Menu

متطلّبات المرحلة "الأخطر على الوطن العربي منذ سايكس-بيكو" !

خريطة توضيحية: الوطن العربي

بوابة الهدف_ تونس

تعهّدت الأحزاب والمنظمات والشخصيات العربية، خلال اجتماع عقدته في العاصمة التونسية، مؤخّراً بجملة من الالتزامات ومتطلّبات المرحلة، التي تشهد خلالها المنطقة العربية منحنيات خطيرة، على صعيد الحريات والفكر والثقافة والإنسانية.

وبالتزامن مع الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد محمد البراهمي، زعيم التيار الشعبي التونسي، والقيادي البارز بالجبهة الشعبية، أكّدت الجهات المذكورة في بيانٍ وصل "بوابة الهدف"، على أن الشعوب العربية بصدد مرحلة جديدة هي الأخطر منذ معاهدة، سايكس بيكون 1916م، التي قسمت أوصال الأمّة، وهي مرحلة تصادم بين حريّة الشعوب، وإرادة الاستعمار متعدّد الأوجه، والذي يوظّف العنف والإرهاب والحروب الأهلية المدمّرة بدعم من القوى الاستعمارية الغربية بزعامة أمريكا، والكيان الصهيوني وغلاة الرجعية في المنطقة، بأدوات وحركات ظلامية، إجرامية، متعددة العناوين، تكريسا لمشروع تقسيم الوطن العربي، وتشكيل "الشرق الأوسط الجديد" الاستعماري.

وقالت الجهات المجتمعة في بيانها، إنّ الهدف من كل ما سبق، هو تدمير الدولة الوطنية وتخريب كل المكتسبات العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية المحققة في إطارها، وتدمير الحضارة العربية، ونشر الخراب والزجّ بالشعوب العربية في أنفاق مظلمة منعا لنهوضها.

وأضافت: كما تهدف الجهات الاستعمارية الظلامية إلى تهميش قضية العرب الأولى والمركزية، القضية الفلسطينية، سعياً لإقامة دولة دينية، يهودية.

وشدّد البيان على أن الطريق الوحيد نحو حرية واستقلال الأمة، هو طريق النضال والمقاومة وتشكيل وحدة القوى الثورية والوطنية والديمقراطية والتقدمية العربية وتكتلها ضمن جبهة شعبية واسعة وحقيقية، ضمن مجموعة من الأسس، أهمّها النضال من أجل تحقيق التحرر والتصدي لكافة أشكال التدخل الأجنبي، الإقليمي والدولي، في الشأن العربي، والعمل على تحقيق وحدة الأمة العربية، إضافة إلى دعم مشروع المقاومة خيارا إستراتيجيا في مواجهة العدو الصهيوني لتحرير فلسطين، و اعتبار المشروع التكفيري هو الوجه الآخر للاستعمار والصهيونية, ومناهضة الرأسمالية الليبرالية المتوحّشة وكافة أشكال الهيمنة والنهب والاستغلال.

وحثّ البيان على ضرورة مواجهة الدول  الاستعمارية والمؤسسات المالية العالمية ووكلاؤها المحلّيون على شعوبنا وتوحيد النضال الشعبي ضدهم وتوثيق الصّلة بالشعوب الأخرى التي تعاني من نفس الاضطهاد وتكتيل الجهود دوليا في مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكي-الغربي الذي يلقى صدّا متصاعدا في مختلف القارات، والانحياز الكامل لكل حركات التحرر الوطني و الدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة.

واعتبرت الجهات المجتمعة في تونس، الحرية والديمقراطية، هما صمام الأمان لبلوغ الأوطان غايتها في التقدّم والنهوض وتكريس المساواة ونبذ كل أشكال الميز على أساس عقدي أو جنسي أو عرقي أو ثقافي وضمان التعدد الفكري والسياسي والتداول على الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كضمان توازن السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية، إضافة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، واحترام الهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية، والإيمان بالعمل المشترك مع القوى الوطنية التقدمية واعتماد الحوار كوسيلة لتلاقي الأفكار.

وتعهّدت الأطراف كافة على ترجمة ما جاء في الإعلان، من مبادئ وقيم وأهداف، إلى محاور ملموسة للنضال في المستويين الوطني والقومي.