بدعوةٍ رسمية من قيادة الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي، شاركت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في أعمال المؤتمر الوطني الخامس للحزب والمؤتمر الرابع للشبيبة الاشتراكية اللذين عقدا في نفس الوقت، في الخامس من آذار الماضي، وقد افتتح أعمال المؤتمر المزدوج الرفيق نيكولاس مادورو رئيس الدولة ورئيس الحزب، وقد أعلن أن المؤتمر سيستمر في حالة انعقاد دائم لمدة عام كامل، ومّثل فلسطين في هذا المؤتمر، الرفيق اسحق أبو الوليد عضو الدائرة السياسيّة في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وممثلها في فنزويلا.
الحزب الاشتراكي الموحّد الفنزويلي أسسه القائد الراحل هوغو شافيز في كانون أول عام 2006، ويعد من أكبر الأحزاب السياسيّة في القارة اللاتينية، حيث تجاوز عدد أعضائه الخمسة ملايين عضو، مثلّهم في المؤتمر 2432 مندوبًا ومندوبة، واللافت أنّ نسبة المندوبين الجدد وصلت لأكثر من 80% من أعضاء المؤتمر.
وشارك في المؤتمر وفود دوليّة من الأمريكيتين وأوروبا وآسيا وإفريقيا، عكست العلاقات الواسعة والعميقة للحزب الاشتراكي الموحّد مع قوى اليسار وحركات التحرر الوطني العالمية، والتي ترتكز على استراتيجيته المتضامنة والداعمة لكل القضايا العادلة، وللنضال الثابت ضد الإمبرياليّة وسياساتها الاستعماريّة، ومع تحرّر وسيادة واستقلال الشعوب.
وفي كلمته الافتتاحية حيا، الرفيق الرئيس نيكولاس مادورو، عضوات وأعضاء المؤتمر، والوفود الأممية التي جاءت للمشاركة والتضامن والتآزر مع فنزويلا، وخاصّة في هذه الظروف الدولية العصيبة التي تشهد "تصاعد في الأعمال والسياسات العدوانية للإمبريالية وذراعها العسكري، حلف الناتو، التي تهدد السلام العالمي وأمن واستقرار الشعوب"، وأعاد التأكيد على موقف فنزويلا الداعم لروسيا الذي أعلنته، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي تهدف إلى "اجتثاث النازية الجديدة"، وجدد تأكيده بالوقوف إلى جانب الحليفة روسيا وتأييده لحقها "في الدفاع عن نفسها وعن أمنها ودعم جهودها للحفاظ على السلم العالمي برمته".
وفي تناوله للوضع الداخلي والظروف الاستثنائية التي تمر بها فنزويلا، حيا الذكرى التاسعة، لرحيل القائد هوغو شافيز، مفجّر الثورة البوليفارية ومؤسّس الحزب، والتي تزامنت مع يوم افتتاح المؤتمر، وأشاد بالصمود أمام العقوبات اللاقانونيّة التي تفرضها الولايات المتحدة، وبمقاومة الحصار الجائر من خلال "قانون ضد الحصار" الذي سمح بكسر الحصار والسماح لرؤوس الأموال الأجنبيّة بالعودة من جديد للاستثمار في المجالات المختلفة، مما سمح برفع إنتاج النفط إلى مليون برميل في نهاية العام الماضي، ويتم العمل على رفعه إلى مليونين في نهاية العام الحالي، وخلص إلى التأكيد بأنّ: البنك المركزي، استطاع وقف التدهور في سعر الصرف للعملة المحلية، بضبط التضخم وتحقيق نمو اقتصادي، من المتوقع أن يصل هذا العام إلى2%، بعد ركود وتدهور استمر عدّة سنوات.
ثم تناول في موضوع الفساد والرشوة والأمن واستغلال السلطة والنفوذ الذي يؤرّق أعضاء الحزب كما المواطن العادي، حيث قال: سأستعمل القبضة الحديدية، كفى! لا أحد فوق القانون ولن يفلت أحد من الحساب، وخاصّة الذين يستغلون مناصبهم الحكوميّة أو الحزبيّة كحصانه للقيام بأعمال غير قانونيّة وغير شرعيّة وغير أخلاقيّة، تتنافى والأخلاق والقيم الثوريّة، لأنّ الفاسد والمرتشي هو خائن وليس فقط مذنب.
ويُشار إلى أنّ انعقاد هذا المؤتمر، جاء بعد الانتهاء من الانتخابات المحلية التي حقق فيها الحزب الاشتراكي الموحّد، فوزًا ساحقًا على قوى اليمين بكل أجنحته، من أجل وضع "الخطط والبرامج التي على أساسها ستسير الحكومة، خلال الفترة المقبلة، ولمواجهة تحديات المرحلة الجديدة التي تتطلب ترسيخ وحدة الحزب ووحدة القوى الوطنية البوليفارية المشاركة في القطب الوطني الكبير"، كما جاء في تصريح لنائب رئيس الحزب الرفيق ديوس دادوس كابييو، الذي يعتبر الرجل الأقوى في الحزب، وصاحب فكرة عقد المؤتمر بهذه السرعة، لمعالجة الفساد والشللية داخل الحزب والمجتمع والدولة التي أخذت تشكّل تهديدًا حقيقيًا لقيم "الاشتراكية" التي يتبناها، ولدور وحجم ومكانة الحزب في المجتمع والدولة، والأخطر أنّ اعتماد خيار "الانفتاح" الاقتصادي والسياسي خارجيًا ومحليًا، كوسيلةٍ وأسلوب للخروج من الأزمة الاقتصاديّة، سيكون دون أدنى شك على حساب الانجازات التي تحققت في عهد الرئيس القائد الراحل هوغو شافيز وعلى حساب عملية التغيير الثوري وبناء الاشتراكيّة، لأن من يقود هذه السياسة ليس الحزب، بل البرجوازية الجديدة التي نشأت وترعرعت في أحشاء الثورة البوليفارية، وخاصّة في عهد الرئيس نيكولاس مادورو.
