Menu

عاصمة المقاومة الجديدة

الخليل في قلب النيران: تصعيد المقاومة الفلسطينية يكسر حصار الاحتلال"

الشهيد مهند عسود منفذ عملية ترقوميا الخليل، وكالات

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - الضفة الغربية المحتلة

في الأول من أيلول/سبتمبر، شهدت الخليل عملية نوعية أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر شرطة الاحتلال في شارع 35 الاستيطاني قرب حاجز ترقوميا. هذه العملية، التي جاءت بعد 36 ساعة من هجمتين استهدفتا مستوطنتي "غوش عتصيون" و"كرمي تسور"، تعكس تصاعداً ملحوظاً في عمليات المقاومة بالمنطقة. رغم الحصار الإسرائيلي الشديد، تبرز الخليل كمحور جديد للمقاومة في الضفة الغربية، مما يشير إلى احتمال تصعيد قادم. هذه العمليات توحي بقدرة المقاومة على اختراق المناطق الأكثر تحصيناً، وتؤكد على دور الخليل المتزايد في المواجهة مع الاحتلال.

 الخليل: قِبلة المقاومة الفلسطينية ضد الاستيطان والاحتلال

تقع مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، وتُعد واحدة من أقدم المدن الفلسطينية وأهمها على الصعيدين التاريخي والاقتصادي. لكن منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت الخليل هدفاً لمشاريع استيطانية تهدف إلى تهويد المدينة وتغيير هويتها الديموغرافية والثقافية. أمام هذا الواقع، لم تكن الخليل مجرد مدينة تقاوم الاحتلال بالمظاهرات والاحتجاجات، بل أصبحت مركزاً حيوياً للمقاومة المسلحة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال. 

تشهد المدينة ومحيطها العديد من العمليات النوعية التي تهدف إلى كسر القبضة الحديدية التي تفرضها إسرائيل على المنطقة. أحد الأمثلة على ذلك هو العملية التي وقعت في الأول من سبتمبر 2024، حيث تمكن مقاومون فلسطينيون من قتل ثلاثة عناصر من شرطة الاحتلال في منطقة شديدة التحصين، مما يظهر قدرات عسكرية متقدمة لدى المقاومة في الخليل. هذه العمليات النوعية تعكس روح التحدي والصمود لدى أبناء الخليل، الذين يرون في المقاومة المسلحة وسيلة فعالة للتصدي لمشاريع الاستيطان والتهويد.

"طوفان الأقصى": إشعال الضفة وتجدد روح المقاومة

عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية كردٍ على تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، ساهمت بشكل كبير في إشعال الضفة الغربية وتجديد روح المقاومة فيها. الخليل لم تكن استثناءً من هذه المعركة، بل كانت إحدى الجبهات الأكثر سخونة، حيث شهدت المدينة ومحيطها تصعيداً في الاشتباكات المسلحة والمواجهات مع قوات الاحتلال. 

في هذه العملية، لعبت الخليل دوراً محورياً في نقل الصراع إلى قلب الضفة الغربية، إذ شهدت المدينة عدة عمليات نوعية ضد المستوطنين والجيش الإسرائيلي. هذه العمليات لم تكن مجرد رد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية، بل كانت جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إشعال جبهات المقاومة في مختلف مناطق الضفة، مما أدى إلى انتشار المواجهات في مناطق مثل نابلس وجنين. 

الخليل أصبحت بذلك رمزاً للمقاومة المنظمة، القادرة على تنفيذ عمليات نوعية حتى في ظل الحصار والإجراءات الأمنية المشددة. وهو ما يفتح الباب أمام احتمال تصاعد الانتفاضة في الضفة الغربية بأسرها.

تداعيات المقاومة في الخليل: إشعال الضفة وتحفيز الوحدة

الخليل لا تُعد مجرد جبهة محلية للمقاومة، بل إن تأثيرها يمتد إلى كافة مناطق الضفة الغربية. تصاعد المقاومة في الخليل أسهم في تعزيز وحدة الفصائل الفلسطينية وتنسيق العمليات بين مختلف المناطق، مما خلق حالة من التلاحم والتضامن في وجه الاحتلال الإسرائيلي. 

رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المقاومة في الخليل، مثل الحصار المكثف والاعتداءات المستمرة من قبل المستوطنين، إلا أن المدينة نجحت في أن تكون نموذجاً للمقاومة الشعبية والمسلحة. هذه الروح النضالية انتقلت إلى باقي المدن الفلسطينية، حيث أصبح أبناء الضفة ينظرون إلى الخليل كمصدر إلهام وحافز للانخراط في المقاومة.

تصاعد العمليات في الخليل دفع الاحتلال إلى تعزيز وجوده العسكري في المدينة، وهو ما زاد من حدة المواجهات، وأدى إلى توسيع رقعة الصراع في الضفة الغربية. ومع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، يبدو أن الخليل ستظل مركزاً محورياً للمقاومة، وستلعب دوراً كبيراً في مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الخليل اليوم ليست مجرد مدينة فلسطينية تتصدى للاحتلال، بل هي محورٌ أساسيٌ في معركة الفلسطينيين الأوسع ضد الاستيطان والتهويد. تصاعد المقاومة في المدينة يؤثر بشكل مباشر على مجريات الأحداث في الضفة الغربية، حيث أصبحت الخليل نموذجاً يُحتذى به في الصمود والمقاومة. ومع استمرار المواجهات، يبدو أن الخليل ستظل ساحةً رئيسيةً للصراع حتى تحقيق التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية.