وجّه المناضل جورج عبد الله الأسير في السجون الفرنسية، تحيات "الإكبار والتقدير لفعاليات الحراك الجماهيري الواعد"، مُؤكدًا أنه "حراك يعيد للوطن رونق وحدته، ويبدأ برسم ملامح الرد التاريخي على إفلاس وانهيار منظومة الاقتصاد الريعي الذي فرضته الطغمة المالية مطلع تسعينات القرن الماضي".
وقال جورج عبد الله في كلمةٍ له وجهها إلى المعتصمين في ساحات لبنان، إن هذا "الحراك سيمكن الكتلة الاجتماعية المنتفضة دفاعًا عن حقوق ومصالح كادحي شعبنا وقواه الحية أن تكتشف ذاتها وتعيد صياغة تطلعاتها بوصفها المتضرر الأساسي من سياسات الإفقار والفساد ووصفات صندوق النقد الدولي، وبوصفها في الوقت نفسه السد المنيع أمام عدوانية سياسات الإمبريالية وصفقاتها التصفوية في المنطقة".
وأكَّد على أن "من مفاعيل الأزمة الراهنة انكشاف كنز الطبقة المتحكمة بمقدرات شعبنا والمتمثل في النظام المصرفي بوصفه نظام نهب لموارد الدولة وإفقار لغالبية اللبنانيين"، مُشيرًا "بين استعجال ممثلي الطغمة المالية ضرورة ضبط هذا الحراك ووضع حد لتطوره، إذ يبدو للبعض أنه تمادى وتمدد ليشمل كافة المناطق وبات يشكل بمساره إمكانية فعلية لنسف كل مرتكزات النظام الريعي السائد في البلد، وضرب كل أواليات المحاصصة بأشكالها المختلفة المنتظمة على وقع التوازنات الطائفية المقيتة وأحزابها الرئيسية، وبين التحرك المحموم من قبل القوى الإمبريالية وموجوداتها المحلية لحرف مسار الحراك ودفعه بالاتجاه الذي يخدم توجهاتها الراهنة في المنطقة، تقع المسؤولية على عاتق قوى المقاومة بشكل أساسي، وعلى عاتق كافة القوى الحية الساعية لبناء لبنان الواعد والتأكيد على رفض التوجس من حراك الجماهير المنتفضة ورفض كل الحجج التبريرية".
وشدّد على أن "مقاومة الإمبريالية وموجوداتها الرجعية تزداد فعاليتها بقدر ما تتعزز حرية جماهيرنا في مواجهة كل أشكال الفساد والهدر وكل مفاعيل المحاصصة الطائفية بأشكالها المختلفة".