Menu

العدو يهاجم: هل من رادع؟

بوابة الهدف الإخبارية

صورة تعبيرية

خاص بوابة الهدف

ليس من الجديد الحديث عن هجمات العدو الصهيوني وعدوانه المستمر على شعوب المنطقة، ولكن تحديدًا يجب النظر للهجمات التي تشنها عصابات الإرهاب الصهيونية على دول وشعوب المنطقة في هذه المرحلة بالذات وردة فعل هذه الشعوب عليها التي ستحدد شكل المنطقة ومستقبل أجيالها لسنوات طويلة قادمة.

ربما على عكس ما يتخيل الكثيرين لا يمكن حفظ أمن البلدان والشعوب من خلال الحراسة والاحتياط؛ ففي نهاية المطاف سيجد كل عدو ثغرته في هذه الأسيجة الأمنية المادية كما البشرية، ولكن قوة الردع المفعلة هي في تلك التجارب التي تكرس إدراك العدو لاستعدادك المسبق للرد على جرائمه بكثير من الجنون والعنفوان والاستعداد لدفع الثمن.

الهجمة الصهيونية الأخيرة على إيران كما سابقاتها، تسعى بالأساس لهدف مستحيل قد يمثل جوهر ما يعنيه زرع هذه العصابة العنصرية المسلحة في المنطقة، إذ يسعى العدو الصهيوني ومن خلفه المنظومة الاستعمارية لحرمان شعوب المنطقة من أي فرصة مستقبلية للدفاع عن النفس أو رفض العبودية، أو البحث عن أدوات التنمية؛ فالتسلح والاستعداد العسكري هو مجال للاستهداف، وكذلك المشاريع التنموية وتلك التي تسعى لتوفير الطاقة أو تطوير الصناعات وشبكات المواصلات.

الحقيقة أن منشأة نطنز التي استهدفها العدو مؤخرًا، تعني الكثير بالنسبة لمستقبل الشعب الإيراني وفرصه في التنمية الصناعية والاقتصادية؛ فالطاقة الرخيصة وشبه الدائمة التي قد تنتجها مثل هذه المنشآت، هي عماد أساسي في التخطيط لأي عملية تنموية تسعى لسد الثغرة الاقتصادية الهائلة التي خلقتها سنوات الحصار الغربي المرير على إيران وشعبها.

مصادرة المستقبل بواسطة الغارات والرصاص والاغتيالات والهجمات متعددة الأوجه، يعني فرض الاستباحة الكاملة، والخضوع أمام ذلك، ويعني إبادة محتومة مستقبلًا سواء ماديًا أو معنويًا، وقد يكون الموت اليوم في إطار أي جهد عملياتي لردع العدو خيار عقلاني وذكي؛ يعني حفظ الكثير من أرواح أبناء هذه الشعوب مستقبلًا، وإنقاذهم من الخضوع للمذلة الدائمة والاستعباد المقيم، فيما يمثل الإذعان للمشروع الصهيوني محض انتحار يمارسه "عقلاء" مهزومين حتى النخاع؛ يسلمون فيه مصير شعوبهم ومستقبل أجيالهم لهذا الكيان الوحشي دون أي ضمانة حتى بالنجاة اليوم أو غد.