Menu

الطناني: الشعب الفلسطيني يرسّخ سياسة ترابط الجبهات وساحات الفعل

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

أشار الباحث والمحلل السياسي أحمد الطناني إلى عدم وجود "قواعد اشتباك" تحكم ما يدور في القدس من أحداث، بل أنّ هناك "جرائم صهيونية متصاعدة، يقابلها إصرار وفعل فلسطيني على التصدي والمواجهة، وكسر حلقات التهويد المستمرة، وصولاً لتثبيت وقائع جديدة لصالحنا كفلسطينيين".

ولفت الطّناني، خلال مقابلة خاصة مع "الهدف"، إلى أنّ العدو الصهيوني ومنذ سنوات طويلة ينفذ "مسيرة الأعلام" وغيرها من الإجراءات والفعاليات التهويدية والتلمودية التي تجري بدون رد فعل فلسطيني منظم، وأنّ الرد الفلسطيني اقتصر على ما ينفذه المقدسيون مع بعض الإسناد من أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948م.

ورأى الطناني، أنّ ردود الفعل الفلسطينية تصاعدت في الآونة الأخيرة، وهو ما جعل اليوم من "مسيرات الأعلام" حدثاً جلل يشغل كل العالم بما يمكن أن تكون نتائجه، موضحاً أنّ ما يجري من تعطيل للمسيرة فلسطينياً، وإصرار صهيوني على عقدها، يرتبط بالمعركة على الوعي وعلى الإرادة.

وفي سياق حديثه مع الهدف، أكّد الطناني على أنّ مسيرة الأعلام ليست فقط فعالية تهويدية، أو نشاط استفزازي، بل هو من حيث الفكرة احتفال صهيوني بما يسمى يوم (توحيد القدس) الذي يعتبره المستوطنون الصهاينة "عيداً وطنياً" -ذكرى الاحتلال الصهيوني للجزء الشرقي في مدينة القدس عام 1967م-.

وأفاد الطناني بأنّ تنظيم المسيرة بدأ في العام 1968 بمشاركة العشرات من المتطرفين الصهاينة، ثم توسعت عبر السنوات لتصبح بمشاركة المئات، لتصل قبل سنوات إلى عشرات الآلاف من المشاركين، معلّلاً ذلك بغياب الفعل الفلسطيني المنظم والمقاوم لإجهاض محاولات التمدد وفرض الوقائع الصهيونية في القدس وغيرها من المناطق المحتلة.

ولفت الطناني، إلى أنّ شعبنا الفلسطيني وقواه الحيّة استطاع أن يتجاوز اليوم سنواتٌ طويلةٌ من إشغال كل تجمع فلسطيني بقضاياه الخاصة، وسيادة مفهوم "الخصوصية الجغرافية، السياسية والكفاحية" لكل تجمع فلسطيني، مرسخاً سياسة ترابط الجبهات وساحات الفعل.

وشدّد على أنّ هذا "التحول الاستراتيجي" يحتاج إلى المراكمة والفعل والجرأة من الفاعلين بكل الساحات، فضلاً عن تكامل شعبي مع توجهات القوى الفاعلة في إطار ترسيخ هذه الاستراتيجية.

وفي سياقٍ مواز، نوّه الطناني إلى أنّ معركة "سيف القدس" أشعرت الفلسطينيين بنشوة النصر، ونشوة القدرة على ضرب العدو في مقتل، ما أيقظ بدوره روح التمرد والثورة في كل فلسطيني، "وهو ما جعل العام المنصرم من أكثر الأعوام مواجهة واشتباك وابتداع لأساليب مقاومة جديدة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والداخل الفلسطيني والشتات".

ورأى الطناني، أنّه من غير المنطقي تحويل ما سبق من عوامل نهوض إلى هزيمة داخلية، معرباً عن ثقته بأنّ المقاومة ستضع كل خياراتها على الطاولة للحفاظ على ما حققته معركة سيف القدس، والمراكمة عليه بفعل جديد "قد يفاجئ" كل الأطراف من حيث ساحة الفعل، وشكله وطبيعته.

وشدّد الطناني على أنّ التكامل الشعبي مع المقاومة وفعلها وتوجهاتها في هذا الوقت مهم، وكذلك المبادرة الثورية من الشباب الفلسطيني الذي قدم نماذجاً بطولية على مدار التاريخ.

وختم قوله: "كان العام المنصرم حافلاً بمجموعة مميزة من العمليات الفدائية التي نفذها شبان فلسطينيون في العمق الصهيوني جعلت هذا العام من أكثر الأعوام زخماً في العمليات الفدائية".