Menu

محدثإدانة دولية وفلسطينية واسعة عقب استشهاد قاسم سليماني

غزة _ بوابة الهدف

لقي العدوان الأمريكي الجديد فجر اليوم على الأراضي العراقية الذي أسفر عن استشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، إدانة واستنكارًا دوليًا وفلسطينيًا واسع،ً على المستوى الرسمي والفصائلي والشعبي.

ودانت جمهورية الصين الشعبية اغتيال قايم سليماني، مؤكدةً أنها تعارض دومًا استخدام القوة في العلاقات الدولية ونتابع الوضع عن كثب.

وقال قنغ شوانغ، وهو متحدث باسم الوزارة خلال إفادة صحفية في بكين إن "الصين تدعو كل الأطراف المعنية، ولا سيما الولايات المتحدة، لالتزام الهدوء وممارسة ضبط النفس لتفادي مزيد من التوتر، لابد من الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

كما دانت وزارة الخارجية الروسية هذا الاستهداف، مُشيرةً إلى أن "مقتل سليماني مغامرة ستؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة كلها".

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف "دائرة العنف والاستفزازات التي يشهدها العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية"، بعد العدوان الأميركي الذي أدى إلى استشهاد قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيرانية قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بالإضافة إلى آخرين من قادة الحشد.  

رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، شدّد في بيان على "ضرورة تجنب المزيد من التصعيد بأي ثمن"، وقال ميتشيل  إن "العراق لا يزال دولة هشة للغاية وهناك الكثير من الأسلحة والكثير من الميليشيات التي تبطئ العملية نحو العودة إلى الحياة اليومية الطبيعية لمواطني العراق".

وفي حين عززت بريطانيا الأمن والجاهزية في قواعد عسكرية في الشرق الأوسط، دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، كل الأطراف لنزع فتيل التوتر، معتبرًا أن "تصعيد الصراع ليس من مصلحتنا".

وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية قالت بدورها، إن "الأولوية للاستقرار في الشرق الأوسط"، مشيرةً إلى أن باريس ستتواصل مع القوى الإقليمية بشأن إيران"، فيما حثّت السفارة الفرنسية بطهران مواطنيها على "الابتعاد عن التجمعات العامة" بعد عملية الاغتيال.

عربيًا 

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية على أن "الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات العدوان الإجرامي الأمريكي الغادر الذي أدى إلى استشهاد اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراق وعدد من كوادر الحشد والذي يشكل تصعيدا خطيرا للأوضاع في المنطقة".

وقالت الخارجية السورية إن "هذا العدوان الغادر الذي يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية يؤكد مجددًا مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية عن حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق الشقيق وذلك في سياق سياساتها الرامية إلى خلق التوترات وتأجيج الصراعات في دول المنطقة بهدف الهيمنة عليها وتمكين الكيان الصهيوني الغاصب من بسط سيطرته على المنطقة".

بدوره، قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن الاعتداء الأمريكي الذي طال نائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ستترتب عليه تداعيات أمنية في العراق والمنطقة.

وذكر في بيان رئاسي "ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد القائدين الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، والشهيد الحاج قاسم سليماني اللذين كان لهما دور مهم وحاسم في قتال تنظيم داعش الإرهابي وسطرا في الحرب عليه أروع صور الإيثار".

واعتبرت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن اغتيال نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد وخروجًا عن مهام القوات الأمريكية المحددة لمكافحة "داعش".

وقال نائب قائد العمليات المشتركة عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان أصدره اليوم الجمعة، إن "قيادة العمليات المشتركة تنعى الشهيد البطل شيخ المجاهدين الحاج جمال جعفر الابراهيمي (أبو مهدي المهندس)، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي استشهد الليلة الماضية إثر حادث غادر وجبان نفذته الطائرات الأمريكية قرب مطار بغداد الدولي هو وعدد من منتسبي هيئة الحشد الشعبي".

وأضاف البيان "نستذكر دوره الكبير في عمليات التحرير في مواجهة عصابات داعش الإرهابية"، مشيرًا إلى أنه "بالوقت الذي ننعى فيه قائدًا عراقيًا وبطلاً قارع الإرهاب بكل شجاعة وبسالة وبطولة، نؤكد أن ما حصل هو انتهاك صارخ لسيادة العراق وخروجًا واضحًا عن مهام القوات الامريكية المحدد لمكافحة داعش وتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية".

كما نعى  رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، قائد قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ومن استشهد معهما.

وقال عبد المهدي "لقد كان الشهيدان رمزين كبيرين في تحقيق النصر على داعش الإرهابي"، معتبراً أن "اغتيال قائد عسكري عراقي يشغل منصباً رسمياً يعد عدواناً على العراق دولة وحكومة وشعباً"، مُشيرًا إلى أن "القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق على الأرض العراقية يعد خرقاً سافراً للسيادة العراقية واعتداءً صارخًا على كرامة الوطن وتصعيدًا خطيرًا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق والمنطقة والعالم".

وتابع "هو خرق فاضح لشروط تواجد القوات الأميركية في العراق ودورها الذي ينحصر بتدريب القوات العراقية ومحاربة داعش ضمن قوات التحالف الدولي وتحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية".

وتوجه العبادي "بدعوة رسمية إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب العراقي لاتخاذ القرارات التشريعية والاجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته".

وفي لبنان، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين عن قلقها من تطورات فجر اليوم، وأدانت عملية الاغتيال معتبرةً أنّها "انتهاك لسيادة العراق وتصعيد خطير ضدّ إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة".

‏كذلك أكّدت الخارجية تشجيع لبنان الدائم على "تغليب منطق الحوار وضبط النفس والحكمة لحل المشاكل بدلاً من استعمال القوة والعنف في العلاقات الإقليمية والدولية".

ودعت الخارجية اللبنانية إلى "تجنيب المنطقة انعكاساة الاغتيال الخطير"، بالإضافة إلى "إبعاد لبنان عن تداعياته" باعتباره بحاجة ماسّة "للاستقرار الأمني والسياسي حتى يخرج من الأزمة الاقتصادية والمالية ‏الخانقة" التي تخيّم عليه.

أما رئيس مجلس الأمة الكويت ي مرزوق الغانم، فرأى أنّ التطورات المتسارعة في المنطقة "تنذز بخطورةٍ بالغةٍ"، ما يتطلب "تماسكًا اجتماعيًا قويًا وحقيقيًا".

فلسطينيًا 

بدورها، عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، اليوم الجمعة، عن إدانتها الشديدة لإقدام الإدارة الأمريكية على اغتيال اللواء قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق.

ورأت الجبهة في تصريحٍ لها وصل "بوابة الهدف"، أن "هذا الاغتيال الذي جرى على الأراضي العراقية يشكّل نقلة نوعية في العدوانية الأمريكية وفي الحرب التي تخوضها بأشكالٍ مختلفة مع الكيان الصهيوني ضد شعوب المنطقة وقوى المقاومة فيها".

وشددت الجبهة على أن "انفلات الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني في الاستباحة والعدوان على أكثر من بلدٍ عربي وآخرها ما جرى في العراق من عدوانٍ واغتيال يستدعي ردًا منسقًا وشاملاً ومتصلاً من قوى المقاومة ومن جميع الوطنيين في المنطقة وعلى مساحتها يطال الوجود والمصالح الأمريكية والصهيونية فيها".

وتوجهت الجبهة "بخالص العزاء للشعب الإيراني وقيادته لاستشهاد اللواء قاسم سليماني الذي لن ينسى له شعبنا الفلسطيني دوره المبادر والبارز في تجسيد موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم نضاله ضد العدو الصهيوني ودعم قوى المقاومة وتطوير قدراتها".

الجبهة الديمقراطية، دانت أيضًا هذه الجريمة، إذ قالت "ندين هذه الجريمة إدانة تامة، نُؤكد وقوفنا، من موقعنا المتقدم في المقاومة الفلسطينية في مواجهة السياستين الأميركية والإسرائيلية، في فلسطين خاصة، وفي المنطقة عامة، رافعين شعار المقاومة بكل أشكالها، متمسكين بضرورة استنهاض كافة القوى، من أجل دحر المشروع الأميركي – الصهيوني، وتحقيق الإنتصار المبين، وتحرير فلسطين من براثن الإحتلال، وتحرير منطقتنا من هيمنة الإمبريالية الأميركية وسطوتها ونهبها لثروات شعوبنا، وإغلاق الطريق أمامها نحو التقدم والتنمية والإزدهار، والتنعم بالإستقلال والحرية".

وفي السياق، دانت  حركة حماس "هذه العربدة والجرائم الأمريكية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة خدمة للعدو الصهيوني المجرم".

وأكدت على أن "الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، خاصة أنها بسلوكها العدواني تؤجج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها".

كما تقدمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "بالعزاء لقائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي، وإلى الشعب الإيراني، باستشهاد اللواء قاسم سليماني، مؤكدة أننا سنسير معا في مواجهة هذا العدوان".

وقالت الحركة "إن الشهيد سليماني استهدفته يد العدوان الأمريكي الصهيوني، يد الشيطان الأكبر، وهو في خطوط المواجهة مع هذا الشيطان وارتقى شهيدًا. اليوم باسمك تنادي الأمة، وترتفع راياتها في مواجهة هذا العدوان، معلنة لا انكسار ولا تراجع، ولن ترتبك حركة المقاومة ولا محورها في المواجهة، ولن تتردد في مسيرتها نحو أهدافها الكبرى في تحرير فلسطين وبيت المقدس وبهذه المناسبة والفاجعة الأليمة".

أمَّا عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فقال "إن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، ونتائج مكلفة جدا للولايات المتحدة"، مُضيفًا في حديث لقناة الميادين، بأن "إيران دائماً ما تعدنا بالمفاجآت، وسترد على جريمة اغتيال سليماني، ومن يضع نفسه في الدوائر الأميركية والإسرائيلية عليه بالتريث لأن الرد سيكون وخيمًا".

وحركة المجاهدين الفلسطينية، قالت "إن عملية استهداف القادة الشهداء هي عدوان أمريكي متعمد على الأمة لتأجيج نار الحرب في الشرق الاسلامي خدمة للمشروع الصهيوني التمددي وهي حماقة أمريكية غير مدروسة العواقب بحق محور المقاومة وقياداتها".

وشدّدت على أن "فشل الأمريكان والصهاينة في مشروعهم الشيطاني؛ وكون الشهيد المشرف على الدعم الإيراني لفلسطين، ولفشل وخوف  الكيان في الوصول للشهيد، هو الذي دفعهم للتدخل المباشر وارتكاب حماقة بهذا الحجم نيابة عن الكيان الصهيوني".

وأعلن التلفزيون الرسمي العراقي فجر اليوم استشهاد قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في قصف على مطار بغداد.

وفي وقتٍ لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" رسميًا تنفيذ عملية عسكرية في بغداد استهدفت قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، مُضيفةً "إن الجيش بناء على تعليمات الرئيس قتل قاسم سليماني"، على حد وصفها.