كشف الكيان الصهيوني ممثلا بالمنسق الاحتلالي الأسبوع الماضي، النقاب عن طريق سريع في الضفة الغربية المحتلة، يحيط به جدار اسمنتي بعلو ثمانية أمتار للفصل بين المسرب الفلسطيني والمسرب الاستيطاني، في تعزيز لآليات الفصل العنصري التفضيلية لمصلحة المستوطنين ومزاعم أمنهم ، كون الغاية الرئيسية للطريق 4370 تسهيل حركة المستوطنين من وإلى القدس وعزل طريق الفلسطينيين المسافرين من جنوب الضفة إلى شمالها عن المدينة، ويبدو الحائط الفاصل أشبه بجدار الفصل العنصري بل هو استكمال فرعي له في محاولة صهيونية لتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أحجية من قطع البازل مستحيلة التجميع.
الطريق الجديد يعزز آليات الهيمنة والفصل والاستحواذ التي تأسست عليها الطرق الاستيطانية الالتفافية، التي تربط بين المستوطنات ومناطق بسيطرة يهودية كاملة بدون أي وجود فلسطيني، ولايسمح أصلا بالتواجد أو المرور الفلسطيني عليها.
وفي تعليق على هذا الطريق قالت إفرات كوهين بار، وهي مخطّطة ومعمارية لدى منظمة بيمكوم غير الحكومية "بينما كانت هناك في الماضي جهود كبيرة لإخفاء التمييز عن الرأي العام الإسرائيلي، فإنه يُنظر إليه اليوم على أنه شرعي". مضيفة أن هذا لم يعد غريبا في "بلد" يسن فيه قانون عنصري جديد مع كل مطلع شمس.
وكما هو الحال في الطرق الالتفافية حيث يجبر الفلسطينيون على استخدام النفق السفلي لكي لايزعجوا المستوطنين في الطريق الرئيسية كذلك هو الحال في الطريق 4370 الذي ينظر إليه ضمن ذات سياق الفصل والسيطرة والتحكم. ولهذا الطريق مكانة جيوبوليتيكية استراتيجية أيضا حيث إنه جزء من سياسة طويلة الأمد يتبعها الاحتلال لخلق تواصل بين القدس والمستوطنات المحيطة بها من جهة، والسيطرة على المنطقة إي 1، الاستراتيجية، التي تبلغ مساحتها 12 كم مربع، بغرض ربط القدس مع معاليه أدوميم وكفارأدوميم، ومن جهة أخرى قطع أوصال الضفة الغربية وحرمان الفلسطينيين من التواصل الطبيعي بين ما أصبح فعليا معازل يعيشون فيها.
ويعتبر الطريق جزءا من خطة صهيونية أيضا لطرد الفلسطينيين عن الطريق الاستراتيجي رقم 1 والذي يخدم في جزء منه الفلسطينييين والمستوطنين وذلك بغرض تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا وتعزيز سياسات الضم للمناطق التي يتم عزلها داخل الطرق الالتفافية الاستيطانية بحجة الأمن وخلوها من الفلسطينيين المبعدين عنها قسريا، في الطريق نحو ضم نهائي للمنطقة ج ، ضمن سياسة أرض أكبر وفلسطينيين أقل.
لا يعتبر االطريق 4370 النموذج الأول لعزل وفصل الفلسطينيين وحصارهم، فقد سبق للكيان إغلاق الطريق الاستراتيجي 443 وهو الطريق السريع الثاني الذي يربط القدس بمنطقة تل أبيب ، أمام حركة المرور الفلسطينية لعدة سنوات ولم يعد فتحه إلا بقرار من الحكمة العليا عام 2007.
ويقول أحمد سوبلبان ، وهو باحث ميداني في جماعة عير عميم إن "الطريق 4370 يهدف إلى خلق تأثير الدومينو" الطريق السريع هو جزء من أحجية ستجمع في نهاية المطاف بين القدس ومعاليه أدوميم وغوش عتصيون ومستوطنات رام الله ومستوطنة جفعات زئيف. الآن ، إنه لغز غير مكتمل ".