الأوليغارشية، ليست مُصطلحاً «يخصّ فقط أصحاب المصارف وكبار المودعين»، يقول عضو قطاع الطلاب والشباب في الحزب الشيوعي اللبناني، محمد بزيع. بل هو مفهوم يشمل أيضاً المستفيدين من الاحتكارات «المُقوننة».
هذه الفئة المُستفيدة من النظام القائم، وراكمت أرباحاً طائلة منه، «لم يتمّ المسّ بها بعد»، يُضيف بزيع. إنطلاقاً من هنا، كان التحرّك اليوم أمام شركة المُقاول جهاد العرب «مقاول الدولة الفاسدة»، ليتم افتتاح «الحرب»، كما يصفها الشاب الشيوعي، مُضيفاً «حين نقول إنّنا نستورد بما يُقاربا لـ20 مليار دولار، لا نذكر أنّ المستوردين يُمثلون أعداداً قليلة من الأفراد. كلّ القطاعات محتكرة: السلع الغذائية، الأدوية، الفيول... ». صحيح أنّ الرأسمالية أصلاً «محكومة بالاحتكارات، ولبنان ليس استثناءً، ولكن باتت الأمور فاضحة».
كانوا قلّة أمام الشركة، «ولم يكن مقصوداً أن يكون تحرّكاً أكبر، فهو غير مُعلن». المقصود هو التوقيت، «أن تتزامن تحركاتنا مع عيد العمال غداً». فقرّر الشباب أن «نُطلق حرباً على جبهتين». فقبل الانطلاق إلى شركة العرب، بدأ التحرّك بـ«اقتحام» مبنى الضريبة على القيمة المُضافة، «كردّ على خطة الحكومة وإجراءات وزارة المالية». يقول بزيع إنّ ورقة الحكومة المالية «جيدة في بعض جوانبها، وتعترف بالخسائر الكبيرة، وهناك اجراءات لتحميل المصارف الخسائر، وجرى الحديث عن الأموال المنهوبة». ولكن في الوقت نفسه، «هذه الخطة تقول لنا بإنّ الفقراء أيضاً سيتحملون كلفة، عبر بيع أملاك ومؤسسات الدولة، وتخفيض الأجور من خلال تثبيتها، وغيرها من الأمور. الناس لا قدرة لهم على تحمّل المزيد أيضاً، ومن غير المقبول أن نكون نجيب ميقاتي وأنا ندفع الضريبة نفسها».
ماذا بعد تحرّك اليوم؟ يُجيب بزيع أنّه كما «فتحنا ملفّ المصارف، وبدأنا التحرّكات ضدّها منذ ما قبل 17 تشرين الأول، وهتفنا وقرأنا البيانات داخلها وأجبرناها على إعطائنا أموالنا ثمّ هاجمناها، هكذا سنفعل مع المُحتكرين». المسار تصاعدي، وقد جرى تحضير «لائحة المواجهة»، حيث كلّ الأدوات ستكون مُباحة، «نُعلّق صورهم، نُبيّن أعمالهم، نقتحم شركاتهم».
المصدر: الأخبار اللبنانية