حَملّ اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن اغتيال المناضل الفلسطيني والمعارض نزار بنات، مُعتبّراً ما جرى جريمة كبرى مكتملة الأركان يجب أن لا تمر بدون محاسبة المجرمين.
وأكد الاتحاد، في بيان له، وصل بوابة الهدف نسخة عنه، أن عملية الاغتيال الآثمة بحق مناضل فلسطيني كان سلاحه فقط الكلمة والتصدي للفساد يسقط ورق التوت وللأبد عن السلطة وقيادتها، والتي أصبحت عبئاً كبيراً على شعبنا، وغير مؤتمنة على حقوق شعبنا ولا على قضيته الوطنية.
وأضاف الاتحاد بأن هذه الجريمة تُحملّ الفصائل والقوى وكافة قطاعات شعبنا مسؤولية استمرار التعاطي مع هذه السلطة المستمرة في نهج التنسيق الأمني، وقتل أبناء شعبنا بدم بارد.
ودعا الاتحاد أبناء الجاليات الفلسطينية في الشتات وخصوصاً في أوروبا إلى رفع صوتهم عالياً تنديداً بهذه الجريمة الآثمة، ورفضاً لممارسات السلطة وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً على ضرورة أن تشعر هذه القيادة بالعزلة، وبأنها لا تُمَثُل شعبنا ولا قضيته.
وختم الاتحاد بدعوة جماهير شعبنا إلى التحرك العاجل للتصدي لهذا النهج السلطوي المدمر، وملاحقة ومقاطعة رموزه التي أصبحت تتعامل مع القضية الفلسطينية كمشروع خاص وامتيازات شخصية.
ووصل جثمان الناشط السياسي نزار بنات، مساء أمس الخميس، إلى منزل عائلته بمدينة الخليل.
ودعا نشطاء لإعادة التجمهر على دوار المنارة مجددًا للاحتجاج على اغتيال الناشط بنات على يد الأجهزة الأمنية برام الله.
وخرج، في وقت سابق، المئات من المتظاهرين الغاضبين وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، رفضاً بجريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات على يد عناصر من أمن السلطة.
وطالب المتظاهرون، خلال الوقفة، بحل السلطة ورحيل الرئيس محمود عباس ، وسط هتافات حادة ضد عباس والأجهزة الأمنية، متهمين الأجهزة الأمنية بالخيانة في قتلهم للناشط بنات.
وندد المتظاهرون، بسياسات السلطة تجاه الشعب واستمرار علاقتها بالاحتلال، مطالبين بالانتقام لدماء الأحرار، فيما وطالبوا بحراك شعبي واسع ضد تغول الأجهزة الأمنية وضد الاعتقالات والاغتيالات السياسية.
ودعا المتظاهرون، الكل الفلسطيني بالتحرك للجم ممارسات السلطة وأجهزتها الأمنية، مستنكرين سلوك السلطة ضد المقاومين والنشطاء السياسيين لوقف ما تقوم به الأجهزة الأمنية بحقهم.
ومن جهتها، قالت الهيئة المستقلة ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان أمس، إن تشريح جثمان المعارض السياسي نزار بنات أظهرت وجود إصابات تتمثل في كدمات في مناطق عديدة من جسده، مؤكدتين أن سبب وفاته "غير طبيعي".
ولفت، مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان عمار دويك خلال المؤتمر الصحفي، أنّ الناشط بنات يتعرض لتهديد من فترة طويلة، وتعرض منزله لاطلاق النار في وقت سابق.
وأكد دويك أن "التهم التي نسبت إليه وعلى أساسها أصدرت مذكرة الإحضار لا تستدعي التوقيف بالقوة" مشيرًا إلى أنّ "مشاهدات التشريح أظهرت وجود إصابات تتمثل في كدمات في مناطق متفرقة من الجسم".
كما أكد أنّ "وفاة بنات غير طبيعية لكن تحديد سبب الوفاة الرئيسي من الناحية الإكلينيكية يحتاج المزيد من الوقت".
وشدد على أنّ "هذه حادثة خطيرة بحق ناشط سياسي" مؤكدًا على ضرورة تقديم الجناة إلى المحاكمة.
ودعا رئيس الهيئة المستقلة الرئيس محمود عباس لوقف حالة الطوارئ ووقف الملاحقة على خلفية الرأي والتعبير والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
بدوره، قال مدير مؤسسة الحق لحقوق الإنسان شعوان جبارين إنّ "ما يزيد عن 20 عسكريًا اقتحموا منزل بنات وانهالوا عليه بالضرب ورشه بغاز الفلفل".
وأضاف أنّ "بنات وصل مستشفى عالية الحكومي متوفى، وهذا ليس الحدث الأول الذي يجري في السنوات الأخيرة ولذلك هذا يثير القلق بشكل كبير".
من ناحيته، أكد طبيب عائلة الناشط نزار بنات وجود آثار كدمات في جميع أنحاء جسده نتيجة الضرب المبرح، لافتًا إلى أنه "عانى من نزيف في الرئتين بسبب الضرب والاختناق".