مع اقتراب الموعد الذي حدّدته الإدارة الأمريكيّة للإعلان عن ما تُسمّى بـ "صفقة القرن"، يُعلن صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، الخميس 3 أيّار/مايو، أنّ خطته المُنتظرة لما يُسميه بـ "السلام في الشرق الأوسط"، ستُكرّس القدس عاصمة للكيان الصهيوني ولن تأتي على ذكر حل الدولتين.
جاءت تصريحات كوشنر خلال مؤتمر نظّمه معهد واشنطن للأبحاث، رداً على سؤال بشأن إصرار الإدارة الأمريكيّة على عدم اتخاذ موقف مع أو ضد حل الدولتين، قائلاً "إنّ هذا مصطلح يعني شيئاً واحداً بالنسبة للإسرائيليين، ويعني شيئاً آخر للفلسطينيين، ولذلك تقرر عدم قوله."
يُتابع كوشنر "ولهذا السبب قلنا إنّ كل ما علينا فعله هو ألّا نأتي على ذكر ذلك، فلنقل فقط إننا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك"، دون مزيد من التفاصيل. وحسب كبير مُستشاري ترامب، فإنّ خطته تُعالج الكثير من الموضوعات بطريقة قد تكون أكثر تفصيلاً من أي وقت مضى، قائلاً "آمل أن يُظهر هذا للناس أن الأمر مُمكن، وإذا كانت هناك خلافات، آمل أن يُركّزوا على المحتوى التفصيلي بدلاً من المفاهيم العامّة"، مُشيراً إلى أنّ هذه المفاهيم المعروفة منذ سنوات فشلت حتى الآن في حل هذا الصراع.
وأكّد في حديثه أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان سيكون جزء من أي اتفاق نهائي، داعياً دولة الاحتلال إلى تقديم تنازلات، وفي رده على سؤال بشأن إمكانيّة قيام دولة الاحتلال بضم أجزاء من الضفة المحتلة، قال إنه يأمل ألا تقوم بخطوات من جانب واحد قبل عرض الصفقة الأمريكيّة، وأن يقوم الطرفان الفلسطيني و"الإسرائيلي" بفحص الخطة قبل اتخاذ خطوات من جانب واحد، وعليهما أن يُقدّما تنازلات للتوصل إلى "سلام"، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ "الإدارة الأمريكيّة لن تطلب من إسرائيل فعل أمور تُعرّض أمنها للخطر."
كما أشار إلى أنّ ترامب يعتقد أنه إذا كان بالإمكان مساعدة الفلسطينيين في تحقيق الكرامة والفرص، فإنّ هذه مصلحة لكل المنطقة، وللولايات المتحدة ايضاً، فالاستقرار مهم جداً، حسب تعبيره، واطلع الرئيس الأمريكي على أجزاء من الخطة وهو مُلتزم بشكل شخصي بنشرها.
فيما تجنّب كوشنر الرد على سؤال بشأن كيفية تمويل المشاريع الاقتصادية المشتملة في الخطة، وهناك احتمال ضئيل جداً بأن يُوافق "الكونغرس" الذي يُسيطر عليه الديمقراطيون على تخصيص مبالغ كبيرة للخطة، في حال رفضها الفلسطينيون والعالم العربي.
وكان ترامب وصهره وإداراته قد حاولوا طيلة الفترة الماضية تسويق ما يُسمّى بـ "صفقة القرن" ومحاولة فرض معطياتها على الفلسطينيين، إلى الحد الذي استخدموا فيه الأنظمة العربيّة أيضاً، ما بين محاولات ضغط وإقناع وتسويق ومصالح مشتركة، والصفقة التي لم يُعلن عن مضامينها بشكل صريح ورسمي، تم تمرير بعضها وعلى رأسها إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، والتضييق على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، علماً بأنّ الخطوط الرئيسيّة التي يتم الحديث عنها في الصفقة، هي بشأن قضايا فلسطينيّة مركزيّة، تتعلّق بالقدس واللاجئين وحق العودة و غزة والضفة وسلاح المقاومة.