Menu

في الحصار والنضال

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف

استطاعت "آلية سيري" إعاقة عملية إعمار قطاع غزة لأكثر من ٧ سنوات منذ عدوان العام ٢٠١٤، كما نجحت في إفراغ هذه العملية من أي جوانب تنموية، وساعدت في تشديد الحصار المفروض على القطاع وتبريره وتغطيته. كان جوهر المنظومة أو الآلية التي اقترحها روبرت سيري عام ٢٠١٤ ووقعت عليها السلطة الفلسطينية والعدو، هو معاقبة أهل غزة على صمودهم ودعمهم للمقاومة، ومنع أي صرف لمفاعيل المقاومة على مستوى بناء موقف سياسي وطني موحد في مواجهة الاحتلال، حيث عملت المنظومة على الاستثمار في أهداف العدوان الصهيوني وما تركته غاراته من دمار هائل في قطاع غزة وما أحدثه من معاناة إنسانية وكوارث اقتصادية ومعيشية، هذا ما يبدو أن على كل فلسطيني أن يتذكره الآن ويتذكر مسؤوليته تجاهه.

حتى الآن لم يطرح أي جهد حقيقي لكسر الحصار عن قطاع غزة بشكل نهائي، ولم يعلن موقف وطني من المؤسسة الرسمية الفلسطينية بكسر هذا الحصار، وعلى المستوى العربي لا تبدو الأمور واضحة باستثناء التطور الإيجابي الذي مثلته الإشارات المصرية المهمة في هذا الجانب. قلعة المقاومة وأهلها في غزة، بعد ١١ أيار ٢٠٢١ بات واضحًا لكل ذي عقل؛ صديق وعدو؛ إنها ذخر للعروبة ودرع، وسيف في صدر العدو المستعمر، لن يرتد حتى تنجح الثورة الفلسطينية على امتداد فلسطين التاريخية في هزيمة العدو الصهيوني وإنهاء مشروعه الاستعماري وتفكيك منظومته بشكل نهائي، وعلى هذا الأساس يجب التعامل مع ملف الحصار، كسلاح أساسي بيد العدو يجب تجريده منه، أي كانت المسوغات والمبررات التي تقدمها الأطراف المعادية له، فهذا جزء من معركة فلسطين التي تتخذ اليوم في الضفة شكل المواجهة المستمرة مع عصابات المستوطنين وسياسات مصادرة الأراضي وجرائم الاحتلال اليومية على طرقات الضفة المحتلة وهجماته على قرانا ومدننا وبلداتنا، وفي الداخل المحتل يتجه شعبنا لمنح مسار ومساحة لاشتباك إضافي مع الاحتلال يتعلق بالقطع مع المنظومة الصهيونية اقتصاديًا ومجتمعيًا كما سياسيًا.

إن البرامج والأهداف التي تعمل عليها جماهير شعبنا والعديد من قواه الحية الحاضرة ميدانيًا؛ تطرح وتقدم بظل غياب قيادة سياسية أو نضالية موحدة، رغم وجود فرصة تاريخية لذلك، وإذا كانت حجج الساسة بشأنها هي انتظار ترتيبات النظام السياسي، فهنا يجب التذكير أن هناك الكثير على مستوى بناء الهيئات النضالية الموحدة لا يمكن ربطه أو وضعه قيد انتظار عمليات البناء السياسي المعقدة والطويلة، والتي ستأخذ الكثير من الوقت إن افترضنا صحة النوايا وتيسر السبل. فلسطين اليوم، في كل شبر منها هناك اشتباك مع الاحتلال؛ يحتاج المشتبك فيه للدعم والاسناد، وتحتاج هذه النقاط للربط بين نضالاتها وتنسيق جهودها، وهذا لن يحدث من تلقاء نفسه؛ فعلى أهمية الجهود المقدمة شعبيًا وتطوعيًا لتحقيق هذا الربط، لا زال على القوى السياسية مسؤولية أساسية في النهوض به.