وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني للبدء بدفع المساعدات المعيشية للمواطنين اعتباراً من يوم غدٍ الاثنين.، على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي عمّت البلاد بعد قرار السلطات في طهران رفع أسعار الوقود.
وأكّد روحاني، في تصريحاتٍ له الأحد، أن "الاعتراض من حق الناس، وهو أمرٌ منفصل عن أعمال الشغب ويجب ألا نسمح بزعزعة أمن المواطنين". لافتًا إلى أنّ هذا القرار - رفع أسعار البنزين- كان الأنسب والأفضل أمام السلطات الثلاث، من بين عدّة خيارات.
وتطرق إلى حجم إنتاج البنزين في بلاده، فقال إن هذه المادة ارتفع حجم إنتاجها إلى 107 مليون لتر يومياً، و"نجحنا بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال"، مضيفاً أن مبيعات طهران للنفط "تواجه قيوداً ولا يمكننا رفع الضرائب بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد".
تصريحات روحاني جاءت في أعقاب جملة من المواقف أطلقها المرشد الإيرانيّ السيد علي خامنئي، دعا فيها المسؤولين الإيرانيين الى الحدّ من انعكاسات قرار رفع أسعار الوقود.
وشدّد خامنئي على أنّ الرقابة على أسعار السلع الأخرى ضرورية لأنّ "الغلاء يسبّب مشاكل للمواطنين"، وهو إذ أيّد قرار السلطات الثلاث رفع سعر المحروقات، دعا الشباب إلى "عدم الانجرار وراء المخربين".
ويتخوّف الإيرانيون من أن يلحق بزيادة أسعار المحروقات، زيادات في أسعار سلع أخرى، وفق ما أشار إليه رئيس مجلس الشورى الايرانيّ علي لاريجاني.
ومن المقرر أن تنعقد اجتماعات بين اللجنة الاقتصادية للمجلس وهيئة تنظيم الأسواق مع السلطة القضائية والمسؤولين المعنيّين، لإجراء رقابة على الأسعار. وأكد لاريجاني أنه في الأيام المقبلة سيجري توجيه الإصلاحات في أجواء هادئة.
من جهته، ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الداعمة للاحتجاجات في إيران، إذ قال إنّ الشعب الإيراني "يعلم جيداً أن هذه المواقف التضامنية المنافقة ليست صادقة ومُحِبة".
وأكد موسوي أن الإيرانيين "يدركون جيداً أن عمليات الشغب المدعومة من بومبيو وأمثاله لا تتلاءم مع نهج الشعب الإيراني"، مشيراً إلى أن تصريحات بومبيو التضامنية "تأتي في وقت يتعرض فيه شعب إيران إلى الإرهاب الاقتصادي الأميركي".