في سقطة جديدة.. أعلن المتحدث باسم الخارجية السودان ية حيدر بدوي صادق، أن بلاده تتطلع لاتفاق سلام مع الكيان الصهيوني، قائم على الندية ومصلحة الخرطوم "دون التضحية بالقيم والثوابت" على حد تعبيره.
ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن صادق أنه قال:"ما من سبب لاستمرار العداء بين السودان وإسرائيل"، مضيفًا: "لا ننفي وجود اتصالات بين البلدين" بحسب ما نقلت القناة.
ضاربًا بالاجماع العربي عرض الحائط، قال صادق أن "السودان وإسرائيل سيجنيان فوائد وثمارا من عقد اتفاق سلام" ومتجاهلًا لكل المآسي التي مازالت يسببها الكيان الصهيوني للشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى هذه اللحظة.
وبحسب القناة الإماراتية فإن المتحدث السوداني أشار إلى أنّ الخارجية السودانية "تتطلع لقيادة الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، من أجل توقيع اتفاق سلام".
وعلى الفور، تلقّف الإعلام العبري والمسؤولين الصهاينة موقف الحكومة السودانية الجديد، ونقلت صحيفة معاريف الصهيونية عن وزير الخارجية السوداني قوله: "لا يوجد أي سبب لاستمرار حالة العداء بين السودان و"إسرائيل".
ونقل موقع والا العبري عن رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو قوله: أرحب بموقف الخارجية السودانية الداعي لتعزيز العلاقات مع "إسرائيل" فيما أشار وزير خارجيته، غابي أشكنازي إلى أن إعلان الخارجية السودانية يظهر "التغيير الجوهري الذي يحدث هذه الأيام في منطقة الشرق الأوسط، أرحب بأي خطوة تعزز عملية التطبيع" على حد تعبيره.
وظهر نتنياهو على قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية مساء أمس الاثنين، ضمن مقابلة خاصة، احتفاءً باتفاق تطبيع كامل العلاقات مع الاحتلال.
وأعلن، نهاية الاسبوع الماضي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل إلى "اتفاق سلام" بين الكيان الصهيوني والإمارات برعاية أمريكية ويعد هذا الاتفاق كسرًا للإجماع العربي وتطبيعًا علينًا مع الكيان الصهيوني في ظل مواصلته ارتكاب ابشع الجرائم بحق الفلسطينيين.
ورفضت الفصائل الفلسطينية ما يسمى "اتفاق السلام" الموقع بين الاحتلال الصهيوني والإمارات، وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ "الإعلان عن تطبيع كامل العلاقات بين دولة الامارات والكيان الصهيوني هو طعنة جديدة في خاصرة شعبنا وقضيته الوطنية، ومؤامرة جديدة على أمتنا العربية ستمهّد لمزيدٍ من الحرب العدوانية والتوسّع الصهيوني والتهويد والاستيطان لأرضنا بمباركة إماراتية هذه المرة".
وتشهد السودان تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية؛ بعد أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية. وبدأت في السودان، منذ 21 أغسطس/ آب الماضي، فترة انتقالية تستمر 39 شهرًا تنتهي بإجراء انتخابات، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائد الاحتجاجات الشعبية.
ومازال الشعب السوداني يواصل مطالبته بالتغير والإصلاح حتى هذه اللحظة، ويطالب تسليم مؤسسات السلطة إلى حكومة مدنية وشارك عشرات الآلاف من السودان يين في مسيرات خرجت في شوارع العاصمة الخرطوم يونيو الماضي، للمطالبة بـ"تصحيح مسار الفترة الانتقالية والتحقيق العاجل لمطالب الثورة".