انتخب مجلس النواب العراقي، مساء اليوم الثلاثاء، برهم صالح رئيسًا للعراق، وأدى اليمين الدستورية بعد فوزه بـ 219 صوتًا.
وتحدثت معلومات صحفية عن تكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة، وأن التشكيل قد يتم اليوم.
وبعد انتخاب الرئيس العراقي الجديد برهم صالح ألقى الأخير كلمة أمام أعضاء البرلمان، مُؤكّدًا أنه "سيُحافظ على وحدة العراق واستقلاله، وسيكون رئيسًا للعراق وليس لفئة أو جهة معينة، وسيعمل من أجل دولة المواطنة".
وأكّد أن "الشعب العراقي يستحق أن نبذل جميع الجهود لتوفير الخدمات له، وسنعمل وفق النظام الديمقراطي الاتحادي، العراق لا يحتمل أزمات أخرى".
وكان مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني فؤاد حسين انسحب من الجولة الثانية للتصويت على انتخاب رئيس الجمهورية العراقي، وهيئة رئاسة البرلمان اعتبرت انسحابه "غير مقبول" وأكدت على "استمرار المنافسة".
وفشل اليوم الثلاثاء، اجتماع كتلتي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين، للاتفاق على اختيار مرشح واحد لمنصب رئيس العراق، ما دفع الحزبين الكرديين بالذهاب بمرشحيهما برهم صالح وفؤاد حسين إلى البرلمان.
وكان الاتّحاد الوطنيّ الكردستانيّ قد دعا إلى "ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية الاتّحاد"، وناشد في بيان له "البرلمان العراقي اعتبار صالح مرشحًا وحيدًا للاتحاد الوطنيّ الكردستاني".
وشدد البيان على أنَّ "رئيس الجمهورية يمثّل كلَّ أطياف الشعب العراقيّ، وليس ممثّلاً لمكوّن أو طائفة أو حزب محدّد وهو يمثّل رمز العراق وسيادته".
والجدير بالذكر أن وسائل إعلام كردية نقلت عن مفوضيّة الانتخابات أن "نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 57%".
كان البرلمان العراقي أعلن في 17 من الشهر أيلول/ سبتمبر المنصرم فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية لمدة ثلاثة أيام، وأن انتخاب رئيس الجمهورية سيجرى خلال موعد أقصاه نهاية يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وطبقًا للعرف السياسي السائد في العراق، فإن منصب رئيس الجمهورية يكون من حصة الأكراد، فيما يذهب منصب رئيس الوزراء للشيعة، ومنصب رئيس مجلس النواب للسنة.
من هو برهم صالح؟
ولد صالح في السليمانية عام 1960، ويحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف البريطانية، ودكتوراه من جامعة ليفربول في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكمبيوتر.
انضم صالح إلى صفوف الحزب مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وأصبح عضوًا في تنظيمات "الاتحاد الوطني الكردستاني" بأوروبا، وبعدها مسؤولاً في مكتب العلاقات الخارجية في العاصمة البريطانية.
وانتخب عضوًا في قيادة الاتحاد في أول مؤتمر للحزب سنة 1992، إذ كُلف بمهمة إدارة مكتب الاتحاد في الولايات المتحدة الأميركية، حيث لعب دورًا رئيسيًا في التعريف بقضية الأكراد.
أسس صالح الجامعة الأميركية في السليمانية، وشغل منصب رئيس مجلس أمناء الجامعة، وله نشاطات ثقافية إلى جانب نشاطه السياسي، حيث ترأس هيئة أمناء الملتقى العراقي، وهو لقاء ديمقراطي عراقي يضم شخصيات وطنية وثقافية ووجهاء من أطياف المجتمع العراقي، كما يضم الملتقى منظمة "واعدون" ومشروع "هيوا" لدعم الطلبة المتميزين في الجامعات العراقية في بغداد وجنوب العراق وكردستان.
ويُعتبر صالح من أبرز الشخصيات السياسية في الحزب، وقد شغل مناصب بارزة فيه، إذ كان مساعدًا لجلال طالباني، وتبوأ عدة مناصب في الحكومة العراقية بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كرئيس حكومة إقليم كردستان مرتين بين عامي 2001 و2004.
وأصبح صالح بعد نظام صدام حسين نائبًا لرئيس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة في النصف الثاني من عام 2004، ووزيرًا للتخطيط في الحكومة الانتقالية في عام 2005، ونائبًا لرئيس الوزراء في حكومة نوري المالكي، كما تولى الملف الاقتصادي كرئيس للجنة الاقتصادية.
رُشح من قبل القيادة الكردستانية رئيسًا للقائمة الكردستانية في الانتخابات التشريعية الكردستانية التي جرت في شهر يوليو من عام 2009، وسُمي من قبل برلمان كردستان كرئيس لحكومة إقليم كردستان الجديدة في جلسته المنعقدة يوم 16 سبتمبر 2009.
ورشح صالح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية عام 2014، إلى جانب فؤاد معصوم، لكنه لم يحصل على تأييد القوى الكردية في الإقليم.