Menu

بالفيديوندوة غسان كنفاني تناقش "فلسطين في الذكرى الـ74 للنكبة.. آمال تتجدّد"

خاص بوابة الهدف

بمُناسبة الذكرى 74 للنكبة الفلسطينيّة؛ عقدت بوابة الهدف الإخباريّة حلقة جديدة من ندوة الشهيد غسّان كنفاني، حيث سلّطت خلالها الضوء على آخر المستجدات السياسيّة التي تؤثّر على الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيّة كل مكان ومحاولة خلق مقاومةٍ فلسطينيّةٍ تتناسب مع البيئة المحيطة سواء في الخارج أو الداخل.

ولمُناقشة محاور الندوة التي حملت عنوان: " فلسطين في الذكرى الـ74 للنكبة.. آمال تتجدّد" استضافت الندوة كلاً من عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أحد مؤسّسي الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق المناضل صلاح صلاح، والقيادي في الجبهة الشعبيّة الأسيـر المُحرّر ناصر أبو خضير، والكاتب والشاعر الفلسطيني زاهر بولس، فيما أدارت الندوة الصحفية أحلام عيد من بوابة الهدف.

وعبّر الضيوف عن تفاؤلهم بإمكانية نهوض الشعب الفلسطيني هذه الأيّام، خاصّة أنّ المتغيرات الإقليميّة والدوليّة وارتفاع وتيرة المقاومة الفلسطينيّة في الضفة الغربيّة وصمود قطاع غزة يمثلان عاملان أساسيان في بث هذا التفاؤل، بالإضافة إلى وجود حلفاء تدعم مشروع المقاومة مقابل تراجع مشروع التسوية ودخول العدو الصهيوني في سلسلة أزماتٍ سياسيّة بنيويّة متلاحقة تؤثّر على علاقاته داخليًا بين قواه السياسيّة وخارجيًا مع حلفاءه.

بدوره، قال صلاح صلاح، إنّ "صراعنا مع العدو الصهيوني صراعًا وطنيًا لا دينيًا؛ فكما يقتحم جنوده المسجد الأقصى يقتحم الكنائس ويعتدي على المسلمين كما يعتدي على المسيحيين، وما اغتيال الصحفية شرين أبو عاقلة والاعتداء على جنازتها إلا شاهدًا جديدًا على ذلك. وإنّ من يحاول حرف الصراع إلى صراع ديني فهو مخطئ وحرف للنضال الفلسطيني عن مساره الحقيقي".

وأضاف: "نحن الآن نعيش في مرحلة نهوض وطني فلسطيني بعد فترة الاحباط واليأس التي عشناها بعد اتفاق أوسلو، ويمكن أن نرى مظاهر هذا النهوض تحت العناوين التالية: الأول صمودنا في قطاع غزة منذ سنوات طويلة في ظل حروب متعاقبة تعرّض لها القطاع المحاصر، الثاني هو وجود مقاومة حقيقيّة تجري في الضفة الغربيّة بما فيها القدس ، الثالث: يتعلّق بنقوص المشروع الصهيوني الذي يعيش أزمات سياسية حقيقية فيما يتعلق بالعلاقات بين القوى السياسية داخل الكيان وحالات الفساد المنتشرة بين قياداته وأخيرًا الأزمة في العلاقات التي بدأ يعيشها مع صعود "الأزمة الأوكرانية" التي فرضت على العدو "الإسرائيلي" أن يكشف هويته بأنه منحاز للولايات المتحدة الأمريكية وهذا سيجعل العدو يخسر روسيا وحلفاءها،  الرابع هو أنّ العالم كله بدأ يدرك خطورة الكيان الصهيوني وعنصريته مقابل تفهم العالم لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في السيادة على أرضه ووطنه، وخامسًا هو تشكّل "محور المقاومة" ورغم ذلك هناك تحديات عدّة".

من جانبه، أكَّد ناصر أبو خضير على أنّ "التصدي الفلسطيني للاعتداءات الصهيونيّة في مدينة القدس المحتلة في حالة تصاعد"، معتبرًا أنّ "المعيق المركزي لاستنهاض حيوية المشروع الوطني الفلسطيني والوحدة الوطنيّة هو اتفاق "أوسلو" الذي وضع البنية السياسيّة الفلسطينيّة في أحضان مشروع التسوية، لكنني أعتقد جازمًا أنّ أهم متغير سلبي هو انتقال شريحة وطنية رويدًا رويدًا إلى أحضان الشراكة مع الاحتلال الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين".

كما شدّد أبو خضير، على أنّ "اتفاقية "أوسلو" غّذت مصالح هذه البنية السياسيّة الاجتماعيّة الاقتصاديّة الفلسطينيّة أكثر فأكثر على حساب المصالح الوطنيّة، علاوةً على أنّ هذه الشريحة أصبحت تعمل على عرقلة أيّ توجّه وطني جدّي نحو إعادة الاعتبار لمشروع التحرّر الوطني".

وفي غضون ذلك، اعتبر أبو خضير أنّ "صمود شعبنا وتمسكّه بحقوقه وأهمها حق العودة هو العامل الأوّل في تفاؤلنا"، مؤكدًا أنّ "قضية اللجوء الفلسطيني هي جوهر قضية فلسطين، وبالتالي أيّ تخلٍّ عن حقوق اللاجئين هو تخلي عن قضيتنا الفلسطينيّة".

وأكَّد أبو خضير أنّ "العامل الثاني الذي يشكّل مصدرًا للتفاؤل هو التغيرات الجديّة الإقليميّة والدوليّة التي نشهدها، ونحن جزء مهم من هذه التغيرات. وأبرزها: صمود الدولة العربيّة السوريّة في وجه مشروع التقسيم والتفتيت وتحويلها إلى دولةٍ هشةٍ ضعيفة على اعتبار أنّها ظهير للمقاومة في الساحة العربيّة، بالإضافة إلى صمود المقاومة اللبنانيّة، ووجود حليفٍ إيراني. وما يحدث الآن من متغيّرات على الصعيد الدولي خاصّة أنّ عدونا نشأ واستمر معتمدًا على دعم القوى الإمبرياليّة. وفي ضوء هذا كله شعبنا يُراكم الخبرة ويتعلّم من تجاربه وهذا أهم مصدرٍ للقوة".

واتفق زاهر بولس إلى حدٍ كبيرٍ مع طرحي الضيفين، إذ أكَّد أنّ "الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 48 يتأثّر بشكلٍ كبيرٍ فيما يجري على كامل أرض فلسطين من ناحية وما يجري في الإقليم والعالم على الناحية الأخرى".

وأضاف: "أحد أهم المتغيّرات التي انعكست على حكومة الاحتلال الأخيرة هو الاضطرار إلى الاعتماد على حزب عربي لتشكيل حكومة بالرغم من أنني أؤكّد أنني ضد المشاركة العربيّة في "الكنيست" من الأصل، إلّا أنّ هذا المتغيّر المركّب شق الصف العربي على المستوى الميداني داخل المجتمع العربي في الداخل المحتل".

وشدّد بولس على ضرورة أن "يظل الشعب الفلسطيني خاصّة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 كرأس حربةٍ للأمتين العربيّة والإسلاميّة في مواجهة المشروع الغربي ورأس حربته "إسرائيل". وأحد أهم القضايا التي نعمل عليها في الداخل هو الحفاظ على هويتنا العربيّة الفلسطينيّة خاصّة أنّ المنهاج "الإسرائيلي" الذي يتلقاه أبناءنا هو منهاج مزوّر، ويهدف هذا المنهاج إلى بناء شريحةٍ سياسيّة واجتماعيّة فلسطينيّة ترتبط مصالحها بمصالح الكيان الصهيوني على أرض فلسطين تقاطعًا مع ما ذكره الضيوف حول ما يحدث في الضفة الغربيّة، وهذا يتطلّب مقاومة فلسطينيّة لإحباطه".

وعليه، ختم بولس بالقول: إنّ "المقاومة الفلسطينيّة في الداخل المحتل تتخذ أشكالًا أخرى إلّا أنّها تتكامل مع المقاومة الفلسطينيّة في جميع أماكن تواجد أبناء الشعب الفلسطيني".

وناقشت الندوة بمُشاركة ضيوفها العديد من المحاور الهامة تحت العنوان الذي حمله اللقاء، تتابعونها في الفيديو المُرفق للندوة: