Menu

هل تنفض "المبادرة القبرصية" الغبار عن ملف التسوية ؟

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

بوابة الهدف_ غزة_ غرفة التحرير

مبادرة أوروبيّة أخرى تُضاف إلى مجموع المبادرات السياسية الهادفة لتحريك عجلة المفاوضات مجدداً بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال. بعد أن قامت الأخيرة، منذ أكثر من عام، بقطع حبل مباحثات التسوية، على إثر توقيع اتفاق المصالحة بين حركتيّ فتح وحماس الفلسطينيّتيْن، حزيران 2014.

مصادر فلسطينية، لم يُذكر اسمها، كشفت النقاب، صبيحة اليوم، عن مبادرة عرضها الرئيس القبرصي "نيكوس أنستاسيادس"، لإحياء عملية السلام، تتضمّن في لبّها، إلقاء كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، كلمةً، كلٌ على حدة، أمام دول الاتحاد الأوروبي و مؤسّساته، في أحد المؤتمرات التابعة للاتحاد و التي تُعقد في العاصمة البلجيكيّة بروكسل.

الرئيس القبرصي، صاحب المبادرة، استقبل على أرض بلاده، أمس، نتنياهو، لبحث عدّة قضايا، كان أبرزها سبل توطيد العلاقات بين الجانبين اقتصادياً، بينما كان الوجه الآخر للقاء، هو مبادرة سياسية يعرضها على رئيس وزراء الاحتلال.

نتنياهو والذي عاد لـ"إسرائيل" اليوم، أعلن موافقته فوراً على بنود المبادرة، واستعداده لإلقاء خطاب مشترك مع الرئيس عباس في بروكسل.

عقب زيارة نتنياهو ولقائه الرئيس "أنستاسيادس"، هاتف الأخير نظيره الفلسطيني، الرئيس عباس، و أطلعه على ما تحمله المبادرة. وتقول مصادر فلسطينية مطّلعة إن الرئيس والجهات ذات الاختصاص لا تزال تدرس أبعاد المقترحات القبرصيّة، التي من المتوقع أن تنفذ قبل نهاية العام، مؤكّدة أنّها لن تكون بديلة عن مبادرة باريس التي كانت ترمي لذات الهدف، وهو إحياء السلام بين الفلسطينيين و "الإسرائيليين".

ويُطالب المفاوض الفلسطيني، حواراً مبنياً على قاعدة حل الدولتين على حدود عام 1967م، و أن يحترم الجانب "الإسرائيلي" الاتفاقيات السابقة الموقعة بين الطرفين، وأن يوقف نشاطاته الاستيطانية في الأراضي المحتلة بشكل أساسي، وسياساته القمعية بحق الأسرى، والإفراج عنهم.

يأتي هذا كله بالتزامن من أنباء تُنشر بين الحين والآخر، تكشف عن لقاءات خفيّة تجري بين مفاوضين فلسطينيين و "إسرائيليين"، في عدّة عواصم أوروبية وعربية، آخر هذه الأنباء كان تصريحاً لوزير داخلية الاحتلال، سيلفان شالوم، وهو المسؤول عن ملف المفاوضات، حيث كشف عن لقاء أجراه في العاصمة الأردنية عمّان، منذ أيام، مع صائب عريقات الملقّب بـ"كبير المفاوضين الفلسطينيين"، بحثا فيه ملف التسوية.

المحلل السياسي أكرم عطا الله كان لديه ما يقوله بشأن، مصدر المقترحات التي زُعم أنّها قبرصية، فرأى أنّها على الأغلب هي مقترحات "إسرائيلية" صاغها رئيس حكومة الاحتلال، وقدّمها للرئيس القبرصي، الذي قام بدوره بعرضها على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. استناداً على قبول نتنياهو الفوري لمضمون المبادرة، وتصريحات نتنياهو مؤخراً بشأن استعداده للمفاوضات مجدداً مع الجانب الفلسطيني.

عطا الله قال في مقابلة له مع"بوابة الهدف الإخبارية": نتنياهو الآن قبل بالمبادرة، وظهر للعالم على أنّه رجل سلام، ويريد الوقوف إلى جانب الرئيس عباس، ما يُظهر دولته بالمظهر المرغوب دولياً.

وأضاف: هذا الأمر يدفع بالفلسطينيين إلى زاوية الجدار، ويضعهم أمام حل وحيد، وهو عدم ترك لساحة الدولية لخطاب نتنياهو ومخططات كيانه السياسية.

وتوقّع عطا الله أنّ الفلسطيني سيقبل في نهاية المطاف بمبادرة قبرص للسلام، مستبعداً الاحتمال برفضه.

وكانت آخر مبادرات أوروبا لحل الصراع مع دولة الاحتلال، هي مبادرة فرنسية قدّمتها باريس مطلع يونيو الماضي، حيث انفردت "بوابة الهدف الإخبارية" بالكشف عن بنودها، التي تضمّنت بشكل أساسي، تقديم مشروع قرار، باسم الفلسطينيين، إلى مجلس الأمن الدولي، يشمل تحديد جدول زمني لإنهاء الصراع وعقد مؤتمر سلام دولي، على أساس مبدأ حل الدولتين على حدود 67، مع تبادل أراضي، و القدس عاصمة مشتركة، لفلسطين والكيان.

مبادرة باريس، التي تولدت بعد العدوان "الإسرائيلي" الأخير على غزة، وامتداداً لاعتراف البرلمان الفرنسي بالدولة الفلسطينية، كان مصيرها الفشل الذريع، بعد أن تراجعت أمريكا عن دعمها في أعقاب خلافات حادة مع "إسرائيل" التي عارضت المبادرة بعنف، كما عارضتها ألمانيا وبريطانيا، كلٌ حسب مصالحه السياسية الإقليمية.