عقدت اللجنة التنفيذية للجبهة العربية التقدمية اجتماعًا لها في لبنان وناقشت خلاله العديد من المواضيع والقضايا الهامة.
وخلال الاجتماع، قدّمت اللجنة عرضًا نقديًا للأوضاع السياسيّة العربيّة، والانهيارات المتلاحقة على مختلف المستويات، وما تتعرض له المجتمعات العربية من تدمير ممنهج على يد القوى الامبريالية والرجعية العربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في ظل تخاذل الأنظمة العربية وتبعيتها بالكامل للخارج من جهة، وغياب حركة تحرر عربية وازنة وفاعلة من جهة أخرى، مما يستدعي التأكيد على أهمية المشروع السياسي والفكري للجبهة العربية التقدمية، وتفعيل عمل الجبهة وتوسيع نشاطاتها، وتكثيف التواصل بين مكوناتها، والحوار مع القوى والهيئات والشخصيات العربية القومية والوطنية بهدف بناء القوة لمواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية.
كما قيّم المجتمعون عمل الجبهة خلال المرحلة الماضية منذ المؤتمر التأسيسي عام ٢٠١٦ ولغاية اليوم، والاضاءة على عناصر القوّة وعناصر الضعف خلال تلك المسيرة النضالية، وكيفية مواجهة ما تعرّضت له من بعض الإخفاقات والتأكيد على أهمية مشروع الجبهة الفكري والسياسي بإعادة بناء حركة تحرر عربية تقدمية جديدة.
واتفق المجتمعون على إعداد ونشر وثيقة سياسية فكرية جديدة تستكمل الوثائق السابقة التأسيسية، وذلك على ضوء المتغيرات والتطورات والتحولات السياسية على المستويات المحلية والاقليمية والدولية، والمخاطر التي تهدد الوطن العربي وتدفع إلى مزيد من التمزق والتفتيت والانهيارات والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، والتأكيد على مواقف الجبهة الثابتة باعتبار القضية الفلسطينية هي محور نضالات الجبهة بكل مكوناتها ومن صلب مرتكزاتها، مما يتطلب الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية وتفعيل دورها، و المطالبة بتحرير كافة الاسرى من سجون العدو، ومكافحة كل أشكال التطبيع مع هذ العدو، ووضع آليات للمواجهة.
كما شدّد المجتمعون على ضرورة تحديث الهيكلية التنظيمية، وتشكيل فروع للجبهة في مختلف الأقطار العربية، وانشاء موقع الكتروني فاعل يساهم في نشر الوعي وايصال أهم الأبحاث والدراسات التي تتقاطع مع توجهات الجبهة، ليكون منبرًا للمثقفين العرب، والتأكيد على دور الشباب العرب في عملية تحديث وتطوير المشروع القومي العربي النهضوي، ووضع اليات العمل لتفعيل هذا الدور.
وأكَّد المجتمعون على إعادة التواصل مع كافة الهيئات التي شاركت في الأعمال التحضيرية والتأسيسية للجبهة من مختلف الساحات العربية ودعوتهم للانخراط في صفوف الجبهة، والتواصل مع كافة القوى العربية والاقليمية، التي تجمعنا بهم قواسم مشتركة، بهدف إطلاق أوسع جبهة لمواجهة المشروع الأميركي ولكل التحديات الخارجية للأمة العربية، وتفعيل العلاقات مع الاتحادات المهنية العربية على مستوى اطاراتها القائمة، والتماهي والدعم الكامل لكل الجمعيات والهيئات المكافحة ضد التطبيع على مختلف الساحات.
وأعلن المجتمعون البدء بالإعداد والتحضير للمؤتمر العام للجبهة، بعد انجاز كافة المهام والمقررات السابقة، على أن يحدد المكان والزمان في اجتماع اللجنة التنفيذية القادم.
