Menu

الاحتلال الإسرائيلي يهدد قوافل "الأونروا" ويعرقل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

التطعيم في شمال غزة

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة

في تصعيد جديد لانتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على تعطيل قافلة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي كانت في طريقها لتنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال شمال غزة. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة على العاملين في المنظمات الإنسانية وعرقلة جهودهم في تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين المحاصرين.

1. تفاصيل الحادث: تهديد بالسلاح وإتلاف الممتلكات

وفقًا لبيان صادر عن "الأونروا" اليوم الثلاثاء، فقد أوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة أممية يوم الإثنين كانت متجهة نحو شمال غزة لتنفيذ حملة تطعيم تستهدف الأطفال ضد شلل الأطفال. ورغم الإبلاغ والتنسيق المسبق مع السلطات الإسرائيلية حول مسار القافلة وأهدافها، قام جنود الاحتلال بتهديد موظفي "الأونروا" بالسلاح، مما أسفر عن توتر كبير. كما ألحق الجيش الإسرائيلي أضرارًا جسيمة بمركبات القافلة عبر استخدام جرافاته العسكرية.

تُعد هذه الحادثة جزءًا من انتهاكات واسعة النطاق يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني داخل قطاع غزة. ورغم أن القانون الدولي يحمي عمل المنظمات الإنسانية ويوجب على الاحتلال تسهيل عملها، فإن قوات الاحتلال تستمر في ممارساتها التي تقوض حقوق الفلسطينيين الأساسية، بما في ذلك حقهم في الحصول على الرعاية الصحية.

2. تأثير الحادث على العمل الإنساني في غزة

تأتي هذه الانتهاكات الإسرائيلية في وقت حساس، حيث تعاني غزة من أزمة إنسانية شديدة جراء الحصار المفروض عليها لأكثر من 15 عامًا، وتصاعد العدوان العسكري منذ السابع من أكتوبر. وتعتبر حملات التطعيم، مثل الحملة ضد شلل الأطفال، حيوية للحفاظ على صحة الأطفال وضمان عدم تفشي الأمراض المعدية، خاصة في ظل الأوضاع الصحية المتدهورة التي يعيشها سكان القطاع.

عرقلة هذه القافلة الأممية لا تؤثر فقط على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، بل تمثل تهديدًا عامًا للعمل الإنساني في غزة. ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه الوكالات الإنسانية من صعوبات هائلة في إيصال المساعدات الغذائية والطبية لسكان القطاع، الذين يعتمدون بشكل كبير على الدعم الدولي نتيجة لتدمير البنية التحتية الصحية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة.

3. ردود الفعل الدولية والنداءات الإنسانية

من المتوقع أن تؤدي هذه الحادثة إلى تصاعد الانتقادات الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن "الأونروا" هي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وقد دعت العديد من المنظمات الدولية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية العاملين في المجال الإنساني.

في ضوء هذه الحادثة، طالبت "الأونروا" بإجراء تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن عرقلة جهودها الإنسانية وتهديد موظفيها. كما دعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال لضمان تسهيل عملياتها الإنسانية في غزة، والتي تشمل توفير التعليم والرعاية الصحية الأساسية لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف صعبة نتيجة الحصار المتواصل.

4. تفاقم معاناة الفلسطينيين وضرورة التحرك الدولي

تسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها الوكالات الإنسانية في قطاع غزة بسبب السياسات العدوانية للاحتلال الإسرائيلي. عرقلة قافلة "الأونروا" وحملة التطعيم ضد شلل الأطفال تعكس مدى استهتار قوات الاحتلال بحقوق الفلسطينيين الإنسانية وبالقانون الدولي. وفي ظل استمرار هذه الانتهاكات، يصبح من الضروري على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفًا حازمًا لحماية العاملين في المنظمات الإنسانية وضمان وصول المساعدات الضرورية لسكان غزة المحاصرين.