Menu

خيبات التسوية ومعسكرها

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

سلسلة من التصريحات العجائبية أطلقتها شخصيات رسمية وشبه رسمية فلسطينية حول نتائج انتخابات البرلمان الخاص بالكيان الصهيوني "الكنيست"، كما لو أن تحولًا نوعيًا قد طرأ على منظومة القتل الاستعمارية الفاشية.

 ولنا أن نتوجه لزراعي وهم الرهان هؤلاء بالسؤال: بأنه في حال فاز بيني غانتس في هذه الانتخابات وتمكّن من تشكيل حكومة جديدة تقود الكيان الصهيوني، هل كان سيُحملّ طائرات الأف ١٦ بعدد أقل من الصواريخ والقنابل المخصصة لتمزيق لحم أطفال غزة أو أنه كان سيصدر أوامره لجنود الاحتلال في رام الله والنقب بالتوقف عن مصادرة الأرض والتجريف والهدم والتنكيل؟

لا بالطبع، لكن هناك من لا يزال يصر على الرهان عليه، والسؤال لهم أيضًا: على أي جزء تحديدًا في شخصية قاتل مثل بيني غانتس يمكن الرهان عليه من "قيادات" شعب محتل ومضطهد!؟

إشكالية الرهان على العدو، لم تبدأ اليوم، بل ويمكن القول إنها تقع في صلب تلك المنطلقات التي قادت لتوقيع اتفاقية أوسلو، والأسوأ من ذلك إنها تقوم كجزء متصل بفلسفة عمل يقوم على إسقاط الرهان على الشعب الفلسطيني، وإهمال إرادته ورغبته وتوجهاته فيما يتعلق بالقرار السياسي.

ستنتهي جولة الانتخابات الصهيونية والرهانات عليها، ولكن رهان جديد سينبت هنا أو هناك، وتهدر في انتظاره ولأجله تضحيات أبناء شعبنا.

المحطة التالية في محطة الرهانات الخائبة هي الانتخابات الأمريكية، فيما المحطة التالية في مسيرة النضال المستمر لأبناء شعبنا هي مواجهة المزيد من مخططات الاستيطان والتهويد في القدس ونابلس والخليل، وهو ما تمكّنت جماهير شعبنا من تحقيق إنجازات واضحة فيه خلال الأسابيع الماضية، فيما كانت الرهانات على اللقاءات التطبيعية وما تبقى من غبار التسوية تثبت إخفاقها وخيبتها مجددًا.

إن دماء أبناء شعبنا، وتضحياتهم، هي أطهر وأهم وأعظم من أن تكون في موضع الهدر بواسطة هذه الرهانات الخاسرة الخائبة، والتي تشكل انقلابًا واضحًا واستهتارًا كارثيًا بمسيرة هذا الشعب، وإرثه، وتاريخه، وآماله في مستقبل حر كريم، تتحقق في تطلعات شعبنا بالعودة والحرية وتقرير المصير.