أظهر استطلاع أجراه معهد الناخبين اليهود في العاصمة الأمريكية واشنطن أن 25% من الناخبين اليهود الأمريكيين يعتبرون "إسرائيل" دولة فصل عنصري، فيما قال 22% منهم أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
الاستطلاع تم تنظيمه بعد العدوان الصهيوني الأخير على غزة فيما سمي فلسطينيا معركة سيف القدس وصهيونيا "حارس الجدار"، وقد اعتبر 28% من الناخبين بغض النظر عن موافقته على التعريف أنهم لايجدون وصف "إسرائيل دولة فصل عنصري" معاد للسامية.
وقال 38٪ من المشاركين في الاستطلاع إن "معاملة إسرائيل للفلسطينيين شبيهة بالعنصرية في الولايات المتحدة"، متحدين الرواية القائلة بأن شجب "إسرائيل" هو مظهر من مظاهر التعصب الأعمى ضد اليهود.
وأظهر الاستطلاع أن آراء الناخبين اليهود الأمريكيين منقسمة حول القضايا الخلافية حول "إسرائيل"، وما يعتبر معاد للسامية عندما يتعلق الأمر بانتقاد السياسات "الإسرائيلية".
وبحسب الاستطلاع، وافق 22٪ على أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. وانقسم المستجيبون بالتساوي عند 31٪ حول مسألة ما إذا كان اتهام "إسرائيل" بالإبادة الجماعية معاداة للسامية. مع ذلك، قالت أغلبية قوية من 67٪ إن إنكار "حق إسرائيل في الوجود" هو معاد للسامية
تمييز عنصري
يأتي الاستطلاع وسط نقاش متزايد فس الولايات المتحدة حول حدود الكلام المقبول عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، حيث من جانب آخر يرفض المناصرون للكيان وصف الفصل العنصري المتعلق بـ"إسرائيل"، وفي الشهر الماضي، اتهم أربعة أعضاء يهود ديمقراطيون في الكونجرس زملائهم الذين يصفون "إسرائيل" بأنها دولة فصل عنصري بمعاداة السامية.
وكتب المشرعون في رسالة "هذه التصريحات معادية للسامية في جوهرها وتساهم في مناخ معاد لكثير من اليهود" . ويأتي هذا ردا على قيام بعض المشرعين الديمقراطيين في الولايات المتحدة، بما في ذلك كوري بوش ورشيدة طليب وألكساندريا أوكاسيو كورتيز وإلهان عمر بوصف "إسرائيل" بالفصل العنصري، مستشهدين بنتائج توصلت إليها جماعات حقوق الإنسان.
دعم الدولتين
وأظهر الاستطلاع أيضا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتمتع بدعم قوي بين الناخبين اليهود، حيث وافق 80٪ على طريقة تعامله مع الوظيفة في البيت الأبيض. وغالبية المستطلعين، 62 في المائة، قالوا إنهم مرتبطون عاطفياً ب"إسرائيل"، و قال 38 في المائة إنهم ليسوا كذلك، وقال أربعة في المائة فقط إن على" إسرائيل" أن تكون مسألة ملحة لتركز عليها الحكومة الأمريكية. وقال عدد كبير من المشاركين في الاستطلاع إن الاحتباس الحراري وحقوق التصويت يجب أن يكونا على رأس القضايا. بينما قال 72 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن المساعدة الأمريكية "لإسرائيل" مهمة لهم، قال 58 في المائة إنهم يؤيدون تقييد المساعدة الأمريكية لمنع إنفاقها على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وأظهر الاستطلاع أن الناخبين اليهود يؤيدون أيضا استعادة المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، حيث قال 62 في المائة إنهم يؤيدون استئناف المساعدة.
وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد علق فعليًا كل الدعم المالي الأمريكي للفلسطينيين بينما أعاد بايدن ذلك جزئيًا في وقت سابق من هذا العام، كما تقول الإدارة الأمريكية الحالية إنها تريد تسهيل جهود الإغاثة لغزة بعد الصراع الأخير.
وكان بايدن قد أعرب عن دعمه غير المشروط لإسرائيل طوال الصراع، وفشل في إدانة الأعمال "الإسرائيلية"، بما في ذلك الجهود المبذولة لإخراج العائلات الفلسطينية قسراً من القدس الشرقية. وقال 74 في المائة من المشاركين في استطلاع المعهد اليهودي للانتخابات إنهم يوافقون على تعامل بايدن مع العلاقات الأمريكية مع "إسرائيل".
على الرغم من تلاشي آفاق حل الدولتين، مع استمرار التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، قال 61 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن إنشاء دولتين منفصلتين - واحدة "للإسرائيليين" والأخرى للفلسطينيين - هو أفضل حل للصراع. وقال 20 في المائة إنهم يؤيدون دولة واحدة ثنائية القومية ذات حقوق متساوية، و 19 في المائة يؤيدون ضم الأراضي الفلسطينية دون إعطاء الفلسطينيين حق التصويت في الانتخابات الوطنية.