قالت جبهة العمل الطلابي التقدمية، اليوم السبت، إنّ "السمات الطبقية التي باتت تتسّم بها إدارات الجامعات والإمعان في حرمان أبناء الفقراء والمسحوقين من حقهم في اختيار مسارات تعليمهم التي حددتها مقدراتهم العلمية هي أقسى أشكال الفساد والإفساد للمجتمع الفلسطيني، ولم تكتفي قوى البغي والسلطة بذلك بل ذهبت لمطاردة فقراء شعبنا في حقهم بالتعليم حتى في تلك التخصصات التي فرضتها سياسات تسليع التعليم، حيث تتفنن إدارات الجامعات في وسائل تعظيم ربحها واستنزاف الطلبة وأسرهم عبر ممارسة سياسات وإجراءات وصلت حد أن تكون مخالفة حتى لاقتصاديات السوق الرأسمالي المتوحّش".
ولفتت جبهة العمل في بيانٍ لها، إلى أنّ "تلك السياسات والإجراءات المتمثلة بالدرجة الأولى برفع الرسوم الجامعية بالأشكال والأساليب المتعددة لتتحايل من خلالها وتمارس السطو المنظم على جيوب الفقراء من رفع سعر الساعة التعليميّة وارغام الطلبة على دفع تكاليف خدمات لا تعود لهم بأي منفعة إلى رفع وتثبيت سعر صرف الدينار وهي العملة الأساسية لدفع الرسوم في كافة الجامعات، وإن السياسة والاجراءات التي تُمارسها إدارات الجامعات، إنما هي سياسات مخالفة حتى لاقتصاديات السوق الرأسمالية المتوحش".
وأشارت إلى أنّه "وفي الآونة الأخيرة اتخذت إدارة جامعة القدس المفتوحة مجموعة من الإجراءات التي صدرت من خلالها ما تسميه أزماتها الداخلية على الطلبة وأسرهم، من خلال رفع رسوم حجز المقعد الجامعي لثلاث مائة شيكل وتثبيت سعر صرف الدينار بـ 5,5 شيكل وإجبار الطلبة على دفع رسومهم بالشيكل، حيث كان الأجدر بجامعة وطنية أن تحارب وتقاوم أحد أدوات الهيمنة والاستيطان الصهيوني الإرهابي لا أن تجعله أحد أدواتها لتعظيم الجباية وممارسة السطو على جيوب الفقراء، كان على جامعة أسسها شعبنا بأمواله وغطاء مؤسسته الوطنية منظمة التحرير الفلسطينية أن تتمسك بواجباتها الوطنية التي انطلقت لأجلها، أن تسخّر عقولها لخدمة متطلبات وحاجات المجتمع الفلسطيني في مسيرة الصمود والتحرير".
وتابعت الجبهة: "نحن وإياكم اليوم مدعوون لاستنفار كافة طاقاتنا في مواجهة هذا القرار الظالم وهذه الممارسات التي إن كُتب لها أن تمر أو مرت بسلام ستفتح شهية ممارسيها للمزيد من الإجراءات التي ستوسع من دوائر المحرومين من التعليم في كافة المؤسسات التعليمية على أساس طبقي يحرم الفقراء حقوقهم حتى من الالتحاق بالتخصصات التي فرضتها الرسوم بديلاً عن الكفاءة والمقدرة العلمية التي باتت تدفع الشباب للهجرة القسرية بحثاً عن حقهم بالتعليم كما العمل".
ودعت الجبهة كافة "الرفاق والأخوة في الأطر الطلابية للنضال والعمل المشترك لإسقاط هذا القرار ورفض كل الحلول التي تحاول إدارة الجامعة تمريرها احتيالاً وتشريعاً للسطو على جيوب الفقراء"، فيما دعت "طالباتنا وطلابنا لمقاطعة التسجيل بالجامعة وفروعها حتى إسقاط القرار والعودة إلى ما قبل تاريخ 12/2018".
كما دعت جبهة العمل "أولياء الأمور والطلبة للاعتصام الرافض للقرار وذلك يوم الاثنين الموافق 12/9/2022 الساعة الحادية عشر صباحًا أمام رئاسة الجامعة تل الهوا - بمدينة غزة".
كما أكَّدت جبهة العمل على أنّ "الحق في التعليم المجاني للجميع حق مكفول، كما الحق في تكافؤ الفرص بعيدًا عن سياسة التمييز بين طالبٍ وآخر".
