لبَّت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين دعوة رسميّة من الحزب الشيوعي البرتغالي للمُشاركة في مهرجان آفنتي السنوي "احتفالات جريدة "آفنتي"، وهي الجريدة المركزيّة للحزب الشيوعي البرتغالي.
ومَثّل وفد الجبهة المناضل التاريخي الرفيق فايز البدوي، والذي شارك في جميع اللقاءات، حيث التقى مع الأحزاب الشيوعيّة والتقدميّة على صعيدٍ عالمي من خلال جناحٍ سياسي وإعلامي خلال المهرجان الذي شارك فيه أكثر من 50 وفدًا جاؤوا من 40 دولة حول العالم، ومن المنطقة العربيّة شاركت عدّة أحزاب.
وخلال المهرجان، شدّد وفد الشعبيّة على أهمية المقاومة والوحدة الوطنيّة على الساحة الفلسطينيّة، لأنّه دون هذه الوحدة والمقاومة بجميع أشكالها لن يتم تحرير فلسطين.
واستقبل الجناح الإعلامي والسياسي في هذا المهرجان الآلاف من المشاركين، فيما زيّن وفد الجبهة هذا الجناح بأعلام فلسطين والجبهة الشعبيّة ويافطة كبيرة ركّزت شعاراتها على معاناة الأسرى الفلسطينيين والتأكيد على ضرورة العمل من أجل الافراج عنهم جميعًا.
وعقد وفد الجبهة سلسلة من اللقاءات خاصة مع الحزب الشيوعي الفنزويلي ومع أحزاب من البرازيل وجرى الحديث عن الانتخابات وضرورة دعم المرشّح لولا دا سيلفا، كما جرى الاجتماع مع الكتلة الوطنية الجاليقية، والحزب الشيوعي لشعوب إسبانيا، ومع أحزاب من إيرلندا، ومع الحزب الشيوعي الشوبشري.
وعُقد خلال المهرجان لقاءً بين الحزب الشيوعي البرتغالي والجبهة الشعبيّة التي مثّلها في هذا المهرجان الرفيق البدوي، وكان اللقاء جيدًا وعبَّر الحزب عن دعمه الكامل لفلسطين وللعلاقة الخاصّة مع الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، وكان للندوات دورًا مهمًا، حيث أكَّدت على ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط خاصّة في هذه المرحلة التي تصعّد فيها الإمبرياليّة بقيادة أميركا والاتحاد الأوروبي وفي ظل دورهم الحالي في أوكرانيا، وكيف يستفيد الكيان الصهيوني من هذا الاجرام ويزيد من جرائمه في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة من خلال القتل المتعمّد داخل أراضي الداخل المحتل عام 1948، ومن خلال الاعتقالات المستمرة في الضفة المحتلة.
وشدّد الرفيق البدوي على أنّه لن يتم السلام في الشرق الأوسط أو المنطقة العربيّة إلّا من خلال إقامة الدولة الفلسطينيّة العلمانية كاملة السيادة على كل التراب الفلسطيني أي من البحر إلى النهر ودحر الكيان الصهيوني، وفلسطين هي الحل الوحيد لإقامة السلام في المنطقة، والشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أي شبرٍ من أراضيه لأن هناك كيان "إسرائيلي" مصطنع والسلام يتم من خلال إزالة هذا الكيان وإقامة الدولة الفلسطينيّة، وفقط بالمقاومة والوحدة الفلسطينيّة نستطيع الدفاع عن شعبنا.
وانتقد البدوي في مداخلاته العديدة الأصوات الفلسطينيّة التي تدافع عمَّا يُسمى خيار "حل الدولتين" أو التسوية السياسيّة، أو الدعوات التي تقسّم بين القدس الشرقية والغربية، مؤكدًا أنّ مدينة القدس موحّدة لا شرقية ولا غربية، وأنّها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني.
وأكَّدت الشعبيّة أنّها ستستمر في طريق المقاومة ولن تتنازل عن هذا الطريق الذي هو السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينيّة، فيما جرى التركيز على معاناة الأسرى وسياسة الإهمال الطبي واعتقال الأطفال والنساء، فيما تطرّق الحديث إلى الرفيق الأسير المحرر بلال كايد الذي أضرب سابقًا عن الطعام لمدة 70 يومًا، وعن الأسير البطل خليل عواودة، مؤكدةً أن انتهاج الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري هدفها محاولة فاشلة لتحييد المناضلين المؤثرين عن مواصلة نضالهم الميداني.
وخلال اللقاءات، جرى الحديث عن جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المقدسات الفلسطينيّة، ومهاجمة القرى والمخيمات التي كانت تتبعها النازية من خلال محاصرة القرى وبدء القتل والاعتقالات، كما جرى الحديث عن صمود شعبنا في الضفة الغربية من شمالها إلى جنوبها، والحديث عن غزة التي وضعت أنف الاحتلال في الوحل من خلال مقاومتها وصمودها الأسطوري.
كما تم الحديث عن ملاحقة الصيادين في غزة وكافة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا في غزة، وعن صمت ما يُسمى بالمجتمع الدولي الذي يدعم الكيان الصهيوني في ظل أنّ شعوب العالم تدعم القضية الفلسطينيّة، وهناك أسلوب "تدليل" لهذا الكيان الذي يرتكب الجرائم يوميًا بحق شعبنا، وهذا المجتمع لا يدعم الاحتلال فقط بل يصنف مقاومة شعبنا بـ"الإرهاب"، وأكَّدت الشعبيّة خلال اللقاءات أنّ الدفاع عن النفس ومقاومة شعبنا لا تُسمى "إرهابًا".
ووجّه وفد الجبهة خلال اللقاءات المختلفة، التحيّة إلى الشعب البرتغالي من خلال الحزب الشيوعي، والتحيّة إلى كل شعوب العالم من خلال أحزابها المتواجدة في هذا المهرجان الكبير.
