Menu

إلى رفاقٍ تسطع الشمسُ من أجسادهم

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

شموس حمراء سطعت من جسد وليد حناتشة معلنة عن إشراقة صموده في أقبية التحقيق الصهيوني، لتضيف سطورًا جديدة ومعانٍ كثيرة لسجل البطولة والفداء الذي يسطره أبطال هذا الشعب ومناضلوه في سجون الاحتلال وزنازين التحقيق.

لا مفخرة في تلقّي التعذيب، فالمفخرة هي الصمود أمامه، واختيار القتال ضده بكل الجوارح، ذلك القتال الذي يبدأ باختيار المناضل لحرية شعبه رغم إدراكه الكامل للمخاطر واحتمالات الشهادة والأسر الطويل والتعذيب الوحشي، ثم اختيار الصمود أمام المنظومة الصهيونية بأكملها حين تنقض على الجسد المنفرد، فيقاتلها بإرادته ووعيه، وإيمانٍ يبدو نادرًا في هذه الأيام بصواب هذا الخيار، واستحقاق الشعب والقضية لهذه التضحية، ووفاءٍ لا ينقطع لرفاق النضال، ولكل لحظة في تاريخٍ مُشرّفٍ لهذا المناضل يرفض أن يفرط بها تحت وطأة الألم والتنكيل. يصمد الجسد وتشرق شموسه ويسطع صموده وتسقط منظومة الاحتلال تحت قدميه.

لكن كل هذا قد لا يتم الآن، هذا مرهونٌ بالغد، وبرهاناتنا نحن وخيارات كل منا، أي أن نختار بين إهدار هذا الصمود والاستسلام أمام محاولات الاحتلال لردعنا جميعًا، وإسقاط منطق وجودنا، وبين خيار تثمير هذه التضحيات العظيمة.

أمامنا دربُ سامر عربيد، يزن مغامس، قسام برغوثي، نظام امطير، وهو طريقٌ قاسٍ مليء بأشكال المعاناة، لكنه يعني الوفاء لكلّ ما آمنّا به، ويعني أيضًا مستقبلًا أفضلَ لنا جميعًا، خالٍ من أقبية التحقيق، ومن سجون الاحتلال، ومن وجود المحتل، مستقبلًا لا يوجد فيه الكيان الصهيوني، وهو أمرٌ ندرك جميعًا استحقاقه للنضال.

فيما لا يمنحنا درب الاستسلام، إلا الانضواءَ كعبيدٍ في كنَف المنظومة الصهيونية أو قبورها وسجونها، فهذا الصلف الاحتلالي لا ينطلق تجاهنا بفعل النضال ضده فحسب، بل بحكم التركيبة الصهيونية العنصرية، وحقيقة وجودها كمشروع للاستعباد، والإبادة الجماعية، وجهازٍ للسيطرة والإخضاع والإفناء المعنوي، كما المادي لوجودنا الفردي والجمعي في هذه الأرض.

ندرك جيدًا نهاية الكيان الصهيوني ومشروعه، التاريخ علّمنا أن وليد ويزن وسامر وقسام ومروان وحسن وسعدات، وكلّ الأسماء التي توضَع أوسمةً على الصدور، هم من سينال النصر، فيما سيُهزَم المحتلّ. ستسقط المسكوبية؛ فالباستيل من قبلها سقط. سيسقط الشاباك ومحققوه؛ فالجستابو قبلهم سقط. ودومًا ستعلو شموس الحرية، لا من جِلدنا المحترق بتعذيب الاحتلال، ولكن في سمائنا أيضًا، لتمحو كل هذا الطغيان.