Menu

غزل أوروبي لإيران: تعاوننا سيكبر

عن السفير

رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال استقباله وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني أمس الثلاثاء، أن اتفاق فیینا مثّل استعراضاً لقدرة الديبلوماسیة على حل الخلافات والمشاكل الدولية، كما شدّد وزير خارجيته محمد جواد ظريف على أن المرحلة التالية ما بعد الاتفاق ستكون بخوض محادثات مع الاتحاد الأوروبي حول قضايا التعاون الاقتصادي بين الطرفين، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية.

ووصلت موغريني إلى إيران قادمة من السعودية لمناقشة تنفيذ الاتفاق النووي، فيما يصل إلى طهران، اليوم، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ظل موجة من الاعتراضات من قبل سياسيين إيرانيين على استقباله.
وتزامناً مع الزيارات الأوروبية وجّه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي انتقاداً إلى الأوروبيين.

وقال المرشد عبر حسابه في موقع "تويتر" إن "الاوروبيين تسببوا بإحدى أكبر الحروب في التاريخ والتي قتلت عدداً كبيراً من الناس، وألحقت بنا ضرراً أيضا." وأضاف "قرأت التاريخ الأوروبي، هؤلاء الاوروبيون تسببوا بحربين عالميتين مدمّرتين في القرن الفائت، حربين عالميتين في أقل من قرن، بعد هذه الحروب تمّ خلق الكيان الصهيوني الخطير والمميت في قلب عالمنا الإسلامي."

وخلال استقباله موغريني، أشار روحاني، إلى أن الاتفاق النووي سيكون مهمّاً جداً ومؤثراً في مستقبل علاقات المنطقة وأوروبا والعالم، معرباً عن أمله بأن "يشكّل أنموذجاً لحل وتسوية سائر قضايا المنطقة."

 وأضاف "إن هذا الاتفاق حمل رسالة السلام لكل دول العالم، وشكّل دليلاً على أن الاتفاقات الدولية ما زالت مؤثرة فیما لو تم مراعاة العدالة فيها، وأن المفاوضات يمكن أن تؤدي إلى حل وتسوية المشاکل السیاسیة."

ولفت روحاني إلى العلاقات التاریخیة بین إيران والدول الأوروبیة وقال، إن الإیرانیین "ملتزمون بعهودهم"، وأن "التنفیذ الدقیق لاتفاق فیینا بعد تخطي مراحل المصادقة من قبل الطرفین، یساعد في تطویر العلاقات بین ایران والاتحاد الأوروبي." واعتبر أن "إحدى الثمار الأخری لتنفیذ اتفاق فیینا، هو التعاون للعمل على مكافحة الارهاب ووقف الحروب وإراقة الدماء بحق الأبرياء."

وشدد الرئيس الإيراني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" على أن اتفاق فیینا لا یضر بأي دولة ومن ضمنها دول المنطقة. وأضاف، «لقد توفرت الفرصة لنقلّل النظر إلی الماضي ونفكر بمستقبل یمكنه توسیع المصالح المشترکة والجماعیة علی اساس العلاقات المبنیة علی الاحترام المتبادل."

من جانبه، أعلن وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظریف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع موغريني، أن الجولة الجدیدة من المفاوضات بین إیران والاتحاد الاوروبي ستبدأ قریباً، وقال إن هذه المفاوضات ستكون رفیعة المستوى تأسیساً علی القرار الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي بالمصادقة على الاتفاق النووي.

وقال ظریف "اتخذنا القرار بأن نبدأ جولة جدیدة من المفاوضات بین ایران والاتحاد الأوروبي."

 وأضاف "سترکز المفاوضات علی القضایا المختلفة للتعاون بین الطرفین تشمل الطاقة والنقل والبیئة وحقوق الانسان ومجالات أخری، إضافة إلی ذلك فإننا نتابع فرص التعاون والاجراءات المشترکة وقد اتفقنا علی ان نهتم في هذه المفاوضات بالقضایا الاقلیمیة." وذكر ظريف أن "أزمات المنطقة لا تشكل تهدیداً لمنطقتنا فحسب، بل تهدیداً جاداً للعالم بأسره خاصة لأعضاء الاتحاد الاوروبي، مضیفاً أن مشكلة التطرف والطائفیة والارهاب التي تسبب الیوم بالعنف والتدهور الامني في المنطقة، أدت بالتزامن إلی إیجاد العنف والتدهور الامني في الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وهذا القلق یشكل قلقنا المشترك ویجب أن نتطرق الیه."

من جانبها، أكدت موغيريني أن تنفيذ الاتفاق النووي "يعتمد على الإرادة السياسية لكل الأطراف المعنية." وأضافت "تنفيذ الاتفاق سيمهّد الطريق أمام تعاون أوسع بين إيران والغرب." ورأت موغيريني أن الاتفاق النووي "سيفتح فصلا جديدا في العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي"، معتبرة أن تطبيقه «بات المهمة التي علينا إنجازها."
وبعد موغريني يصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى طهران اليوم. وانتقدت وسائل اعلام وشخصيات من أوساط المحافظين الايرانيين الوزير الفرنسي قبل وصوله، فيما دافعت عنه الحكومة الايرانية. ونقلت وكالة أنباء فارس عن الممثل السابق للمرشد الأعلى للثورة الايرانية في الحرس الثوري مجتبى ذو النور أن وزير الخارجية الفرنسي "يأتي الى إيران خلال اسبوع دعم المصابين بالهيموفيليا، ما يذكرنا بمواطنينا الاعزاء الذين قضوا بسبب استيراد الدم الملوث الذي كان فابيوس المسؤول الرئيسي عنه."