Menu

الطاهر: العرب افتقدوا في صراعهم مع الصهيونية لرؤية واضحة الأهداف والمعالم

الرباط _ بوابة الهدف

عُقدت في مدينة الرباط بالمملكة المغربية، ندوة بعنوان "في الحاجة إلى الكتلة التاريخية" بتنظيمٍ من مؤسسة المفكر العربي الكبير الراحل محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، وبحضور أكثر من 40 مفكراً ومثقفاً ومناضلاً من مختلف الأقطار العربية.

وشارك ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول دائرة العلاقات السياسية في الندوة التي انعقدت يومي 26 و27 إبريل/يسان بدعوة من الأستاذ خالد السفياني الأمين العام للمؤسسة.

وتقدم الطاهر بمداخلة مكتوبة في اليوم الأول لأعمال الندوة بعنوان "الكتلة التاريخية وتحديات المشروع الصهيوني".

وعبّر الطاهر خلال كلمته عن سعادتي بوجوده على أرض المغرب، وحيّا الشعب المغربي وقواه وفاعلياته قائلًا إنه "كان دائماً في طليعة الصفوف للدفاع عن القضايا القومية للأمة العربية وفي القلب منها قضية فلسطين".

وقال الطاهر خلال مداخلته "إن المخططات الاستعمارية التي استهدفت الأمة العربية وتمزيقها تتصاعد وتزداد حدة وتسارعاً وقد تمكنت قوى الاستعمار والصهيونية من خلال هجوم كثيف ومتواصل من الإبقاء على واقع التجزئة والتخلف والتبعية، واستمرار احتلال فلسطين وأجزاء من الأراضي العربية واليوم ينتقل الهجوم وخاصة بعد ما سمي بصفقة القرن إلى مستويات نوعية جديدة لم يعد المواطن العربي قادراً على متابعتها وهو في حال ذهول شديد".

وأوضح أنه "ما كان لكل ذلك أن يتحقق لولا استناد المعسكر المعادي لاستراتيجية عمل شاملة ترتكز لمجمل طاقاته وإمكاناته ولولا الاستناد بذات الوقت لقصور وضعف وتفكك وتشوه العامل الذاتي العربي المنشغل بصراعاته المذهبية والطائفية والعرقية وحروبه الداخلية المدمرة مما جعله عاجزاً عن بلورة استراتيجية مجابهة مجتمعة شاملة ترتكز لمجمل طاقات الأمة العربية الظاهرة والكامنة".

وقال إنه، "تبرز الحاجة والضرورة الموضوعية إلى بلورة الكتلة التاريخية التي تحدث عنها المفكر العربي الكبير الأستاذ محمد عابد الجابري وقبل ذلك المفكر اليساري الايطالي انطونيو غرامشي".

وشدّد الطاهر على أن "التحديات التاريخية الداخلية والخارجية التي تواجه العرب هائلة وكبيرة وخاصة تحدي مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يستهدف الشعب الفلسطيني فحسب، بل يستهدف الأمة العربية بأسرها".

وتابع الطاهر قائلًا "افتقد العرب في صراعهم مع الصهيونية واسرائيل لمشروع رؤية واضحة الأهداف والمعالم سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى الحركات والأحزاب السياسية ولم يتمكنوا من صياغة رؤى علمية تاريخية موحدة نتيجة الإرتباك والضعف الفكري والثقافي وتباين المصالح وضعف الوعي بحقيقة المشروع الصهيوني وأبعاده".

كما قال إنه "لم تتمكن القوى السياسية العربية بمختلف اتجاهاتها الفكرية من الوصول إلى صياغة نظرية وعملية سليمة للعلاقة فيما بينها لمواجهة "إسرائيل". حيث اتسمت العلاقة بالتناقض والصراع واختلاف التصورات والوسائل. بينما التحديات الخارجية كانت تفترض التوحد ورؤية المشترك".

ودعا الطاهر إلى "بناء تحالف عريض ينطلق من السياسي ويؤجل الايديولوجي إلى مراحل لاحقة.. هذا على صعيد الأحزاب والحركات السياسية".

وعلى المستوى الرسمي العربي، قال الطاهر إن "مقولة الأنظمة العربية أن الصراع العربي الصهيوني مثل أولوية بالنسبة لها، لم تكن صحيحة، بل استغل شعار قضية فلسطين جوهر الصراع في غايات ضيقة لصالح بعض الأنطمة الحاكمة وفي الوقت الذي كانت فيه الصهيونية تكرس وجودها على أرض فلسطين".

وشدّد على أن "أوهام التحالف مع أمريكا أسقطتها تجربة الصراع مع إسرائيل، كما أسقطت من قبلها أوهام التحالف مع بريطانيا لعلها تقف إلى جانب العرب لتحقيق استقلالهم".

وختم الطاهر كلمته بالتأكيد على أن "بناء الكتلة التاريخية التي تضم كافة القوى والتيارات والقوى والفاعليات السياسية والنقابات وقوى المجتمع المدني وتوحيد طاقات الأمة المؤمنة والملتزمة بالمشروع النهضوي العربي ومواجهة الاستعمار والصهيونية هو الطريق لمواجهة التحديات الكبرى للولوج إلى واقع وعصر عربي جديد".