ذكرت ما تُسمى "وزارة العدل الأميركية" أنّ القضاء الأميركي أصدر أمرًا "بمصادرة أكثر من مليون برميل من البنزين المحمّل في أربع ناقلات إيرانية متّجهة إلى فنزويلا".
وزعمت الوزارة في بيانٍ لها، أنّ "تلك السفن وطواقمها تتاجر بالنفط الإيراني لصالح حرس الثورة وينبغي مصادرتها".
ورفع مدّعون أميركيون في وقت متأخر من مساء الأربعاء دعوى لمصادرة بنزين على متن أربع ناقلات شحنتها إيران إلى فنزويلا، وذلك في أحدث محاولة من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب لزيادة الضغوط الاقتصادية على ظهران وكراكاس، إذ تضغط واشنطن من أجل الإطاحة بمادورو من خلال حملة تشمل إجراءات دبلوماسية وتدابير عقابية، منها عقوبات على شركة النفط الفنزويلية الحكومية.
وقالت مصادر قانونية إنّه "لا يمكن على الأرجح للسلطات الأميركية مصادرة البنزين إلا إذا دخلت الناقلات المياه الإقليمية الأميركية، لكن الإجراءات يمكن أن تساعد في حمل دول أخرى على التعاون في مصادرة الوقود".
وتسببت العقوبات الأميركية في نقصٍ حاد في البنزين بفنزويلا، وهي عضو بمنظمة "أوبك" مثل إيران، وتواجه البلاد انهيارًا اقتصاديًا.
وجاء في الدعوى التي نشرت تفاصيلها صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المدّعين الاتحاديين يستهدفون من رفعها منع تسليم البنزين الإيراني على متن الناقلات بيلا وبيرينج وباندي ولونا التي ترفع علم ليبيريا.، وتسعى كذلك لمنع شحنات كهذه مستقبلاً.
كما تستهدف الدعوى، التي رُفعت أمام المحكمة الجزئية الأميركية بمقاطعة كولومبيا، منع تدفق الإيرادات من مبيعات البترول إلى إيران، التي تفرض واشنطن عليها عقوبات.
ويزعم رافعو الدعوى أن رجل الأعمال الإيراني محمود مدني بور ساعد في الترتيب للشحنات بتغيير الوثائق الخاصة بالناقلات لتفادي العقوبات الأميركية.
وفي السياق، حذّرت إيران عبر رسالة وجّهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من أعمال أميركا "الاستفزازية" من خلال إرسال قواتها البحرية إلى البحر الكاريبي لتعطيل مسار ناقلات النفط الإيرانية.
وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إنّ "التهديدات الأميركية غير القانونية والخطيرة والاستفزازية شكل من أشكال القرصنة وتهديد كبير للسلم والأمن الدوليين".
وطالب "أميركا بالكفّ عن بلطجتها داخل المجتمع الدولي، والامتثال إلى القوانين الدولية، لاسيما حرية الملاحة البحرية في المياه الحرة"، في حين حذّر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخارجية عباس عراقجي من أن "أي تهديد ضد ناقلات النفط الإيرانية سيلقى ردّاً عاجلاً وصارمًا من جانب إيران"، محمّلاً الإدارة الأميركية تداعيات ذلك.
ووصلت إلى فنزوزيلا 6 ناقلات من إيران، 5 منها حملت نفط، والسادسة حملت مواد غذائية لتفتتح إيران بها أول "سوبر ماركت" إيراني في فنزويلا، كما تنوي طهران إرسال شحنتين إلى ثلاث شحنات من البنزين شهريًا إلى فنزويلا.
ويُعتبر وصول ناقلات النفط الإيرانيّة إلى فنزويلا كسرًا للحصار الأميركي المفروض على فنزويلا، حيث قال السفير الإيراني لدى فنزويلا، حجة الله سلطاني إنّ ترامب ومستشاريه "أدركوا أخيرًا أنهم لو احترموا القواعد والمبادئ الدولية، واتخذوا قرارات منطقية وعقلانية، فلن يصابوا لا هم ولا جنودهم بارتجاجات دماغيّة خفيفة".
المصدر: الميادين نت