها داخل سفارة فلسطين في القاهرة، مؤكدا أنها من المشاركين في مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء في دورته السابعة والعشرين، باعتبار هذا هو التمثيل الفلسطيني الأول في المهرجان بعد اكتسابه الصفة الدولية.
ورحب السفير الفلسطيني في القاهرة بمشاركة الفنانة في المهرجان، مؤكدا أنها نموذج فلسطيني مشرف بدفاعها ومحافظتها على التراث والهوية الموسيقية الفلسطينية من خلال فكرة مشروع «يا ستي» المكون من مجموعة من الجدات الفلسطينيات الكبار في العمر، اللواتي يقدمن معها على المسرح وصلات غنائية نسائية فلسطينية من التراث، في جلسة تستحضر روح العائلة الفلسطينية قبل النكبة.
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن محاولات طمس الهوية الفلسطينية باتت مستحيلة أمام النماذج الفنية التي تؤكد على هويتها وتفرضها على الساحات الفنية العربية والعالمية، لتعريف العالم أجمع بالتراث الفلسطيني.
وأطلت ابنة مدينة الناصرة مرتدية فستانا أحمر ومتشحة بالعلم الفلسطيني. وفي كلمة بداية الحفل تحدثت فيها عن نفسها والفرقة المصاحبة لها قالت «جيناكم (جئنا) من فلسطين.. من كل فلسطين، من الناصرة ومن القدس ومن غزة ومن الشتات ومن رام الله ومن حيفا».
وأضافت «جيناكم حتى نقدم فن أجدادنا وجداتنا اللي مش راح يموت. حفاظا على هذا الفن إحنا اليوم موجودين، ونحن جيل بعد جيل نحاول نحافظ على هذا التراث».
وتابعت حديثها وهي تشير للجوقة النسائية التي تقف خلفها من مجموعة (يا ستي) الفلسطينية «معي على المسرح بيرافقوني جدات فلسطينيات جاءوا معي من فلسطين وفي منهن جدات فلسطينيات لاجئات في مصر ولا مرة شافوا فلسطين، حابين يشوفوها من خلالنا على المسرح».
واستهلت أغنياتها بإهداء خاص إلى سكان غزة فكانت أغنية (هدي يا بحر هدي) والتي يقول مطلعها «هدي يا بحر هدي.. طولنا في غيبتنا، ودي سلامي ودي.. للأرض اللي ربتنا، وخدي سلامي يا نجوم.. عالبيادر والكروم، وبعدا الفراشة بتحوم.. عم تستنظر عودتنا».
وعلى مدى نحو ساعتين قدمت باقة من الأغاني التراثية الفلسطينية التي حرصت قبل بدء كل منها على تعريف الجمهور ببعض معانيها حتى يتجاوب معها. وكان من بين ما غنت «يا حادي العيس» و»ليا وليا يا بنية» و»إسا إجا وإسا راح بياع التفاح».
وبين الأغنية والأخرى كانت تتبادل الحديث مع نساء فرقتها لتستدرجهن في حديث عن ذكرياتهن في الأراضي الفلسطينية مما أضفى على الحفل أجواء حميمية مع تصفيق الجمهور لحكايات الجدات.
ولم تقف المغنية الفلسطينية عند تراث وطنها لتمد بينه وبين التراث المصري جسرا من الأنغام والمحبة من خلال مزج بعض الأغاني الفلسطينية بأغان مصرية قديمة كانت أبرزها (طلعت يا محلا نورها) للفنان سيد درويش.
كما قدمت مجموعة من الأغاني لعمالقة الغناء العربي كان من بينها «يا مسهرني» للمصرية أم كلثوم و»نسم علينا الهوى» للبنانية فيروز.
واختتمت حفلها بالدبكة التي قدمتها بمصاحبة فرقة الفالوجا للفنون الشعبية الفلسطينية.