Menu

العميل

بوابة الهدف الإخبارية

العميل سمير جعجع

خاص بوابة الهدف

لم ينقطع رهان سمير جعجع على ذلك الخيط الواصل بين رحبعام زئيفي وبشير الجميّل، على حراب البنادق تبقر بطون الأمهات في صبرا وشاتيلا، تبحث عن نبضنا لتقتله، هذه كانت رسالة رصاصات كمائنه دائمًا، أنه موجود وقادر على تنفيذ ما يتطلبه الأمر لنيل موضعه المشتهى كأداةٍ رخيصةٍ للعدو.

المقصد مما سبق ليس توجيه سباب لجعجع وعصابته من القتلة، أو الإشارة إلى  أحقاده، بل الوقوف عند هذا الارتباط بين من رأى مصلحته في خدمة المُستعمر لتحصيل موقعٍ يعلو به على بقية الناس في هذه المنطقة من العالم، ومراجعة ارث من الرهانات المتبادلة بين الغزاة والمتعاونين معهم، قوامه الأساسي رفض المتعاون أن يكون جزء من وجود إنساني عادل ومتساوٍ، ورهانه على العبوديّة والقهر والإخضاع والهيمنة كنظامٍ للعلاقات البشرية، يستسلم للغزاة ويسعى لنيل رضاهم وموضع في العبودية لهم، ويجتهد في التسلّط على عمومنا، لا فارق لديه بين طائفته وغيرها. وإن استخدم الطائفية كأداةٍ للحشد والتجنيد لمشروعه، ولنتذكر جرائم جعجع في اهدن وغيرها.

العدو بالنسبة لسمير جعجع ليس حزب الله أو الشيعة أو السنة أو منظمة التحرير أو اللاجئين الفلسطينيين.. كل هؤلاء، وكل من يقف محاولًا الدفاع عن وجودهم ضد الغزو الاستعماري، كل من يرفض إرادة السادة، ويتمرّد على منظومة الظلم والهيمنة والاستغلال، من يرفض العبودية أو يساعد غيره على رفضها.

حزب الله الآن عنوانًا للهجوم القواتي لاعتباراتٍ عدّة جميعها تتصل بنقطةٍ محورية، كون الحزب حاجز أمام لبنان الذي يتخيله سمير جعجع، فلبنان الذي يتخيله هو مسرح لعملية تطهير لا تنتهي، تبدأ بالفلسطيني ولا تنتهي بالماروني المغاير سياسيًا مرورًا بكل من يصفّق له من بقيّة الطوائف والتيّارات السياسيّة.

ليست هذه العصابة الجبانة هي شر هذا العالم المطلق، بل المادة الرخيصة التي يستخدمها كل غازٍ، ولعل ما يمايز جعجع والقواتيين عن غيرهم من وكلاء وعملاء العدو في منطقتنا، هو جمعه للنقيضتين، الممارسة العنصرية المتأصلة والسعي المهووس لإثبات التفوّق المزعوم بالدم والقتل والقهر.. أنت تخضع أمامي إذن أنا متفوق حقًا، وفي ذات الوقت الدونية والاستسلام واحتقار الذات أمام المُستعمر الغازي الذي يريد القاتل الجبان خدمته.

شطب فدائي بشير الجميّل من حيز الوجود المادي، وصفت مجموعة أخرى رحبعام زئيفي، وخسر أرئيل شارون معركته في غزة، وباتت هزيمة الصهاينة ومن خلفهم بقية الغزاة يقين لدى معظم أهل هذه المنطقة، غزوة تلو الأخرى تم ردها، نزف المارينز الدم على أرضنا وتسللوا منسحبين مرة تلو الأخرى.

لم تخسر هذه الشعوب إرادتها في القتال حين حمل هذه الإرادة بضعة من الفدائيين، وكان عالم مناحيم بيغن وبشير الجميّل يتوعّدهم بالسحق، وبالتأكيد الآن لا، فيما تمتد إرادة القتال وهزيمة الغزاة في كل يوم لموضعٍ جديد كشبكةٍ ملتصقةٍ بوجودنا. لا لن تخسر شعوبنا ذرة مما حققته بالقتال والتضحية، لن تنحني كرامتنا وتاريخنا وكفاحنا وارث شهدائنا أمام حزب القوات اللبنانيّة، لن ينحني عمر المختار ووديع حداد أمام سمير جعجع، أو أي خادمٍ للمستعمر، لن نتراجع قيد أنملة عن إنسانيتنا وحقنا في الوجود والقتال وهزيمة الغزاة ومعاقبة مجرمي الحرب، نقول ذلك بثقةٍ لأننا ببساطة نستطيع، صحيح أنّ هزيمة المشروع الصهيوني أمر يحتاج لمزيدٍ من التضحيات، وربما إنهاء هيمنة التحالف الإمبريالي في هذا العالم.. لا زال محطة في نهاية طريق طويل، لكن سمير جعجع والقوات.. هيهات هم أهون من ذلك، هم أسهل من تل أبيب التي وطأتها المقاومة بصواريخها، وأتفه من صهيوني عاجلته غزّة برصاصة مسدّس.