Menu

الشعبية شمال غزة تنظم مهرجان جماهيري لدعم صمود بيت حانون

عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دعماً لصمود الأهالي في المناطق المنكوبة خاصةً مدينة بيت حانون، ورفضاً لكل سياسات التهميش بحقهم وتأكيداً على حقوقهم المشروعة نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شمال قطاع غزة مهرجاناً جماهيرياً حاشداً على أرض نادي بيت حانون الأهلي تحت عنوان "لي حق وسأنتزعه" بمشاركة جماهيرية حاشدة وبحضور قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة والعمل الوطني والمجتمعي شمال القطاع، وحشد نسوي كبير.

 

وازدانت أرض المهرجان بأعلام فلسطين ورايات الجبهة، وصور قادة الجبهة وشهدائها، والشعارات المساندة لبلدة بيت حانون والمنددة بسياسة الإهمال والتهميش بحقها.

وافتتح عريف المهرجان السيد معتز الكفارنة المهرجان مرحباً بالحضور، داعياً إياهم للوقوف دقيقة صمت إجلالا ًوإكباراً على أرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة مسئول فرعها في غزة السيد جميل مزهر كلمة الجبهة المركزية استهلها بتوجيه التحية للجماهير المحتشدة ولأهالي مدينة بيت حانون الصامدة باسم الأمين العام أحمد سعدات والمكتب السياسي واللجنة المركزية، مستعرضاً شهداء المدينة.

وقال مزهر: "نقف اليوم في المكان الذي وقف فيه الرفيق القائد أبو علي مصطفى قبل سنوات والذي تصادف ذكرى استشهاده هذه الأيام".

واستذكر كلمات الشهيد أبو علي مصطفى الهادرة في هذه المدينة ووصيته بالحفاظ على جذوة المقاومة مشتعلة، وعلى التمسك بالوحدة الوطنية خيار أساسي وأبدي كسلاح في مواجهة الاحتلال الذي ينمو مشروعه الصهيوني ويكبر على أنقاض هذه الوحدة".

وتطرق مزهر في كلمته إلى العديد من القضايا بدأها فيما تتعرض له مدينة بيت حانون وغيرها من المناطق المدمرة من التهميش والإهمال والمعاناة الشديدة، داعياً لضرورة اعتماد مدينة بيت حانون منطقة منكوبة.

وقال مزهر: "نقول للحكومة كما الحكام إما أن تقوموا بواجباتكم اتجاه من دفع فاتورة الصمود والانتصار، وإما أن ترحلوا فلا مجال للمساومة والتسويف على دماء ومعاناة شعبنا وأهلنا في هذه المدينة".

كما أكد مزهر على حق سكان الكرافانات الحصول على بدل ايجار وتوفير البنية التحتية ومقومات الحياة واعفائهم من دفع الفواتير لهم بعيدا عن القرارات التعسفية بحقهم. 

أما في القضية الثانية تحدث مزهر عن الأوضاع الكارثية التي يعاني منها أهالي القطاع بشكل عام، في ظل توقف عجلة المصالحة، ووصول جهود انهاء الانقسام إلى طريق مسدود جراء تمترس طرفي الانقسام خلف امتيازاتهم ومصالحهما الخاصة، مؤكداً ما يجري على الأرض هو عملية إدارة ممنهجة للانقسام تقوم بها حركتي فتح وحماس، والنتيجة أوضاع كارثية واجتماعية واقتصادية لا تتوقف طالت البنية التحتية والخدمات الصحية والكهرباء والمياه والفقر والبطالة والخريجين".

وتساءل مزهر: "هل سيستمر المواطن الفلسطيني في دفع ثمن وفاتورة هذا الصراع الدامي على السلطة من لحمه ودمه وقوت أولاده؟؟؟ وهل سيستمروا بمحاصرة 2 مليون انسان في غزة ؟!.

ودعا مزهر حركة حماس أن تنزع الذرائع وتسليم معبر رفح فوراً لرئيس السلطة أبو مازن، محملاً الرئيس محمود عباس بشكل خاص مسئولية عدم دعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة للانعقاد حسب ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة، وتنفيذاً لقرارات المجلس المركزي الاخير باعتباره يشكّل مدخلاً هاماً لمعالجة كل الإشكاليات القائمة، بما يؤسس لتشكيل حكومة وحدة وطنية يقع على عاتقها التمهيد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني وترتيب البيت الفلسطيني، ورسم استراتيجية مواجهة مع الاحتلال. والتوافق الوطني على استراتيجية واضحة للتنمية المستدامة في غزة، بما يؤمن اقتصاد وطني مقاوم قادر على تعزيز صمود شعبنا، ووقف الهجرة غير الشرعية لقطاعات الشباب والخريجين والكفاءات، ومعالجة كافة الأزمات الحياتية من كهرباء وصحة وتعليم وطرق، ووقف سياسات الافقار للمجتمع في غزة.

واستعرض مزهر في القضية الثالثة مخاطر وابعاد ما يجري من محاولة إحياء طريق المفاوضات الكريه، او عبر محاولة إبرام هدنة طويلة في غزة يجري فيها تحييد القطاع عن الصراع ونزع سلاح المقاومة، هدنة تضمن تغلغل الأجندات الخارجية وأهدافها الخبيثة ومشاريعها الخاصة في واقعنا الفلسطيني، مؤكداً أن هذين الطريقين خاطئان ومليئان بالأشواك والعثرات ولن يفض أيٍ منهما لشيء وسيشكلان ربحاً صافياً للاحتلال ولمشروعه الاستيطاني العنصري.

وفي هذا السياق حذر مزهر القيادة الفلسطينية من مغبة العودة مرة أخرى لدوامة المفاوضات، داعياً إياها للعودة إلى شعبنا والمؤسسة الوطنية الرافضة بالإجماع لهذا الطريق الفاشل.

 كما حذر حركة حماس من أي محاولة لتمرير هدنة طويلة الأمد في القطاع، مؤكداً أنه لا يمكن لأي فصيل أن يتفرد بقرارات السلم والحرب أو أي من القضايا الاستراتيجية التي تخص الشأن الفلسطيني، وقضية الصراع والمواجهة مع الاحتلال.

وتحدث مزهر في القضية الرابعة عن المؤامرة الدولية لتصفية قضية اللاجئين، عبر الخطوات المتدرجة التي تسعى الاونروا من خلالها إلى انهاء خدماتها تنفيذاً لمخططات الاحتلال، واعوانه، مشيراً أنها سياسية بامتياز ومفتعلة، وهي بمسها هذه المرة عصب الخدمات والصحة والتعليم، فهي تعلن الحرب على اللاجئين الفلسطينيين، وهدفها الأساسي هو إنهاء قضية اللاجئين.

وشدد مزهر على ضرورة إفشال هذه المخططات، والضغط على الاونروا بكل الوسائل لوقف مؤامراتها، مؤكداً أن الجبهة لديها خيارات أخرى ضاغطة من اجل وقف هذه المؤامرة، معرباً عن أمله ان يتوحد الجميع من اجل ان تشكّل ضغطا حقيقيا على المؤسسة الدولية تجبرها على وقف المؤامرة.

واستعرض مزهر في القضية الخامسة ما يتعرض له شعبنا من اعتداءات ومحاولات استهداف القرى والمدن الفلسطينية بالضفة الفلسطينية المحتلة، والمحاولات المستمرة لتهويد القدس ، وطمس معالمها الوطنية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي ظل ما تتعرض له المقاومة من مطاردة يفرضها التنسيق الأمني المقيت، مشيراً أن شبابنا هناك كما أهلنا في الضفة يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء عبر العديد من العمليات البطولية الفردية، والتي تؤكد على أصالة وتجذر فكرة ونهج المقاومة في أعماق ووجدان الفلسطيني أينما وجد.

وطالب مزهر بضرورة استعادة دور المقاومة، وتعزيز جذوتها في كل أماكن تواجدنا بما يحافظ على حالة الاشتباك الدائم مع العدو، ويحررنا من الاتفاقات الأمنية المذلة لشعبنا، ويوفر الحماية لتجمعات شعبنا ب القدس ومدن وقرى الضفة الفلسطينية المحتلة من هجمات المستوطنين وارهابهم.

 وأوضح مزهر على أن مواجهة هذه التحديات والقضايا السابقة بعدم الاستسلام لهذا الواقع المجافي وعدم القبول به، والتمرد عليه، والنزول للشارع لإسماع الجميع صوت الجماهير الهادر.

وفي الختام جدد العهد للشهداء ولتضحياتهم ولأهلنا في بيت حانون خاصة أن تبقى الجبهة متمسكة بحقوقها وتنادي بمطالبها حتى تتحقق مطالبهم العادلة، متوجهاً بتحية فخر واعتزاز بأسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم القائد أحمد سعدات والأسير الذي يخوض معركة أسطورية في اضرابه عن الطعام محمد علان، ولجميع الأسرى الذين يواجهون بصمود وثبات ممارسات مصلحة السجون، وإرهاب وحدات القمع الإرهابية.

من جانبه، ألقى محمد حمد ابن الشهيد مهدي حمد كلمة أهالي الشهداء حيّا فيها الحضور وقيادة الجبهة قائلاً "زدتمونا شرفاً بحضوركم وازددنا عنفواناً بتضامنكم معنا"، مؤكداً على أن بيت حانون ستبقى مدينة الغضب وبوابة القطاع ودرعها الواقي وستستمر بالمحافظة على الهوية والثوابت الفلسطينية.

كما نوه على أن أهالي بيت حانون يشعرون أن كل ما يدور حولهم يتجه نحو تهميشها ويرفضون هذا التجاهل واستمرار معاناتهم، ويجب على كل الجهات الحكومية ووكالة الغوث عدم التهرب من مسئولياتهم.

 ودعا حمد جميع الفصائل والفعاليات الوطنية والمجتمعية للعمل الجاد بالفعل والممارسة لتعزيز صمود أهالي بيت حانون كمناطق منكوبة ومدمرة وحدودية، متسائلاً" لا يعقل بعد كل هذا الدمار والشهداء أن لا تكون خطة وطنية شاملة لتعزيز صمود الأهالي، فلا تتركوا المواطن يواجه مصيره منفرداً يجري وراء تحصيل حقوقه".

وتطرق حمد لسلوك وكالة الغوث المشين والمشبوه والذي يرفضه الجميع، داعياً لإجبارها على تغيير سلوكها وأن ننتزع حقوقنا، لافتاً أن الإعمار وبدل الإيجار للبيوت المهدمة وأصحاب الكرفانات حق لهم بدون تصنيف، محذراً من محاولة الضغط على الأهالي على ترك مدينتهم، قائلاً "لا يعقل أن يتم التعامل مع الأهالي على طريقة ادفع لتحصل على الخدمة والأوراق الثبوتية".

كما استنكر حمد إجراءات وزارة الصحة لتقليص الخدمات في مستشفى بيت حانون الوحيد في المدينة والذي كان له دور كبير في إنقاذ عدد كبير من الناس خلال الحرب.

وفي ختام كلمته جدد التحية والشكر للجبهة الشعبية لتنظيمها هذا المهرجان مطالباً الجماهير بالعمل على انتزاع حقوقها، وعلى الجميع دعم تعزيز صمود الأهالي في المناطق المدمرة والحدودية.

وفي ختام المهرجان، أعلن عريف المهرجان معتز الكفارنة عن  انسحاب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الكامل من عضوية اللجنة الشعبية في بيت حانون الذي يقع على عاتقها متابعة جهود تعزيز صمود المدينة وتسريع عجلة الاعمار ومتابعة أحوال المدينة، معللاً موقف الشعبية بأن استمرار وجودها في هذه اللجنة أصبح غطاء وشرعنة لتجاوزات و اخفاقات مستمرة في أدائها و تنفيذ مهامها التي شُكلت من أجلها ، خاصة و انه في الآونة الأخيرة أصبحت هذه اللجنة بطريقة أو بأخرى جزأ لا يتجزأ من المؤسسة الرسمية و لا تناقش سوى قضايا يتم تلقينهم بها مثل قضية اغلاق مستشفى بيت حانون أو اخلاء مدرسة ايواء و مواضيع أخرى مشابهة، وإن ذلك يتناقض تماما مع مهامها في تمثيل أهلنا في بيت حانون، والنضال من أجل احقاق حقوق المتضررين و المهجرين.