Menu

رسالة المطران عطالله حنا

جورج حبش

قُدّمت في مؤتمر الحكيم "الثالث"

الأخوة والأخوات الأعزاء جميعاً المجتمعون في غزة العزة

في ذكرى حكيم الثورة الفلسطينية القائد المناضل المرحوم جورج حبش تلتقون في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا لكي تؤكدوا تمسككم بنهج الحكيم الذي كان حكيماً بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، وكان ضمير الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. كم نحن بحاجة إلى أمثاله في هذا الزمن العصيب... كم نحن بحاجة إلى هذا الحكيم في هذا الزمن الذي نعاني فيه من المؤامرات التي تستهدف قضيتنا الوطنية وتستهدف شعبنا وقدسنا ومقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية.

 أحييكم جميعاً ويسعدني جداً أن أخاطبكم من رحاب مدينة القدس ، وكنت أتمنى أن أكون معكم في غزة لكي أتضامن مع أهلنا هناك، ولكي أكون في هذه المناسبة، ولكن وكما تعلمون فإن الحواجز والإجراءات الاحتلالية تمنعنا من التواصل الجسدي معكم، ولكننا نتواصل معكم فكرياً وإنسانياً وحضارياً ووطنياً في ذكرى الحكيم كما وفي كثير من المناسبات الأخرى، التي نخاطب فيها أحبتنا وأهلنا في قطاع غزة.

انتهزها مناسبة لكي أحيي أهلنا في قطاع غزة، أولئك الذين عانوا من العدوان الإسرائيلي، يعيشون في ظل الحصار ولكنهم لم يفقدوا انتمائهم وكرامتهم ومحبتهم لوطنهم ولدفاعهم عن قضية شعبهم. غزة هي مدرسة في المقاومة... مدرسة في الانتماء الإنساني والوطني... مدرسة في الكفاح من أجل فلسطين وقضتيها العادلة، واليوم في ذكرى الحكيم والقائد والمعلم نؤكد لكم ولكل شعبنا الفلسطيني بأنه مهما اشتدت حدة المؤامرات التي تستهدفنا وتستهدف قضيتنا العادلة فإنما مآل هذه المؤامرات الفشل الذريع، هم يملكون السلاح، ويملكون المال أما نحن فنملك الإرادة والانتماء ونملك التشبث بهذه الأرض، التشبث بعروبتنا بإنسانيتنا بفلسطينيتنا وبقدسنا التي هي عاصمة فلسطين وستبقى عاصمة فلسطين، ولن تؤثر علينا أية إجراءات أو قرارات أمريكية لا بل لن تزيدنا إلا ثباتاً وصموداً وتمسكاً بمدينتنا المقدسة.

 لقد تعرفت شخصياً على الحكيم والتقيته في دمشق، وفي عمان، وفي أكثر من مكان. وكان دائماً يقول لي " سلم لي على فلسطين وسلم لي على القدس وعلى اللد" كان مدافعاً عن فلسطين عن كل فلسطين حتى آخر دقيقة من حياته، كتُب عنه الشئ الكثير، وقيل عنه الشئ الكثير، ويبقى الحكيم حكيماً ويبقى مدرسة عروبية إنسانية فلسطينية مناضلة ومكافحة من أجل أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث ألا وهي قضية الشعب الفلسطيني. نحن نحتاج إلى هذا النموذج في هذا الزمن الرديء الذي نحن فيه، زمن الفتن، وزمن التآمر على القضية الفلسطينية، وعلى العروبة وعلى المشرق العربي، أولئك الذين دمروا في سوريا وتآمروا على العراق واليمن و ليبيا هم ذاتهم المتآمرون على القضية الفلسطينية، عدونا واحد وإن تبدلت وتغيرت الأسماء والأوصاف والمسميات.

أيها الأحباء ستفشل كافة المؤامرات التي تستهدفنا... أحييكم جميعاً من القدس عاصمة فلسطين، وأنقل إليكم تحية زملائكم وأحبائكم في المدينة المقدسة الذين يتمنون لكم ولمؤتمركم كل التوفيق والنجاح.

كل التحية لكم مع حفظ الألقاب والأسماء، كنت أتمنى أن اراكم لكي أحييكم فرداً فرداً فاقبلوا محبتي وتقديري واحترامي وتثميني للقائكم في ذكرى الحكيم.

 لكم التحية مني ومن أهل القدس كافة وشكراً جزيلاً لكم