اعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات أوردها إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، ضمن خطبة صلاة الجمعة، “تمهيدا للتطبيع مع إسرائيل”.
وتناقلت حسابات عبر موقع “تويتر” مقتطفات من خطبة السديس، التي أثارت جدلا واسعا، الجمعة، بين النشطاء، وتساءل كثيرون حول الغاية من إشارته إلى التعامل مع اليهود في الإسلام.
وقال السديس في خطبته“من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة، عدم الفهم الصحيح في باب الولاء والبراء، ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية”.
وأضاف: “لا يتنافى مع عدم موالاة غير المسلم، معاملته معاملة حسنة تأليفا لقلبه واستمالة لنفسه، للدخول في هذا الدين (الإسلام)”. واستشهد بوقائع حدثت مع نبي الإسلام محمد في تعامله مع اليهود. وقال: “مات النبي ودرعه مرهونة عند يهودي، وعامل يهود خيبر على الشطر مما يخرج من زروعهم وثمارهم، وأحسن إلى جاره اليهودي مما كان سببا في إسلامه”.
وأضاف خطيب الحرم المكي: “حين يُغفل منهج الحوار الإنساني، تسود لغة العنف والإقصاء والكراهية”.
وتأتي خطبة السديس بعد نحو ثلاثة أسابيع على الإعلان عن اتفاق تطبيعي بين الإمارات وكيان الاحتلال، في 13 أغسطس/ آب الماضي، برعاية أمريكية.
ورحبت بعض الدول، من بينها مصر والبحرين بالاتفاق، فيما تجنبت السعودية التعليق المباشر على توصل الإمارات لاتفاق تطبيع مع "إسرائيل"، مكتفية بالقول إنها ملتزمة بمبادرة السلام العربية.
وتوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين في بلاده أبرزهم مستشاره جاريد كوشنر، في عدة تصريحات صحفية، بأن تطبع السعودية علاقتها مع "إسرائيل" بعد الإمارات.
وفتحت السعودية، رسميا، أجواءها أمام الرحلات "الاسرائيلية" حيث وافقت المملكة على السماح لكافة الرحلات الجوية المتجهة للإمارات والمغادرة منها بعبور أجوائهاّ، بما فيها "الاسرائيلية"، وجاء ذلك بعد يومين من أول رحلة جوية "إسرائيلية" علنية تعبر المجال الجوي للمملكة باتجاه أبو ظبي في إطار عملية التطبيع الجارية بين الإمارات والكيان برعاية امريكية.
ولحقت البحرين بالسعودية حيث وافقت على السماح لرحلات الطيران بين الإمارات والكيان بعبور سمائها.
ويأتي ذلك ضمن مسلسل تطبيع بدأ من الامارات وقد يمتد الى بلدان عربية أخرى.