انطلقت أعمال "مؤتمر البحرين " الاقتصادي الذي دعت له الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء 25 حزيران/يونيو، ويستمر لمدة يومين في العاصمة البحرينيّة المنامة، وذلك لمناقشة الشق الاقتصادي من الخطة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية، والتي اعتبرها الفلسطينيّون تصفية للقضيّة.
ويُناقش المؤتمر ضخ استثمارات على مدار (10) سنوات في فلسطين المحتلة ودول في المنطقة، مقابل ما تُسميه واشنطن بـ "السلام"، حيث يُرصد للخطة الاقتصادية (50) مليار دولار أمريكي، وفق تصريحات سابقة لمستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، على أن يتم تحويل (28) مليار دولار منها إلى السلطة الفلسطينية وقطاع غزة، والباقي يتم تقسيمه بين مصر والأردن ولبنان.
وتأتي الورشة البحرينية اليوم بمشاركة (39) دولة، منها الدولة المُضيفة البحرين، و السعودية والإمارات ومصر والأردن، فيما تُقاطع السلطة الفلسطينية المؤتمر، وتكون مشاركة الاحتلال وفقاً للتوافق مع الولايات المتحدة، بألّا تُشارك جهات رسمية، بل كبار رجال أعمال ومنسق أعمال الحكومة السابق لدى الاحتلال، يوآف مردخاي، لما أسمته تجنباً لإضفاء الصبغة السياسية على المؤتمر.
وفي تصريحات صدرت خلال الساعات الأخيرة عن كوشنر، مساء الاثنين، قال إنّ ورشة المنامة حقّقت نجاحاً من حيث الدول التي أعلنت حضورها، وعدد كبير من المُستثمرين يُشاركون فيها، نافياً أن تكون مقاطعة السلطة الفلسطينية للورشة انتكاسة لها، مؤكداً أنّ التوصل إلى حل وسط بين الاحتلال والفلسطينيين لا يُمكن أن يعتمد على مباردة السلام العربية، بل إنه سيكون حل وسط بينها وبين "الموقف الإسرائيلي."
وأكّد كوشنر في مقابلة أجرتها "الجزيرة" في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى البحرين، إنّ "المبادرة العربية للسلام عمل نبيل لكنه لم يوصل إلى السلام المنشود بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وذلك رداً على سؤال حول ما إذا كان حل الدولتين لا يزال قابلاً للحياة في ظل تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فريدمان، بأنّ لها الحق في الاحتفاظ بأجزاء من الضفة الغربية.
وعن الانتقادات التي تُوجّه إلى قرار ترامب بالاعتراف ب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، قال كوشنر إنّ ذلك من حق الولايات المتحدة، وإنّ الكونغرس سنّ هذا التشريع منذ سنوات، مُضيفاً إنّ "إسرائيل دولة ذات سيادة ولها الحق في أن تُحدد عاصمتها"، وأشار إلى أنّ ترامب قال عندما نقل السفارة إلى القدس، إنّ ذلك لا يجب أن يؤثر على مفاوضات الوضع النهائي.
وفي فلسطين المحتلة، يعم الإضراب الشامل قطاع غزة استجابةً للدعوات الوطنيّة للتعبير عن رفض "ورشة البحرين" ومجرياتها ونتائجها، كما سيُعقد مؤتمراً شعبياً، وتنطلق مسيرات في كافة أرجاء الوطن يوم الأربعاء بالإضافة إلى مسيرة مركزية بمدينة غزة، وفعاليات أخرى داخل فلسطين وخارجها وفي الشتات.
