Menu

ثلاث قمم حشداً للعدوان ولتصفية القضيّة الفلسطينيّة

ثلاث قمم حشداً للعدوان ولتصفية القضيّة الفلسطينيّة

بوابة الهدف

بادر النظام السعودي إلى تنظيم تظاهرة سياسيّة ضخمة، فبجانب القمّة الدوريّة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، دعت السعودية لقمّة عربيّة طارئة، وقمّة خليجيّة أيضاً طارئة. وقد بادرت السعودية لدعوتها في ظل التصعيد الذي تشهده منطقة الخليج، والتحضيرات العدوانيّة الأمريكيّة ضد إيران، وبالموازاة مع استمرار عدوان التحالف السعودي على اليمن.

وكان الملك السعودي وجّه دعواته للمشاركة في القمم الثلاثة بدءاً من يوم الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٩، في تداعي لم يسبق له مثيل تجاه أي من الملمات والكوارث التي أصابت هذه المنطقة. فقرار الإدارة الأمريكيّة الاعتراف ب القدس عاصمة للكيان الصهيوني لم يستدعِ إطلاقًا هذا الحشد حسبما يبدو من مواقف السعودية وحلفائها.

الهجمات التي نفذتها اللجان الشعبيّة اليمنيّة وطالت مصالح نفطيّة حيويّة في أراضي المملكة، وسفن إماراتيّة، كانت نموذجاً عمّا ينتظر نُظم الخليج العربي، من ردود جراء عدوانها في اليمن، وتماهيها مع التصعيد العدواني الأمريكي في المنطقة، وهو ما تدركه السعودية وحلفائها بشكلٍ جيّد، خصوصاً في ضوء افتضاح درجة تورطها في المؤامرة الأمريكيّة لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، والتي أوكلت مهمة استضافة "الورشة الاقتصادية" لصفقة القرن في سياق هذه المساعي للنظام البحرين ي الحليف الذيلي لأسرة آل سعود ذيل الولايات المتحدة الأمريكيّة في المنطقة.

السعودية استلمت الرسالة وأدركتها، ومفادها أنّ مساعيها ضد شعوب المنطقة، وعدوانها المستمر سيكلفها الكثير، هي وبقيّة النُظم الخليجيّة والرجعيّة المتعاونة مع الكيان الصهيوني ومنظومة العدوان الإمبريالي. وفي اتجاهها المضاد تسعى السعودية من خلال هذه "القمم" لإيجاد غطاء سياسي خليجي وعربي وإسلامي لخطواتها، فلقد استدعى الملك السعودي وولي عهده أتباعه وحلفاؤه وغيرهم، ليلزمهم بدعم خطواته المقبلة سياسيّاً، ويسوق بينهم للعدوان الأمريكي المستمر بشقيه العسكري والاقتصادي وبوجوهه السياسيّة المُتعددة.

ذيول أخرى للمنظومة الإمبريالية من بينها إمارة قطر المحاصرة سعوديّاً وإماراتيّاً، لم تتأخر عن المشاركة في هذه القمم رغم حالة القطيعة بينها وبين السعودية، فأوفدت رئيس وزراءها للمشاركة في هذه القمم، يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجيّة، فأمام الرؤية والرغبة الأمريكيّة لا يتأخر أي من هذه النظم عن تقديم طاعته مهما كانت العقبات والمعيقات.

انفردت سوريا بالغياب عن هذه التظاهرة السياسيّة المعادية لشعوب المنطقة، فهي لم تتلقَ دعوة للحضور، فيما حضر لبنان بتمثيل منخفض يغيب عنه حتى وزير الخارجية جبران باسيل، في رسالة تبدو كتعبير عن عدم الرضا عن الغرض من هذه "القمم."

التوقعات حول هذه القمم ونتائجها، تُشير لإمكانيّة خروجها ببيانات تسلّط الانتقاد على ضحايا الهجمة الإمبريالية، في اليمن، وفلسطين، وايران، وتتبنى هجوم ضمني أو معلن على قوى المقاومة في المنطقة، والأطراف الداعمة لها وخصوصاً إيران، فيما تُشير توقعات أكثر تشاؤم لإمكانيّة خروج هذه القمم -الخليجيّة والعربيّة خصوصاً-بمواقف وإجراءات داعمة للضغوط والحصار الاقتصادي المفروض على إيران وبعض قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله، والقوى المناوئة للعدوان السعودي في اليمن.