عبّرت رابطة الشغيلة في لبنان، اليوم الثلاثاء، عن إدانتها العدوان الأمريكي المستمر ضد سورية، دولة وشعباً، عبر تصعيد الحرب الاقتصاديّة من خلال تطبيق قانون "قيّصر" الذي يستهدف تشديد الحصار الاقتصادي والمالي المفروض أصلاً على سورية منذ بدايات شن الحرب الإرهابية عليها، بقيادة إدارة العدوان العالمي في واشنطن.
ولفتت الرابطة إلى أن الجديد هو أن الإعلان عن تطبيق هذا القانون الأمريكي يترافق مع حملة سياسية وإعلامية ونفسية تستهدف إحداث حالة من الخوف والرعب والهلع لدى أبناء شعبنا العربي الصامد في سورية، من آثار وتداعيات هذا القانون، في محاولة للنيل من صموده والتفافه حول دولته وقيادته العروبية المقاومة برئاسة الرئيس بشار الأسد، ومحاولة عرقلة دعم الحلفاء لسورية في جهودها لإعادة إعمار ما دمرته الحرب على كل المستويات العمرانية والاقتصادية والخدماتية، وإضعاف قدرات سورية على المقاومة واستكمال انتصاراتها على جيوش الإرهاب المدعومة أمريكياً وعربياً وصهيونياً و تركيا ً، ومن الرجعية العربية.
وأعتبرت الرابطة القانون محاولة ابتزاز لسورية لدفعها إلى التخلي عن التمسك بموقفها الصلب الرافض تقديم أي تنازلات تمس بثوّابِتها الوطنية والقومية مؤكدةً أنّ سورية التي صمدت وحققت الانتصارات، بدعم من حلفائها، على مدى تسع سنوات في مواجهة أشرس حرب إرهابيّة، لن يستطيع قانون "قيصر" أن ينال من عزيمتها وصمودها أو أن يُجهض انتصاراتها، أو يُضعف من دعم حلفائها لها.. فالحرب الأمريكيّة الاقتصاديّة لا تستهدف سورية فقط بل أنها تطال أيضا حلفاء سورية ولاسيما الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وروسيا والصين وغيرهم من الدول التي تواجه الهيّمنة والغطّرسة الأمريكيّة. مضيفةً "ولهذا فإن هذه الدول لن يُخيفها قانون "قيصر" وهي قادرة على كسره".
وأكدت الرابطة ثقتها بقدرة سورية على إحباط أهداف الحصار الأمريكي، وتَحويل هذا الحصار إلى فرصة جديدة لتعزيز بناء قدرّاتها الإنتاجيّة الزراعيّة والصناعيّة والعلميّة، وتحقيق الاكتفاء الذّاتي في احتياجاتها الأساسيّة، كما فعل الرئيس الراحل حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي عندما نجح في تحقيق التنّمية والاكتفاء الذّاتي لسوريّة، وهو الرصيد الذي مكّنها من الصمود في مواجهة الحرب الإرهابيّة.
وختمت رابطة الشغيلة بالتأكيد على الوقوف إلى جانب سوريّة، قيادةً وجيشاً وشعباً، في مواجهةِ العدوان الأمريكي المستمر عليها، وتناشد جميع القوى والحركات التحرريّة والتقدميّة العربيّة والإسلاميّة والعالميّة التي تقف ضد الهيّمنة الاستعماريّة الأمريكيّة الغربيّة، الوقوف ضد العدوان الأمريكي والعمل على ممارسة شتّى الضغوط على دولها لكسر الحصار الإجرامي المفروض على سوريّة، وتقديم الدعم للشعب العربي السوري للتخفيف من معاناته الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة التي يتَسببُ بها هذا الحصار.
ودعت الرابطة الحكومة اللبنانيّة إلى عدم الخضوع للضغط الأمريكي لتنفيذ قانون "قيصر"، لأن ذلك يعني أيضا حصاراً للبنان لكون سوريّة هي الرئة التي يتنفسُ منها لبنان وبوابتهُ الإجباريّة لتسويق إنتاجه في الأسواق العربيّة، وطالبت الحكومة، بالحد الأدنى، أن تسلك الطريق الذي سلكهُ العراق في دفع أمريكا إلى استثّنائهِ من العقوبات التي فرضتها على ايران.