قال مدير مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي أحمد الطناني، اليوم السبت، إنّ الاحتلال سعى إلى تحقيق إنجاز سريع بضربته الغادرة التي استهدفت قادة السرايا وعلى رأسهم القائد تيسير الجعبري إلا أنّ الدلائل الميدانية تشير إلى أنّ المعركة ستأخذ وقتاً أكثر مما قدّر الاحتلال.
وأشار الطناني، في تصريحات صحفية، إلى أنّ الاحتلال حاول حصر أيام المعركة بين منتصف الجمعة حتى نهاية يوم السبت ليستفيد من إجازته الفعلية وعدم حركة المستوطنين بيوم السبت، خاصة أنّ غدًا الأحد يتزامن مع ما يسمى بعيد (خراب المعبد).
ولفت إلى أنّ إدارة المقاومة للنيران تظهر تماسك ومتانة غرف (القيادة والسيطرة) في الأذرع العسكري العاملة في الميدان، وتظهر "توزيعًا تكتيكيًا" للنيران يضمن استمرارية الضرب دون استنزاف المخزون من المقذوفات النوعية بعيدة المدى وشديدة الانفجار.
وفي هذا السياق أضاف: "طبيعة توزيع النيران وكثافتها تؤشر لنية المقاومة إطالة أمد الاشتباك بما يدفع لاستمرار تعطل الحياة في مدن ومستوطنات المحتل وتساهم في خلق ضغط على الجبهة الداخلية للاحتلال" لافتًا إلى أنّ الاحتلال يحاول الضغط على "سرايا القدس " عبر تكثيف الاستهداف للخلايا الميدانية العاملة على الأرض.
واستدرك: "لكن اتزان واتساق الوجبات الصاروخية تؤكد أن هذه السياسة غير مجدية وأن المقاومة تستخلص العبر والدروس من المعارك السابقة".
كما أشار الطناني إلى أنّ القوى الوطنية والإسلامية مجمعة على أهمية الوحدة في التصدي للعدوان، والخطاب السياسي لكافة القوى يؤكد على أن جميع مكون الشعب الفلسطيني تصطف خلف حركة الجهاد الإسلامي في المعركة التي يتقدمها مقاتليه.
وأوضح أنّ "وحدة الموقف الفلسطيني أجهضت محاولة الاحتلال اللعب على وتر التفريق والاستفراد في مقاتلي سرايا القدس، لافتًا إلى أنّ التكتيك المُستخدم في المعركة وفي إدارة النيران لا يتطلب تدخلاً أوسع من الجاري حالياً والذي تديره سرايا القدس وتدعمه أجنحة عسكرية أخرى في الميدان أبرزها الرفاق في كتائب أبو علي مصطفى وألوية الناصر صلاح الدين ولواء العامودي.
وأكد على أنّ إطالة ساعات المواجهة والاشتباك ستضع الاحتلال في مأزق، وهو مأزق وقع الاحتلال فيه لعدم صوابية تقديراته حول شكل وطبيعة الرد الذي ستتخذه المقاومة، إذ أنه من الواضح أن الاحتلال أعد نفسه لسيناريو مشابه للسيناريو الذي رافق اغتيال القائد السابق لسرايا القدس في شمال غزة بهاء أبو العطا.
وشدد الطناني على أنّ الاحتلال يتخوف بشكل جدي من إطالة أمد الاشتباك لأنها تزيد من فرص تنشط خلايا المقاومة في الضفة المحتلة؛ لتنفيذ مبادرات هجومية على المستوطنين والطرق الالتفافية.
وفي ختام تصريحاته ختم منوهًا إلى أنّ الاحتلال يحشد طاقاته الأمنية في إطار السعي لتأمين جبهته الداخلية وتحييد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 وبشكل خاص في المدن (المختلطة) التي شكلت عاملاً مؤرقاً له خلال مواجهة "سيف القدس"، وهو ما يعني زيادة الاستنزاف للجبهة الداخلية للاحتلال.