Menu

يجب تصويب الخطاب الرسمي الفلسطيني

الغول: إجراءات الاعتقال الإداري هدفها إجهاض أي عمل وطني واجتماعي

كايد الغول

غزة _ بوابة الهدف

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كايد الغول، اليوم الأربعاء، إنّ "مُعالجة قضية الأسرى غير معزولة عن الحالة العامة الفلسطينية لأنّها تتأثر بهذه الحالة المأزومة التي تعيش انقسامًا، عدا عن أنّها تتأثر بالدعاية الصهيونيّة الأمريكيّة التي عملت على مدار سنوات طويلة على وصف النضال الوطني بـ"الإرهاب" ووصف الأسرى باعتبارهم "إرهابيين".

وأكَّد الغول خلال مداخلةٍ له في اللقاء المفتوح حول "أوضاع المعتقلين الإداريين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي" الذي نظمته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزّة، أنّ "هذه السياسة نجحت في التأثير على سياسات العديد من الدول التي لم تستنكر إجراءات إسرائيل في الاعتقال الإداري، كما لم تستنكر الاقتحامات للمناطق التي هي تحت سيطرة السلطة وفق اتفاقات رعتها هذه الدول، ويقوم الاحتلال باعتقال الشخصيات الوطنيّة والأكاديميين ومدراء المؤسسات الأهلية".

وبيّن الغول أنّ "هناك ضعف وتراجع في الاسناد الدولي الرسمي لقضية الأسرى وفي إدانة سلوك إسرائيل المنافي للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية".

ولفت الغول إلى أنّ "إجراءات الاعتقال الإداري ليست عفويّة من قِبل إسرائيل، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطورات في الميدان، وهدفها إجهاض أي عمل وطني واجتماعي يمكن أن يُؤسّس لمواجهة ناجحة للاحتلال الإسرائيلي، وتتزايد هذه الإجراءات كلمّا واجهنا مخططات الاستيطان أو الدفاع عن القدس ، أو خطة الضم، أو حينما يكون هناك مُحاولات لترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني فتتزايد الاعتقالات في صفوف العشرات من الكوادر من المهن المختلفة، من ناشطين ومثقفين، أي أنّ إسرائيل لا تُمارس هذه السياسة عبثًا".

وأوضح الغول أنّ "المطلوب اليوم ربّما يكون مكرر، وهو ضرورة تصويب الخطاب الرسمي الفلسطيني بما يُعزّز من مكانة الأسرى باعتبارهم أسرى حريّة واستقلال، والتوقّف عن أي حديث يمكن أن يُلمس منه إدانة لأعمال مقاومة الاحتلال أو يمكن أنّ يُفهم منه وكأن ما يُمارس هو إرهاب".

وشدّد الغول على ضرورة "الاتفاق على استراتيجية وطنيّة تجاه الأسرى الإداريين كجزء من استراتيجيّة أشمل تطال كل قضية الأسرى، وهذا يتطلب تكاملاً في الجهد الشعبي والرسمي الفلسطيني، وأن يتم إطلاق عملية واسعة من أجل تحشيد الرأي العالمي تتولى من خلالها القطاعات العديدة لشعبنا مسؤوليّتها في التواصل مع المجتمع الدولي، كالطلاب والعمّال.. إلخ".

وأشار الغول إلى أنّ "كل هذا من أجل تشكيل ضغط على حكومات البلدان الأوروبيّة وغيرها من البلدان للانتصار لقضية الأسرى وتُدين سلوك إسرائيل المُخالف للقوانين الدوليّة"، مُقترحًا على منظمات حقوق الانسان "تشكيل وفود موحّدة ومشتركة لتجول في البلدان الأوروبيّة وغيرها من البلدان لعقد اجتماعات ومؤتمرات صحفيّة تظهّر قضية الأسرى الإداريين وغيرهم من الأسرى وتطلب الدعم من أجل هؤلاء الأسرى".

ودعا الغول إلى ضرورة "إلزام السفارات الفلسطينيّة حول العالم بأن تضع قضية الأسرى على جدول أعمالها اليومي، بل وفي كل الاجتماعات واللقاءات التي تعقد على المستوى الرسمي أو على مستوى المؤُسّسات المختلفة في هذه البلدان، حينئذٍ ستجد هذه القضية الصدى المطلوب في المجتمع الدولي"، لافتًا إلى أنّ "سفراء الاحتلال الآن يُمارسون هذا الدور ازاء قضية أسرى جيش الاحتلال لدى المقاومة في غزة من أجل الافراج عنهم".

وشدّد الغول على ضرورة "الخروج عن الرتابة في دعم قضية الأسرى، لذلك يجب ابتكار فعاليات جديدة بأماكن وأوقات جديدة كي نضمن مشاركة كافة الجماهير ومن جميع المحافظات"، داعيًا "لإشراك النقابات المهنيّة في جدول محدد لتوسيع المشاركة الشعبية انتصارًا لقضية الأسرى".

كما دعا الغول في ختام مداخلته إلى "تكثيف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبكل اللغات للتعريف بقضية الأسرى، ويمكن الاتفاق على أن يكون هذا النشر شهريًا من خلال الاتفاق على يومٍ محدّد ينتصر فيه كل شعبنا لقضية الأسرى"، مُؤكدًا أنّه "بات من المهم توحيد جهود الأسرى الخاصة حتى يستطيعوا فرض إرادتهم، وأهم خطوة هي رفض المثول أمام المحاكم العسكريّة الإسرائيليّة التي تعمل على تمرير ما تريده المخابرات، وتنسيق الاضراب عن الطعام ليكون جماعيًا وليس فرديًا ليحقق مكتسبات أكثر".