شدّد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، مساء اليوم الأربعاء، على أنّنا "لم نشاهد يومًا أنّ سوريا قد غيّرت في ثوابتها القوميّة، وكل معاناتها اليوم هي بسبب وجود الكيان الذي يحتل فلسطين".
وقال أبو أحمد فؤاد خلال برنامج "لعبة الأمم" عبر قناة الميادين الفضائية، إنّ "كل السياسات التي رُسمت في سوريا كانت قائمة على أساس مقاومة وإزالة هذا الكيان الذي لا يستهدف فلسطين فقط بل كل الوطن العربي"، مُؤكدًا أنّ "هذه الثوابت السوريّة لم تتغيّر على الإطلاق ليس فقط بالنسبة لفلسطين بل بالنسبة لكل الصراعات في المنطقة وبشكل خاص الصراع مع الكيان الصهيوني".
ورأى أبو أحمد فؤاد أنّ "سوريا كانت ولا زالت وستبقى في مقدمة الدول التي تساند وتدعم لأنّها معنية بتحرير الجولان بجانب الأراضي الفلسطينية، وكان الرئيس حافظ الأسد واضحًا عندما طرحت مسألة الترحيل عندما قال: ترحيل أي فلسطيني من هذا البلد يجب أن يكون باتجاه فلسطين فقط، وقال القدس قبل الجولان".
وأوضح أنّ "سوريا لم تدافع عن فلسطين فقط، بل دافعت عن كل قُطر عربي يواجه هجمة إمبريالية صهيونية، وسوريا لا تخطئ في هذه المسائل"، مُشددًا على أنّ "الهجمة على سوريا جاءت بهدف إزالتها واضعاف محور المقاومة، لأنّها حجر الأساس في هذا المحور، ورغم كل ما تمر به سوريا إلّا أنّها استمرت في القول: القدس قبل الجولان، وحقوق الشعب الفلسطيني مثل حقوق أي سوري.. أمّا في بلدان أخرى يعاملوننا كلاجئين بالأساليب التي يعلمها الجميع، لكن سوريا قدّمت ما لم يقدمه أي قُطر عربي".
ولفت إلى أنّ "هناك مسائل يجب أن تتضح للجيل الجديد، ولا شك إذا لم يكن في أي بلد استقلال، فلن يجد المواطنين "الخبز" وخيرات البلاد ستُنهب، لكنّ سوريا لديها قرارها المستقل وهي الآن ذاهبة باتجاه إلى أن تعود الأمور أفضل مما كانت عليه في السابق".
وشدّد أبو أحمد فؤاد على "ضرورة البحث دائمًا عن الأحزاب والقوى والحراكات الشعبية التي تسعى لاستقلال القرار الوطني بهذا القُطر العربي أو ذاك".
وعن لبنان، قال فؤاد إنّ "الذي يحصل في لبنان ليس بعيدًا عن المؤامرة الأمريكية الفرنسية ضد لبنان"، مردفًا بالحديث عن السودان بالقول: "إذا كانت نتائج الحراك الشعبي الذي حصل في المرحلة السابقة في السودان ستوصل المسؤولين السودانيين للتطبيع مع العدو فهذه مصيبة كبيرة".
وأكَّد فؤاد خلال الحلقة التي تابعتها "بوابة الهدف"، أنّ "المطروح ليس تطبيعًا بين بعض الدول العربية والكيان بل "تحالف عميق"، وأكرر ما قلته سابقًا بأنّنا لا نستبعد بأن تقوم طائرات إماراتية بقصف غزة وحزب الله"، مُشيرًا إلى أنّ "الجامعة العربية ذاهبة باتجاه الانهيار لدرجة أن الكل يتبرأ منها الآن ولا أحد مستعد الآن ليترأس جلساتها"، لافتًا إلى أنّه "آن الأوان لعمل حالة من الفرز، حتى على صعيد الجامعة العربية.. وما المانع أمام عمل جامعة عربية شعبية؟".
وفي ختام حديثه، رأى أبو أحمد فؤاد أنّ "المواجهة تتطلّب وحدة في الصف الفلسطيني وفي المقاومة الفلسطينية، وتتطلّب انهاء الانقسام الفلسطيني ومنظمة تحرير فلسطينية يشارك فيها الجميع، ووحدة في الميدان، بل يجب أن نذهب باتجاه انتفاضة ثالثة والاشتباك مع العدو، وهذا عامل يترك أثره على الوضع العربي الرسمي والشعبي"، مُؤكدًا على "ضرورة تقوية وتطوير أوضاع محور المقاومة وعلى رأسه سوريا وإيران وحزب الله و اليمن والقوى المقاومة في العراق".