Menu

فلسطين والإدانة الأوروبيّة

بوابة الهدف الإخبارية

نقل إصابة جراء هجوم الاحتلال على المصلين في الأقصى يوم أمس

خاص بوابة الهدف

قلق الاتحاد الأوروبي من التصعيد في الضفة المحتلة مثير للازدراء، فالقلق بالتأكيد لم يكن يومًا إجراء، والاعتداء الواضح والمتكرر من طرف ضد آخر لا يمكن تسميته بالتصعيد، هذا بالطبع إلا إذا كان الاتحاد الأوروبي، الذي ساهمت العديد من دول الأعضاء في زراعة المشروع الصهيوني في المنطقة.

منذ مئات السنين، قتل المستعمرون الأوروبيون وعذبوا الملايين حول العالم، وكذلك منذ عدة عقود، قتل الفاشيون الأوروبيون واضطهدوا ملايين من اليهود وغيرهم من أعراق وجنسيات مختلفة، بحيث كنا أمام جريمة إبادة كبرى، أي قتل الفاشية الأوروبية لليهود وغير اليهود في المحرقة، الذين يرى ورثتها اليوم في المنظومة الأوروبية، أن بإمكانهم تعويض هذه الجريمة، بمنح الحركة الصهيونية مساحة آمنة للتنكيل بالآخرين، على هذا الأساس كان بإمكان الصهاينة غزونا، وتهجيرنا وقتلنا.

موقف الاتحاد الأوروبي ومجموع دوله الأعضاء من العدوان الصهيوني هو دعمه، لا لبس في ذلك، وما انتقاداته المخففة للكيان الصهيوني إلا جزءًا من سياق ترى فيه النظم الأوروبية ذاتها، حارسًا على مصالح وأمن ومستقبل العدو الصهيوني، فتخشى من مغبة "تطرفه" في العدوان، وتضغط عليه لكي يحافظ على منسوب قمع قابل للاستدامة، أن يقتلنا بهدوء، ودون إحراج لحكومات دول الاتحاد أو غيرها.

ليس من المنتظر أن يقف الاتحاد الأوروبي، موقفًا جديًا من جرائم الاحتلال على أرض فلسطين، كما أنه لم ولن يفعل تجاه جرائم الغزاة الأمريكيون، وكما يواصل الاتحاد تغطية جرائم دوله وشركاته المنخرطة في استغلال وقتل ونهب شعوب العالم؛ فنحن الفلسطينيون والمناصرون لقضية فلسطين والقوى المنظمة المنخرطة في النضال ضد المشروع الصهيوني، موضع رهاننا ليس تعديل منطوق الموقف الأوروبي أو الدولي، ولكن إعادة بناء توازنات هذا العالم، وهي مهمة قد تبدو مستحيلة إلا إذا نظرنا لها انطلاقًا من فلسطين وقضيتها، كنموذجٍ للنضال في وجه منظومة الهيمنة العالمية، كل نقطة ينكسر فيها العدوان الصهيوني ولو عند حاجز في شمال أو جنوب الضفة أو على أبواب قرية في النقب.. هي نقطة خسارة للمنظومة الاستعمارية بأكملها، وهذا لا يقتصر على فلسطين، ولكن على كل بقعة يمضي فيها النضال الإنساني ضد الوحشية الاستعمارية في مسيرته، ولكن دور فلسطين المتقدّم في هذا الصراع، يتصل بدور عدوها المتقدّم في منظومة العدوان، وبالأمل الذي صنعه شعب فلسطين بصموده الطويل أمام ورثة قرون من الاستعمار والظلم والاستبداد والوحشيّة.