Menu

دم يرسم الطريق: فلسطين الاشتباك

بوابة الهدف الإخبارية

من جنازة الشهيد النابلسي

خاص بوابة الهدف

حين أحاط عسكر المحتل بشهداء نابلس؛ أعلنت مجموعة الأبطال قرار الاستشهاد، مُشهرين الوصية الوطن والبندقية؛ اشتباك وارتقاء يعلن وحدة فلسطين حول خيار الكفاح، ويسقط ما يحاول العدو أحداثه من كسر لهذا الالتفاف الشعبي والوحدة النضالية.

راهن العدو في تصعيده الأخير ومجازره الوحشية ضد أهل غزة، على كسر إرادة مقاومتهم، ورغم ويلات النار المصبوبة على رؤوس الصامدين في قطاع البطولة والفداء؛ لم يكن صوت الشعب يطلب إلا مزيد من المقاومة، ويدعو للإثخان في العدو ويرفض أن يكون الإجرام الصهيوني بلا ثمن.

لقد انتصر الفدائي المشتبك في أزقة نابلس، لشهداء غزة، ولوحدة فلسطين وكان الخيار واضحًا بالمقاومة ورفض الاستسلام أو التراجع قيد أنملة، عن خيار تحرير فلسطين؛ مشكلًا بالدم والموقف عنوان الرد على العدوان الصهيوني المتسع، ومؤكدًا على خيار وحدة المصير والنضال الوطني.

إن التفاف فلسطين حول الشهيد وفعل الاشتباك عاد ليؤكد أن وعي شعبنا لن يخضع للكي، وإرادته غير قابلة للخضوع، نعم ما زال الألم كبير جدًا بفقد الشهداء من قادة وفدائيين ونساء وأطفال اغتالهم العدو بمنتهى الخسة والحقارة، ولكن الأمل أكبر بكثير، وأن ما قدمه أبطال المقاومة وفدائيي شعبنا من نماذج الفداء والبسالة والشجاعة، تغذي عزيمة الشعب في مسيرته لأجل انتزاع الحرية والاستقلال من أنياب المُستعمِر.

لقد رفض شعب فلسطين الاستسلام على طول خط الصراع، أمام آلاف آلاف الغارات والجرائم منذ بداية المشروع الصهيوني، وحين ربح جولة قتال وأخرى لم يركن أو يستكين، بل بحث عن توسيع مساحة الاشتباك وتعجيل طرد المُستعمِر وهزيمته، وحين يخسر في جولة أو اشتباك، فإن رصيد الشهادة والمقاومة يغذي مسيرة الكفاح ويراكم الدافعية والوعي من أجل الهزيمة الكاملة للمشروع الصهيوني وأدواته وشبكة حلفاءه.

إن الوحدة الوطنية ليست شعارًا بل واقع متحقق بين جماهير شعبنا، ولكن ما يحتاجه شعبنا فعلًا في هذا الجانب، ايجاد الأدوات الناظمة التي تجسد هذه الوحدة النضالية والشعبية وتحيلها لشبكة نضال كاملة، وتغلق كل ثغرة ينفذ منها العدو.

في مواجهة العدوان المتصاعد لا يمكن انتظار نوايا ومبادرات العدو، ونحن اليوم ملزمين بكسر هذه الهجمة التصعيدية، بالتضامن والوحدة، واستعادة الجماهير لصوتها وفعلها في شوارع الوطن، وفي ميادين البلدان العربية والعالم.. خندق فلسطين لن يمزق، ولن يسقط، وطريق يعمده الدم والشهادة والفداء لن ينتهي ولن يضل أهله.