Menu

في هذه المرحلة من الحرب

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

ما تحقّق في هذه المرحلة من المواجهة مع العدو الصهيوني هو استثنائي بالفعل، لعل أبرز ما فيه استعادة المسار الوطني الفلسطيني لهويته وبوصلته وهدفه؛ شعب فلسطين الواحد يخوض كفاحه ضد المشروع الصهيوني على كامل امتداده؛ متجاوزًا كل التقسيمات الاستعماريّة التي حاولت تقطيع أوصاله والقضاء على وجوده سياسيًا كما ماديًا، هذا الإنجاز الأساسي هو نقطة استهداف العدو الصهيوني في هجمته المضادة.

يُحاول العدو إعادة الزخم لجرائم منظومات القمع والاحتواء التي يشغلها ضد الفلسطينيين؛ الحصار والمجازر في غزة؛ منظومة التهويد والتنكيل والقمع في القدس ، سياسات التقطيع والقضم والتدمير الممنهج للبنى الاجتماعية والوطنية؛ تساندها في ذلك منظومة التنسيق الأمني التي تشكّل عبئًا أساسيًا على شعبنا وبناه الوطنية وفعلها التحرري، وفي الداخل المحتل يأتي التصعيد في مستوى القمع ومساحته كمحورٍ أساسي لسياسة العدو حاليًا.

يعمل الغزو الصهيوني لفلسطين منذ يومه الأول على خلق المستحيل؛ بقع آمنة للغزاة الصهاينة، بلا فلسطينيين، أو على الأقل ضمان الخضوع التام لأي فلسطيني يتواجد ضمن هذه البقع، على هذا الأساس يصنف مجرد الوجود الفلسطيني كتهديد، ربما تهديد كامل أو جزئي، لكن الوجود الفلسطيني المقاتل أو المتمرد والذي يسعى للمواجهة ويفرضها هو أبشع الكوابيس الصهيونية، والنقيض التام لكل تطلعات الغزاة، في هذه المرحلة من المواجهة استطاع الفلسطيني في الداخل المحتل أن يستعيد قدرته على تهديد الصهاينة، في جانبها العملاني بالمواجهة، وكذلك في جوانب أخرى؛ أبسطها أنه يشهر هويته كفلسطيني؛ ينظم ذاته كفلسطيني، والأهم يطلق النار ويلقي الحجر ويواجه المستوطن، كأي فلسطيني آخر؛ سقط خطاب وكلاء الاحتلال، وزعامات أحزاب وجماعات الكنيست "العربية"، فلا وسيط بإمكانه كبح كون الفلسطيني جزء من شعبه، لا يمكن قطع اتصاله به، ويبدو أن فصله عن الفعل الوطني لمجموع الفلسطينيين مستحيل.

في غزة والقدس المحتلة وبقية مناطق الضفة؛ استطاع شعبنا استعادة وتطوير قدرته على تهديد العدو، وحرمان الغزاة من أي حيز آمن؛ نقطة الفيصل الآن الحفاظ على هذه القدرة، ومقومات استدامتها، هذا يتطلب وجود تنظيم أكبر للحالة النضالية من خلال قيادة وطنية موحّدة لشبكة المقاومة والكفاح والنضال الفلسطيني بكل جبهاتها وبكامل امتدادها؛ تقود تصعيد النضال، وتعمل على حرمان العدو من تقويض روافع الفعل الوطني الفلسطيني، هذه المهمة ليس جزء من "الصراع التمثيلي" الذي بات محط تندّر شعبنا، بل هي ضرورة كفاحية ونضالية ووطنية؛ يجب الإيفاء بها الآن وتذليل كل عقبة تقف في وجهها.