Menu

إذا تقاطعت النيران من كل الساحات

بالفيديونائب الأمين العام للشعبية: سيكون الاحتلال ضعيفًا أمام توحّد وترابط الساحات وسيكون الانتصار ممكنًا وجادًا

الرفيق جميل مزهر

غزة _ بوابة الهدف

قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق المناضل جميل مزهر، مساء اليوم الخميس، إنّ "انجاز المؤتمر الثامن للجبهة رغم كل التحديات والمخاطر والصعوبات هو تعبير حقيقي عن الديمقراطية وعن الرغبة في التغيير عبر المراجعة الشاملة للبرامج والخطط والوثائق، حيث جدّد المؤتمر وبالإجماع انتخاب الأمين العام الرفيق المناضل أحمد سعدات وفاءً للحركة الأسيرة".

ولفت مزهر خلال لقاءٍ خاص عبر قناة الميادين، إلى أنّ "هناك عملية تغيير وتجديد واسعة جدًا في نطاق هيئات الجبهة الشعبيّة، لتقدّم الجبهة نموذجًا مهمًا على الساحة الفلسطينيّة بأنّ المناضل والقائد يمكن أن يكون جنديًا جيدًا في صفوف الجبهة، إذ كان هناك رغبة لدى عدد وافر من قيادات الجبهة باتجاه ضخ دماء جديدة في صفوف الجبهة".

ووجّه مزهر "التحيّة لأهلنا وشعبنا الصامد في مخيمات اللجوء والشتات في الخارج الذين يواجهون كل محاولات الاحتلال ومن يقف خلفها من أجل تحويل مخيمات اللاجئين إلى مقابر، لكن نجح أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء بتمسّكهم في حق العودة والأهداف والقضية الوطنية"، فيما أكَّد على أنّ "أهلنا في القدس يتصدّرون المشهد الآن ويدافعون عن كل المقدسات، والتحية إلى أهلنا في الضفة بكافة مخيماتها ومدنها وهم يسطرون أروع الملاحم في التصدي لجرائم هذا العدو، بالإضافة إلى أنّ شعبنا في قطاع غزّة يقدّم من لحمه ودمه من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن كل بقعة من الأرض الفلسطينيّة".

وشدّد مزهر على أنّه "ورغم كل التحديات إلّا أنّ الرفيق الأمين العام حاضرًا معنا في كل شيء، بفكره وعقله ووجدانه في هذه المؤسّسة التي تقودها الجبهة الشعبيّة وفق إطارٍ جامع، ومن خلال المؤتمر جرى التأكيد على أنّ محور الصراع مع هذا العدو هو داخل الأرض الفلسطينيّة، والجبهة اتخذت قرارًا بأنّ هذا هو محور الصراع ومركز الثقل للفعل والنضال، وبموجب ذلك جرى هذا الانتخاب لتجسيد هذه الرؤية".

وحول الصعوبات الناجمة عن تواجد مركز ثقل الجبهة في قطاع غزّة، أكَّد مزهر: "لن نواجه أي مشكلات أو صعوبات لأنّ الجبهة أيضًا متواجدة في الخارج من خلال هيئاتها وتقود الفعل خارج البلاد وفي كل الساحات كما في الضفة و غزة والسجون، والجبهة بهيئاتها وبطريقة إدارتها كمؤسّسة لن تجد صعوبات لإدارة هذا الصراع مع العدو، وهذا لا يمنع من تنقّل نائب الأمين العام ما بين الساحات في الداخل والخارج، وسيكون هناك حركة دائمة ومستمرة حسب حاجات وضرورات العمل، ونائب الأمين العام سيتنقّل في كل المواقع من أجل تذليل كل الصعاب واستنهاض وضع وقوة الجبهة وتركيز نضالها عبر المؤسّسة والهيئات لأنّنا أمام تحديات كبيرة وصعبة لكننا سنواجهها بالإرادة الصلبة".

وأشار مزهر إلى أنّ "التغيير في صفوف هيئات الجبهة جاء انسجامًا مع النظام الداخلي ورغبة حقيقيّة لدى أعضاء المكتب السياسي بإفساح المجال لجيل الشباب، والهيئات الآن يتواجد فيها عدد وافر ومهم من الشباب وآخر من الشيوخ في عملية تزاوج ما بين الخبرات والتجارب العميقة والجيل الشاب ورغبته في عملية التغيير واستعداده الكبير للكفاح والنضال وتبني خيار المقاومة بكل الوسائل والأشكال، وهذا التزاوج يعطي هذه الهيئات قوّة كبيرة، ولكي تقدّم الجبهة نموذجًا للساحة الفلسطينية بأنّ هذه الهيئات ليست حكرًا على أحد من القيادات بل هناك عملية متجددة على الدوام، والنموذج الجديد لديه العزيمة والاصرار للنهوض بالجبهة وبمكانتها حزبيًا ونضاليًا وكفاحيًا وبتبني خيار المقاومة ومواصلة الكفاح".

كما شدّد مزهر على أنّ "الجبهة تسير على خطى الشهداء القادة من الحكيم جورج حبش وأبو علي مصطفى ووديع حداد وغسّان كنفاني وجيفارا غزة وغيرهم من القادة العظام، وتسير أيضًا على خطى الرفاق الذين تخلّوا طواعية عن المواقع الأولى في الجبهة مثل الرفيق القائد أبو أحمد فؤاد وليلى خالد وماهر الطاهر وجميل المجدلاوي وغيرهم من القادة الذين قدّموا نماذج مهمة في التخلي عن المواقع لضخ الدماء الجديدة"، منوهًا إلى أنّ "الجبهة أعادت التأكيد في مؤتمرها الثامن على خيارها الإستراتيجي باعتباره المركزي والرئيسي بتحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، والجبهة أعطت الأولوية للخيار الإستراتيجي وهمّشت خيار الحل المرحلي في ظل تنكّر الاحتلال لكل الحقوق الفلسطينيّة، حيث أكَّد المؤتمر أنّ كل الاتفاقيات مع العدو من أوسلو وغيرها فاشلة، وكل المحاولات العبثية لإحياء مسار المفاوضات أثبت الزمن بأنّها محاولات فاشلة، وفعلاً كل هذه الاتفاقيات فشلت فشلاً ذريعًا بل وألحقت ضررًا كبيرًا بالقضية الفلسطينيّة".

ورأى مزهر خلال حديثه، أنّ "المطلوب الآن مغادرة هذا النهج وهذه المراهنات على التسوية وعلى هذا المسار الضار، والمطلوب أيضًا من القيادة الفلسطينية الآن تطبيق قرارات المجلس المركزي وقرارات الاجماع الوطني بسحب الاعتراف بهذا العدو ووقف المراهنة على مسار المفاوضات، وبناء وحدة وطنية مبنيّة على برنامج الثوابت الوطنية والتمسّك بخيار المقاومة باعتباره الخيار الرئيسي في مواجهة الاحتلال الصهيوني".

وأكَّد مزهر أنّ "منظمة التحرير الفلسطينيّة هي منجز وطني وممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولكن أكَّد المؤتمر أنّ هذه المنظمة ليست بأفضل أحوالها وتعيش حالة من التفرّد والهيمنة والاقصاء وتتمسّك برهاناتها السياسية التي تراهن على اتفاقات أوسلو وملحقاتها الاقتصادية والأمنية، لذلك يجب إصلاح النظام السياسي الفلسطيني من خلال إجراء الانتخابات الشاملة ويُشارك فيها الجميع في الداخل والخارج، لذلك المطلوب الإفراج عن قرار إلغاء الانتخابات، لأنّ الاستمرار بهذا الحال والواقع البائس دون الشراكة الوطنية الحقيقية لا يمكن أن يخدم القضية الوطنية".

وأعاد مزهر التشديد على "ضرورة إعادة بناء النظام السياسي وفي القلب منه منظمة التحرير الفلسطينيّة، وإعادة بناء ركائز المشروع الوطني الفلسطيني على أساس التمسك بكل الثوابت وعلى قاعدة الشراكة".

وحول العلاقة مع الفصائل الفلسطينيّة، أوضح مزهر أنّ " حركة حماس هي جزء أصيل من النسيج الوطني الفلسطيني وهي شريك في النضال والمقاومة وطرف رئيسي ومهم، وكذلك حركة فتح فصيل مناضل بعيدًا عن الاستئثار من قبل القيادة الرسمية في القرار الوطني الفلسطيني، لذلك دون الشراكة الحقيقية مع الكل الوطني على برنامج ومشروع وطني واضح وصريح في إطار القواسم المشتركة لا يمكن أن نكون أمام قوة لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني، والحتمية المطلوبة هي الشراكة الوطنية وإعادة بناء النظام السياسي بما يضمن مشاركة الجميع سواء بالانتخابات أو من خلال صيغة وطنية توافقية مؤقتة لفترة معينة وعلى أساسها يمكن إجراء الانتخابات الشاملة، لأنّ الانقسام الفلسطيني يشكّل ربحًا صافيًا لمشروع الاحتلال التوسعي على حساب قضيتنا الوطنية".

وفي معرض ردّه حول علاقة الجبهة الشعبيّة ومحور المقاومة في المنطقة، شدّد مزهر على أنّ "الجبهة جزء من قوى المقاومة في المنطقة وجزء من المحور الذي يواجه المشروع الأمريكي الصهيوني، أي المشروع يسعى لتدمير المنطقة ونهب ثرواتها خدمةً للكيان الصهيوني"، لافتًا إلى أنّ "قوى المقاومة تحقق إنجازات وانتصارات مهمة على هذا المشروع، وكل محاولات التحالف مع العدو من قبل بعض الأنظمة العربيّة لن تحمي عروش هذه الأنظمة، لكنّ الشعوب العربية كاملة وكل الأحرار في العالم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني، والقدس تشكّل درّة التاج لكل العرب والأحرار الذين لن يتخلوا عن القدس والقضية الفلسطينيّة".

كما أكَّد الرفيق مزهر أنّ "الجبهة ستبقى تقاتل العدو بكل الأشكال والوسائل من أجل انتزاع حرية الشعب الفلسطيني ورحيل وزوال هذا العدو، ومحور المقاومة يحقق انتصارات حقيقيّة في المقابل هناك هزيمة وتراجع للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة العربية"، موجهًا التحيّة "للمقاومة اللبنانية والشعب اللبناني البطل في ذكرى عيد المقاومة والتحرير"، فيما شدّد على أنّ "المقاومة ستنتصر حتمًا إذا ما تكاتفت وتوحّدت كل الساحات وهذا هو الذي يمكن أن يشكل دافعًا وحافزًا مهمًا للانتصار على هذا العدو، لا سيما وأنّ الانتصار على العدو ممكن إذا تقاطعت النيران من كل الساحات وسينتصر مشروع المقاومة".

وفي ختام حديثه خلال اللقاء الخاص، قال نائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر إنّ "علاقتنا مع المقاومة في لبنان علاقة تكاملية في إطار ترابط كل قوى المقاومة وتوحّد الساحات باعتبار أنّ عدونا واحد وهو العدو الصهيوني الذي زُرع في هذه المنطقة، ونحن موحدون مع كل قوى المقاومة في المنطقة ونؤكّد أنّ المشروع الصهيوني إلى زوال وسننجح في إزالته كما نجحت المقاومة اللبنانية من قبل"، مُعاهدًا "كل أبناء شعبنا بأن الجبهة ستواصل الكفاح والمقاومة بكافة أشكالها حتى تحرير الأسرى وانتزاع كامل حقوقنا الوطنيّة".