Menu

في مواجهة الحرب الأمريكية

بوابة الهدف الإخبارية

لحظة وصول بيلوسي إلى تايوان

خاص بوابة الهدف

جزيرة تايوان كانت جزء من أراضي جمهورية الصين الموحّدة، قبل أن يلجأ لها جيش الكومنتانغ المهزوم أمام الشيوعيين في الصين، ويدعمهم المعسكر الغربي لاستحداث دولة لهم، باتت تعرف باسم تايوان.

ورغم مطالبات جمهورية الصين الشعبية المتكررة باستعادة سيادتها على أرضها، فإن المعسكر الغربي لم يكتفِ بإسناد الانفصال بتايوان، بل قامت بتقديم الدعم المالي والسياسي والتسليحي والغطاء العسكري لهذه الجزيرة التي تم اتخاذها كقاعدة عسكرية متقدمة للولايات المتحدة تستخدم للضغط على الصين وتهديد أمنها، بل إنه وحتى العام ١٩٧٠ منح تحالف الدول الرأسمالية المهيمنة مقعد الصين في الأمم المتحدة لأتباعهم الذين أطلقوا على إقليمهم الانفصالي مسمى الصين الوطنية.

لم تنقطع مطالبات الصين باسترداد أرضها، وبوقف السياسات العدائية ضدها، ورغم مضيها في خطوات عدة لطمأنة الولايات المتحدة وقوى العدوان بشأن نواياها، وانخراطها في اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع المعسكر الرأسمالي، إلا أن النوايا الأمريكية العدائية لم تتوقف للحظة تجاه الصين، بل إن مجرد انخراط الصين فيما يفترض أنه قاعدة ناظمة لاقتصاد السوق، أي المنافسة مع الولايات المتحدة اقتصاديًا في بعض المجالات؛ قابلته الولايات المتحدة بتصعيد عدائي وعقوبات على الشركات الصينية، وقرع لطبول العدوان في محيط الصين.

زيارة نانسي بيلوسي زعيمة مجلس النواب الأمريكي الاستفزازية لتايوان، ليست تمردًا على سلطة الإدارة الأمريكية كما تحاول بعض الجهات الأمريكية أن توحي، ولكن وبالأساس سعي أمريكي لزيادة الضغط على الصين واستفزاز لها، وربما محاولة لفتح اشتباك عسكري تتخذه الولايات المتحدة مبررًا لمحاصرة الصين اقتصاديًا وفرض مزيدٍ من العقوبات عليها؛ فالقرار في المعسكر الرأسمالي مُتخذ بوضوح وهو عزل ومحاصرة ومحاربة كل منافس محتمل، بل وتحطيم كل قوة وأمة تحاول بناء استقلالها الذاتي وسياساتها الخاصة؛ دفاعًا عن مصالح شعبها ومستقبل أجيالها، فكما تفترض نخبة رأس المال المهيمنة لا مستقبل يستحق الدفاع عنه في هذا العالم إلا مستقبل أرباحها وورثة هذه الأرباح.

إنّ تفجير حرب وصراع جديد في منطقة المحيط الهادي بجانب ذلك المشتعل في أوكرانيا يعني ارسال العالم إلى هاوية المجهول، مصير يظن حلف رأس المال المسلح أنه يعلمه، فيما تشير معظم الدلائل لموجات هائلة من الغلاء والنقص في الامدادات الحيوية والجوع ستجتاح العالم في حالة فتح هذا الصراع.

ما تظهره الصين من حكمة في هذه اللحظات وإصرارها على ضبط رد فعلها، قد يكون عاملًا في تأجيل أو إبطاء وتيرة المواجهة، ولكن معسكر العدوان لن يتردد في مزيد من الاستفزازات؛ فالقرار هو الحرب على الصين، حتى لو تم ترجمتها بأدوات أقل وضوح من الحرب المباشرة.

إن البديل أمام هذا الهجوم الوحشي المستمر على كل أمة في هذا العالم، هو وحدة هذه الأمم المعرضة للعدوان الرأسمالي الوحشي، والنهوض الجماعي في وجه آلة الحرب الأمريكية وتحديها بصوت الشعوب وليس فقط بالسلاح والرصاص، لنرفض الحرب الأمريكية في كل مكان من هذا العالم، بما في ذلك في شوارع الولايات المتحدة نفسها، لنرفض المجازر التي يريد توحش رأس المال جرنا إليها، ونستعيد بعض من مصيرنا ومن فرص نجاتنا في هذا العالم.