قررت شركة ميكروسوفت الأميركية، سحب استثماراتها في شركة AnyVision "الإسرائيلية" المتخصصة بالتجسس على الفلسطينيين، عن طريق الكاميرات واستخدام تقنيات مايكروسوفت.
وجاء هذا القرار بعد جهد كبير قام به أنصار الشعب الفلسطيني في أميركا بإرسال رسالة موقعة من 75 ألف شخص، يطالبون شركة ميكروسوفت العملاقة بوقف استثمارها، ما يعد انجازا في ظل انتهاك "إسرائيل" لأبسط حقوق الانسان الفلسطيني في ظل انتشار فيروس "كورونا".
وشركة AnyVision، ومقرها في "إسرائيل" وتتواجد فروعها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسنغافورة، تبيع نظام "برمجيات تكتيكية متقدمة للمراقبة" تحت اسم "غدًا أفضل"، وهو يتيح للعملاء تحديد الأفراد والكائنات عبر المقاطع المصورة الحيّة، سواء من كاميرات المراقبة أو الهواتف الذكية، ثم يتتبع الأهداف أثناء تنقلهم بين مختلف مصادر التصوير.
وحقق مشروع المراقبة نجاحًا كبيرًا لدرجة أن AnyVision فازت بـ "جائزة الدفاع" الأعلى في البلاد في عام 2018، وأثناء العرض، أشاد وزير الجيش الإسرائيلي بالشركة - دون استخدام اسمها - لمنع الهجمات عليها.
ويمتلك جيش الاحتلال الصهيوني آلاف الكاميرات وأجهزة المراقبة الأخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية لمراقبة تحركات الفلسطينيين وللتصدي للعمليات الفدائية، كما تقوم قوات الأمن ووكالات الاستخبارات المختلفة بفحص منشورات مواقع وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الخوارزميات للتنبؤ باحتمال قيام شخص ما بعملية واعتقاله قبل ذلك.
كما تم استخدام تقنية AnyVision من قبل شرطة الاحتلال لتعقب الفلسطينيين والمقاومين عبر شوارع مدينة القدس المحتلة.
ووضعت شركة ميكروسوفت الأميركية الشهيرة نفسها كزعيمة أخلاقية بين شركات التكنولوجيا، وهي خطوة منعت الشركة من الانتقادات العلنية المستمرة التي يواجهها آخرون مثل Facebook وGoogle، يثير استثمار الشركة في AnyVision أسئلة حول كيفية تطبيقها لمبادئها الأخلاقية في الممارسة العملية.
يذكر أنه شهر يونيو الماضي أعلنت ميكروسوفت أنها ستستثمر في AnyVision كجزء من جولة تمويل بقيمة 74 مليون دولار، إلى جانب شركة رأس المال الاستثماري في سيليكون فالي DFJ، وأثارت الصفقة انتقادات من نشطاء حقوق الإنسان الذين جادلوا - كما ذكرت مجلة فوربس - بأن الاستثمار لا يتوافق مع تصريحات مايكروسوفت العامة حول المعايير الأخلاقية لتكنولوجيا التعرف على الوجه.