قبيل يومين من بدء الاقتراع الرسمي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حالة من الفوضى ستعم الولايات المتحدة.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن ترامب ندد مجدداً بقرار المحكمة العليا الأمريكية الذي يمنع بعض الولايات منها بنسيلفانيا وويسكونسن وكارولينا الشمالية من بدء فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها عبر البريد قبل يوم الاقتراع العام ويسمح لها بمواصلة الفرز في الأيام اللاحقة.
ووصف ترامب هذا القرار بـ"المروع"، واعتبره يمهد طريقاً للتلاعب على نطاق واسع بنتائج التصويت قائلاً إن “حالة من الفوضى ستعم البلاد وأموراً سيئة للغاية قد تحدث إذا لم يتم تحديد الفائز بالانتخابات حتى ليلة يوم التصويت”.
وأشارت عدة تقارير صحفية إلى وجود مخاوف في الولايات المتحدة من احتمال استخدام ترامب هذه التحذيرات كبرهان لرفض الاعتراف بنتائج التصويت إذا تكبد هزيمة أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وكان رئيس شركة فيسبوك الأمريكية مارك زوكربيرغ حذر من خطر مرتفع لوقوع اضطرابات عامة واسعة في الولايات المتحدة بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
كما ذكرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنها بدأت الاستعدادات لاحتمال وقوع اضطرابات واسعة في البلاد عقب الانتخابات الرئاسية.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة سى ان ان الأمريكية في وقت سابق اليوم تقدم بايدن على منافسه ترامب في ولايات مهمة في السباق نحو البيت الأبيض وذلك قبل الـ 48 ساعة من يوم الانتخابات الحاسم.
وامتنع الرئيس الأمريكي، في وقت سابق، عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن وانسحب من مؤتمر صحفي كان يعقده في البيت الأبيض على نحو مفاجئ.
ألا أنه عاد ليؤكد خلال لقاء صحافي مع شبكة "إن بي سي نيوز" أنه يريد "الانتقال السلمي" ولكنه شن هجوماً على الديمقراطيين ، واتهمهم بالفشل في انتقال سلمي عندما "تجسسوا بشدة على حملتي" و "حاولوا الإطاحة برئيس منتخب وهو في منصبه"، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد حققت مع أعضاء حملته الانتخابية بشأن مخاوف من علاقات محتملة مع روسيا.
وقال ترامب: "يتحدثون بعد ذلك عن انتقال سلمي، ويسألون عما إذا كنت سأقبل بالانتقال السلمي، والجواب نعم، ولكنني أريدها انتخابات نزيهة".
وانتقد ترامب مراراً بطاقات الاقتراع عبر البريد، والتي أصبحت شائعة بشكل متزايد خلال الوباء، مشيراً إلى أن الانتخابات ستكون مزورة بسببها.
ويعد التداول السلمي للسلطة أحد أسس الديمقراطية وهو العملية التي تكمّل اقتراع الجمهور وتمثل علامة لاحترام خياراتهم والنزول عند رغبتهم في اختيار من يدير شؤونهم السياسية.
ويدعم "الإسرائيليون" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سباقه لولاية رئاسية ثانية، لكن ليس اليهود الأمريكيون، الذين تشير استطلاعات إلى عزمهم التصويت لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.
ويحظى ترامب بدعم غير محدود من اليمين "الإسرائيلي" وجماعات الضغط المؤيدة لـ "إسرائيل" بالولايات المتحدة، غير أنه لا زال يفتقد لأصوات اليهود الأمريكيين أنفسهم.
ولطالما اشتكى ترامب من تصويت اليهود الأمريكيين لصالح المرشح الديمقراطي، معتبرا أنهم لا يحبون "إسرائيل"، حيث حظيت تصريحاته هذه بتنديد واسع من قبل المنظمات اليهودية الأمريكية.
وفعليا قدم ترامب لـ "إسرائيل" ما لم يقدمه أي رئيس أمريكي أخر، بحسب تصريحات المسؤولين "الإسرائيليين"، فقد اعترف ب القدس عاصمة لـ "إسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين.
كما أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، واعتبر أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية شرعي، واعترف بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل.
وقبل الانتخابات بأشهر، قاد ترامب عملية تطبيع عدة دول عربية مع "إسرائيل"، كما ألغى القيود التي كانت تمنع استخدام المساعدات الأمريكية المخصصة للتعاون العلمي في المستوطنات "الإسرائيلية" بالضفة الغربية ومرتفعات الجولان.
وفوق ذلك كله، قدم ترامب خطة “صفقة القرن” المزعومة، التي سمحت لـ "إسرائيل" بضم 30 في المئة من الضفة الغربية إضافة إلى شرق القدس.
كما منحت (الخطة) تل أبيب سيادة أمنية كاملة على المنطقة ما بين البحر والنهر ومنعت أي عودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم.
رغم هذا الدعم، أظهر استطلاع نشرته اللجنة اليهودية الأمريكية أن 75 في المئة من اليهود الأمريكيين سيصوتون للمرشح الديمقراطي جو بايدن، مقابل 22 في المئة فقط سيصوتون لترامب.
ونشرت صحيفة “جروزاليم بوست” نتائج هذا الاستطلاع في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن عدد اليهود الأمريكيين يبلغ 6.9 مليون، وهو ما يقارب عدد سكان "إسرائيل" اليهود.
ففي استطلاع آخر، نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في 12 من ذات الشهر، ظهر أن 63 في المئة من "الإسرائيليين" يدعمون ترامب، مقابل 18 في المئة فقط يدعمون بايدن.
وقال خيمي شاليف، المحلل السياسي المقيم بالولايات المتحدة، في ندوة افتراضية نظمتها “هآرتس”، في 28 أكتوبر الجاري، إن “توجهات اليهود الأمريكيين معاكسة تماما لتوجهات اليهود الإسرائيليين".
وأفاد شاليف، “آخر الاستطلاعات تظهر أن 75- 77 في المئة من اليهود الأمريكيين سيصوتون لبادين مقابل 22 في المئة فقط سيصوتون لترامب".