Menu

"سام" يُرفرف في وجه العدوان.. وS300 يغيب!

غزة_ خاصّ بوابة الهدف

كانت الغزارة النارية التي أشعلها الدفاع الجوي السوري، ليلة الخميس/الجمعة في وجه الهجوم الجوي الصهيوني، إشارةً واضحة لكون القرار الخاص بالتصدي لأي عدوان لا رجعة عنه؛ فبعد 75 يومًا على توقف الغارات الصهيونية على سوريا، لا زال العدو يبحث عن ثغرة يستعيد من خلالها "حرية العمل" في سماء سوريا.

وهُنا البحث ليس عن ثغرة تقنية بين طبقات الدفاع الجوي السوري، الذي أضيفت له طبقة عليا بعيدة المدى وهي (أس 300) بعد تورط الكيان الصهيوني في حادثة سقوط الطائرة الروسية ايل 20.

في ضوء عاصفة الأنباء المتضاربة التي أثارتها المواجهة، لابد من فرز مجموعة من المعلومات والحقائق التي باتت مؤكدة:

أوّلها، أنه لم يتم استخدام منظومة الدفاع الجوي (أس 300) في مواجهة الهجوم الجوي الصهيوني الواسع جنوب سوريا، واقتصر تصدي الدفاع الجوي السوري على منظومات (اس 200) وغيرها من منظومات (سام) المطورة.

وأوضحت العملية تطورًا كبيرًا في الأداء الراداري السوري، الذي نجح في كشف طائرات العدوان وصواريخه المستهدفة للأراضي السورية في وقت مناسب.

كما أنّ العدوان لم يضرب أهدافًا عسكرية نوعية، بل كانت جميعها مواقع تستفيد منها "المقاومة".

ووفقًا لما أكدته مصادر روسية، فإن مصدر أمني سوري رفيع المستوى، نفى أن تكون هناك طائرة "إسرائيلية" بين الأهداف التي تم إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية، مشيرًا إلى أن أنظمة الدفاع السورية دمرت العديد من الأهداف الجوية التي هاجمت الأراضي السورية.

وكان مصدر أمني آخر أعلن إسقاط طائرة عسكرية وأربعة صواريخ فوق قرية الكسوة جنوب دمشق. مبينًا أنه: "في الليل ربما لا يحدد الرادار بدقة طبيعة الهياكل الصلبة التي تمّ إسقاطها، لذلك كان هناك غموض وقررنا أن الهدف الذي أسقط قرب قرية كناكير جنوبي دمشق كان طائرة عسكرية إسرائيلية".

وبينما نقلت فيه وكالات روسية عن مصدر عسكري سوري قوله إن "الدفاعات الجوية أسقطت طائرة حربية إسرائيلية و4 صواريخ"، عادت ذات الوكالات نقل تصريحاتٍ سورية تنفي هذه الجزئية.

اليد الأمريكية:

في رده الخطي على أسئلة لجنة الشؤون الدولية لمجلس النواب التابع للكونغرس قال المبعوث الخاص للخارجية الأمريكية المعني بشؤون سوريا، جيمس جيفري: "إن الولايات المتحدة وكل مؤسسات السلطة في بلادنا متمسكة بضرورة الانسحاب الكامل لكل القوات التي تخضع لقيادة إيران من أراضي سوريا كافة".

وتابع جيفري: "أكدنا بوضوح للروس أن هذا النزاع لا يمكن حله طالما القوات الإيرانية موجودة هناك". 

هذه كانت واحدة من الإشارات الأمريكية باتجاه ترتيب عدوان جديد على سوريا، ورغمة أهمية إدراك طبيعة الدعم الأمريكي غير المحدود للكيان الصهيوني، إلّا أن هناك أهمية أيضًا لإدراك التكامل في الأدوار بين الطرفين، فهذا العدوان يخدم رغبة الكيان الصهيوني في منع قيام قواعد للمقاومة في الجنوب السوري، فيما ترغب واشنطن بإخراج ايران من سوريا نهائيًا وابتزاز الرغبة الروسيّة في إنهاء الأزمة السورية لإجبارها على الضغط على ايران.

وعبرت وزارة الخارجية الأمريكيّة في بيان سابق عن الأسف لعدم تحقيق أي تقدّم. وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة، هيذر ناورت، "على مدى عشرة أشهر، أدّت مبادرة أستانا/سوتشي إلى مأزق"،"روسيا وإيران تواصلان استخدام هذا المسار (أستانا)، من أجل إخفاء رفض نظام الأسد المشاركة في العملية السياسية" برعاية الأمم المتّحدة.

وشدّدت على أنّه "لا يمكن تحقيق أيّ نجاح، من دون أن يُحمّل المجتمع الدولي دمشق المسؤولية الكاملة عن عدم إحراز تقدّم في حلّ النزاع".

جدير بالذكر أن أكثر من 2200 عسكري أمريكي يتواجدون على الأراضي السورية، وكذلك قوات تركية لا يعرف عددها على وجه الدقة، تعتبرهم الحكومة السورية قوة احتلال، بينما تطالب الولايات المتحدة بانسحاب القوات الإيرانية او أي تشكيلات قتالية مرتبطة بإيران من سوريا.