مقدمة
تتناول هذه الدراسة المعنونة ب "أزمة الحكم في إسرائيل" خارطة الأحزاب "الإسرائيلية" الممثلة في الكنيست الرابعة والعشرين، التي تشكلت بعد الانتخابات البرلمانية (23 مارس 2021)، وتقدم الدراسة شرحًا للمسار السياسي للأحزاب "الإسرائيلية"، وكذلك التغيرات الحاصلة على بنيتها التنظيمية، من حيث اختفاء بعضها وظهور أخرى بتحالفات وقوائم جديده، وحجم تمثيل كل حزب وتأثيره في الحياة السياسية الإسرائيلية، وتوقعات النتائج التي ستفرزها الانتخابات القادمة، وأثر تلك النتائج في إنهاء أو استمرار حالة التشرذم والانقسام السياسي والحكومي في دولة الاحتلال، كما تحاول الدراسة وضع تصور لسيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة والخيارات المتاحة أمام الأحزاب لتحالفات تفضى إلى تشكيل الحكومة.
(ملحق لهذا البحث دراسة مفصله للأحزاب "الإسرائيلية"، من حيث نشأتها وأيديولوجيتها وخطها السياسي وحجم تمثيلها في الكنيست وتأثيرها في القرار السياسي).
قانون انتخابات الكنيست
تم إقرار هذا القانون سنة 1958، وينص على تحديد طريقة تنظيم وتسجيل الأحزاب والمرشحين،
ووضع القانون شروطًا للترشح والتصويت منها:
* يتم انتخاب الكنيست في انتخابات عامة سرية ومباشرة كل 4 سنوات.
* الحق بالترشح للانتخابات للقوائم الحزبية ومرشحي الأحزاب لا على الترشح المستقل للأفراد.
* كل مواطن "إسرائيلي" عمره 18 سنه وأكثر يحق له التصويت ما لم تحرمه المحكمة، بموجب القانون.
* كل مواطن "إسرائيلي" عمره 21 سنة وما فوق، يحق له الترشح لانتخابات الكنيست، بموجب التقييدات المنصوص عليها في القانون:
- عدم الاعتراف بدولة "إسرائيل" كدولة يهودية وديمقراطية
- التحريض على العنصرية
- دعم الكفاح المسلح ضد دولة "إسرائيل".
- تجري انتخابات الكنيست كل 4 سنوات لاختيار نواب يشغلون الـ 120 مقعدًا، وينبغي أن يتخطى الحزب المترشح للانتخابات نسبة الحسم المنصوص عليها في القانون الانتخابي البالغة 3.25% من أصوات الناخبين، والتي تؤهله الدخول للكنيست.
آلية تأليف الحكومة
بعد فرز أصوات الناخبين في بداية نوفمبر المقبل، فإن رئيس الدولة هيرتسوغ، سيحدد شخصية النائب الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة، ضمن مهلة تستمر 28 يومًا، يمكن تمديدها إلى 14 يومًا إضافية بموافقة رئيس الدولة. وفى حال فشل هذه المكلَّف، يكلف رئيس الدولة شخصية أخرى بتشكيل الحكومة ضمن مهلة تستمر 28 يومًا أيضًا. وإذا فشل المكلف الثاني بتشكيل الحكومة، يمكن لرئيس الدولة أن يعيد الأمور إلى الكنيست الذي سيقرر، إما تكليف شخصية مدعومة من 61 من أعضاء الكنيست الـ 120 بتشكيل الحكومة، أو الإعلان عن حلّ الكنيست والعودة لصناديق الاقتراع للمرة السادسة، وبالتالي فإن الانقسام والاستعصاء السياسي سيبقى سيد الموقف.
تصنيف الأحزاب
إن أبرز ما تتميز به الساحة السياسية الإسرائيلية هو تعدد الأحزاب وتبدلها، ومرجع هذا التعدد يعود إلى التركيبة المتناقضة للمجتمع الصهيوني، والتفاوت الظاهر بين مختلف طبقاته وفئاته، التي هي عباره عن خليط غير متجانس من الجماعات ذات الأصول المتباعدة والاتجاهات المتباينة، عنصريا، ودينيا، وثقافيا وفكريا. وكان من الطبيعي أن يؤدى هذا التنافر إلى أن تعبر كل فئه أو جماعه عن نفسها في حزب سياسي لحماية مصالحها السياسية والاجتماعية، بعد أن عزز النظام الانتخابي القائم، على أساس التمثيل النسبي الكامل، ما يكفل إلى حد ما تمثيل كافة الأحزاب، تمثيلًا يتناسب مع حجمها.
اتفق الكثيرون على تصنيف الأحزاب الصهيونية إلى يمينيه، ويساريه، وليبرالية وسطية، ودينية، وعلمانية، استنادا إلى منطلقاتها الأيديولوجية، بيد أنه من الصعب القطع بصحة هذا التصنيف، ذلك أن كافة الأحزاب السياسية الصهيونية في إسرائيل تشترك في أيديولوجية واحدة، هي الأيديولوجية الصهيونية العنصرية التي تحمل هدف واحد هو الدفاع عن دولة الاحتلال ومصالحها، باعتبار أن مصالح الكيان يجب أن توضع فوق أية اعتبارات أخرى.
تتعرض الأحزاب الإسرائيلية لتغييرات كبيرة في تركيبتها القيادية والتنظيمية في كل دورة انتخابية، ويمكن أن تختفي أحزاب وتظهر أحزاب وقوائم بمسميات جديده ولأغراض انتخابية بحته، إما لزيادة حصتها في التمثيل وجذب الناخب الإسرائيلي، أو تخوفًا من عدم امكانية تجاوز نسبة الحسم المرتفعة كما يحصل الآن مع حزب أمل جديد بزعامة جدعون ساعر، والذي انضم إلى قائمة المعسكر الجديد، بعد فشله في تخطى عتبة الحسم حسب نتائج استطلاعات الرأي.
التشرذم الحزبي وحالة الاستعصاء السياسي
بعد قرار الكنيست الصهيوني بحل نفسه في 30-6-2022 والموافقة على تخصيص الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم موعدًا لانتخابات مبكرة، هي الخامسة التي تُجرى في "إسرائيل"، خلال أقل من 4 سنوات، ما زالت الحالة الحزبية الإسرائيلية متشرذمة أكثر من أي وقت مضى، وتحديدًا مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة للكنيست المقررة في الأول من نوفمبر المقبل. وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي استمرار حالة الاستعصاء السياسي والانقسام، والذي لا يشير إلى إمكانية حدوث حالة اختراق لكلا التحالفين.
استطلاعات الرأي وتوزيع المقاعد
تشير نتائج استطلاعات الرأي المختلفة إلى حصول تحالف الأحزاب التابعة لرئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو على 60 مقعدًا، مما يحد من إمكانية نجاحه في تشكيل حكومة إسرائيلية مقبلة. أما تحالف أحزاب الوسط واليسار والقائمة العربية الموحدة وليبرمان اليميني (التحالف المناهض لنتنياهو) بقيادة رئيس الحكومة الحالي يائير لبيد وحليفه اللدود وزير الجيش بيني غانتس، فتوقعت الاستطلاعات حصوله على 56 مقعدًا، فيما القائمة العربية المشتركة بزعامة أيمن عودة، تحصل على 4 مقاعد.
وهنا تتضح حالة التساوي تقريبًا بين الفريقين المتنافسين وعدم تمكن كلاهما من الوصول للنسبة المطلوبة التي تؤهله لتشكيل الحكومة. وعلى صعيد عدد المقاعد التي من المتوقع أن يحصل عليها كل حزب مرشح للانتخابات، فالتغيرات في استطلاعات الرأي الأخيرة خلال الشهرين الماضيين ليست كبيره مقارنة بالاستطلاعات السابقة، حصلت قائمة الليكود على 32 مقعدًا، وكان الليكود قد حصل على 30 مقعد في انتخابات 2021، أي بزيادة مقعدين، وخسارة ثلاثة مقاعد عن الانتخابات التي سبقتها، وحصلت قائمة رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد "هناك مستقبل" على 24 مقعد، وكانت قد حصلت القائمة على 17 مقعد في الانتخابات الماضية، صعود كبير ليائير لبيد بفارق 7 مقاعد، وقد ساعد في تحقيق هذا الصعود وجوده كرئيس للوزراء. تليه قائمة "الصهيونية الدينية" التي يتزعمها بتسليئيل سموتيرتش (تحالف الصهيونية الدينية مع القوة اليهودية بزعامة ايتمار بن غفير) على 13 مقعد (بزيادة 7 مقاعد وهذه الزيادة تعبر أشد تعبير عن انحياز المجتمع الصهيوني لليمين والعنصرية، وخاصة بين الجيل الشاب). بينما حصلت قائمة وزير الجيش بيني غانتس "معسكر الدولة" (تحالف أزرق أبيض غانتس، مع أمل جديد بزعامة جدعون ساعر، إضافه الى رئيس الأركان السابق جادي ايزنكوت) على 12 مقعد، بخسارة مقعدين، حيث كان قد حصل حزب أزرق أبيض على 8 مقاعد، وحزب أمل جديد على 6 مقاعد في انتخابات 2021. يليه أحزاب "شاس" 8 مقاعد، حصل على 9 مقاعد سابقا، و"يهدوات هتوراة" 7 مقاعد دون تغيير جوهرى وهي أحزاب محسوبة على المتدينين "الحريديم" الموالين لنتنياهو، فيما حصل حزب إسرائيل بيتنا " اليميني الليبرالي" على 6 مقاعد بخسارة مقعد واحد، أما حزب العمل "يسار الوسط" حصل على 5 مقاعد، بخسارة مقعدين لصالح معسكر الدولة وغانتس، في حين حصل ميرتس "اليساري" على 5 مقاعد، بتراجع مقعد واحد عن الانتخابات السابقة، والقائمة المشتركة حداش وتاعل (تحالف الجبهة أيمن عوده والقائمة العربية للتغيير أحمد الطيبي) حصلت على 4 مقاعد، بخسارة مقعدين بعد انفصال التجمع الديمقراطي- سامى شحادة - عن القائمة المشتركة وإعلانه الترشح بشكل منفرد، والجدير ذكره أن الأحزاب العربية عندما توحدت جميعها في قائمه واحدة حصلت في انتخابات عام 2020 على 15 مقعد، وهذا التراجع يدلل على عزوف الناخب العربي عن المشاركة في الانتخابات لأسباب كثيرة، أهمها حالة الانقسام والشعور بخيبة الأمل من الأحزاب جميعها والتي لم يكن لها تأثير في تحسين أوضاع العرب في الداخل المحتل. والقائمة العربية الموحدة الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية بزعامة منصور عباس، حصلت على 4 مقاعد، هي نفس عدد المقاعد التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة. وبالنسبة لحزب التجمع الديمقراطي سامي شحادة (عزمي بشارة سابقًا)، فإن كافة استطلاعات الرأي ترجح عدم تمكنه من تخطى عتبة الحسم (بعد السماح له بالمشاركة في الانتخابات من قبل المحكمة العليا)، وكذلك الحال مع حزب البيت اليهودي الروح الصهيونية اليميني بزعامة وزيرة الداخلية ايليت شاكيد الذي حصل على ما دون 2%، وهي نسبة أقل من نسبة الحسم البالغة 3.25%.
مما سبق نستنتج أن التحالفات (معسكر نتنياهو واليمين الديني - مقابل معسكر لابيد غانتس وأحزاب الوسط واليسار ومنصور عباس)، ستبقى على حالها حتى إعلان نتائج الانتخابات وحينها سيتحدد شكل التحالفات الجديدة، إما أن تبقى على حالها أو ستغير من تحالفاتها تبعًا للمصالح الحزبية وتوازنات القوى.
خمس جولات انتخابية في أقل من 4 سنوات وما زالت حالة الاستعصاء السياسي مستمرة
الجولات الانتخابية للكنيست في الفترة من إبريل 2019 وحتى الانتخابات الرابعة في 23 مارس 2021، وستكون الجولة القادمة من انتخابات الكنيست ال 25 في نوفمبر القادم رقم 5، في الفترة من إبريل 2019 وحتى نوفمبر 2022.
الجولة الأولى
- 9 إبريل/ نيسان 2019
فاز حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو بـ 35 مقعدًا، من أصل 120، هم إجمالي عدد مقاعد البرلمان. وحصل منافسه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض"، برئاسة بيني غانتس وشريكه يائير لابيد، على 35 مقعدًا أيضًا. لكن كلا الفريقان فشلا في تشكيل حكومة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة ثانيه.
الجولة الثانية
- 17 سبتمبر/أيلول 2019
حصل تحالف "أزرق أبيض" بزعامة غانتس ولابيد، على 33 مقعدًا، والليكود على 32. لكن، كلا الحزبين فشلا مجددًا في تشكيل حكومة في المدة القانونية المحددة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة ثالثة.
الجولة الثالثة
- 2 مارس/آذار 2020
فاز "الليكود" بأكبر عدد من المقاعد (36 مقعدًا)، وحصل منافسه تحالف "أزرق أبيض" على 33. وفي البداية، فشل كلا الحزبين في تشكيل حكومة، لكن نتنياهو وغانتس، اتفقا لاحقًا على تشكيل حكومة بالتناوب.
لم تصمد الحكومة كثيرًا، جراء عدم القدرة على إقرار الميزانية والخلافات بين نتنياهو وشريكه غانتس، وتم حلّ الكنيست في ديسمبر/كانون الأول، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة رابعة.
الجولة الرابعة
- 23 مارس 2021
فاز "الليكود" بأعلى الأصوات (30 مقعدًا)، وتفكك تحالف "أزرق أبيض" بين لابيد وغانتس، ولكن نتنياهو فشل أيضًا في تشكيل حكومة. وفي المقابل، وبجهد كبير ومتواصل من يائير لابيد أسفر اتفاق بين 8 أحزاب - مناهضة لاستمرار ولاية نتنياهو رئيسًا للوزراء - عن إعلان الائتلاف الحكومي الأخير، في 13 يونيو/حزيران 2021، بعد مصادقة الكنيست عليه بالأغلبية.
ويتكون الائتلاف من أحزاب غير متجانسة، جمعها هدف واحد، هو الرغبة في إزاحة نتنياهو من السلطة، والأحزاب هي "يمينا" (حزب يميني) بقيادة بينيت 7 مقاعد، و"هناك مستقبل" (وسط) بقيادة لابيد 17 مقعد، و "أمل جديد" (يمين) بقيادة الليكودي السابق جدعون ساعر 6 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" (يمين قومي ليبرالي معادي للمتدينين اليهود) بقيادة أفيغدور ليبرمان 7 مقاعد. كما ضم الائتلاف أحزاب "أزرق أبيض" (وسط) بقيادة بيني غانتس 8 مقاعد، و"العمل" (وسط) بقيادة ميراف ميخائيلي 7 مقاعد و"ميرتس" (يسار)، بقيادة نيتسان هيروفيتس (زهافا جالؤون حاليًا) 6 مقاعد، إضافة إلى القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس 4 مقاعد، داعمًا للحكومة من الخارج.
وقد تعرض الائتلاف للكثير من المصاعب، أهمها عدم القدرة على تمديد العمل بقانون أنظمة الطوارئ في 7 يونيو/حزيران 2022، والذي يعامِل المستوطنين بالضفة، معاملة الإسرائيليين قانونيًا، ويعامل الفلسطينيين بالضفة بقانون الطوارئ العنصري الذي وضعته بريطانيا فترة الانتداب، وهذا القانون يتم التصويت عليه كل خمس سنوات في الكنيست لتمديد سريانه، وأدى ذلك إلى حل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة خامسة في الأول من نوفمبر 2022.
السيناريوهات المتاحة أمام الفريقين لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات
تنقسم الأحزاب الإسرائيلية إلى فريقين، الأول يريد عودة بنيامين نتنياهو مجددًا إلى رئاسة الحكومة، والثاني يسعى جاهدًا إلى استبداله بكل قوه، ولكل فريق خياره لتشكيل الحكومة، وفى حال فشل كلاهما في تشكيل الحكومة يتم اللجوء للخيار الأخير وهو حل الكنيست والذهاب لانتخابات سادسة، ومن خلال قراءة المشهد الإسرائيلي المعقد واستطلاعات الرأي، تظهر ثمّة ثلاث سيناريوهات شبه واقعية لتشكيل الحكومة:
السيناريو الأول: تشكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو
والسيناريو الثاني: أن يشكل تحالف لابيد الحكومة
أما السيناريو الثالث: فهو العودة إلى صناديق الاقتراع للمرة السادسة، وحسب ما تنشره استطلاعات الرأي والمحللين السياسيين في دولة الاحتلال، فإن إمكانية العودة لانتخابات سادسة واردة جدًا.
1/ السيناريو الأول: تشكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو
تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن معسكر نتنياهو قد يصل إلى 60 مقعدًا، ولكنه يبقى بحاجة إلى مقعد للوصول إلى 61 صوت، المطلوبة للحصول على حكومة تنال ثقة الكنيست، وأمام معسكر نتنياهو عدة خيارات يمكن أن يلجأ لها:
أولًا: أن تتخطى حليفته ايليت شاكيد عتبة الحسم، وهذا أمر صعب، ولكن ليس مستبعدًا، لأن كافة استطلاعات الرأي تعطيها نسبة أقل من 2% وهي تحتاج إلى 3.25% للوصول إلى الكنيست، كما ينص قانون الكنيست.
ثانيًا: إقناع قائمة "معسكر الدولة" يمين الوسط برئاسة بيني غانتس بالشراكة في تشكيل الحكومة، ويمكن أن يضحي نتنياهو بحليفه العنصري بن غفير (الذي لا يحظى بالقبول في دوائر صنع القرار في واشنطن وأيضًا هناك تحفظ كبير عليه من المنظمات اليهودية الرئيسية في أميركا)، ويمكن أيضًا في سبيل الوصول للحكومة أن يوافق على صيغه لرئاسة الحكومة بالتناوب بينه وبين غانتس، وهذا الأمر مستبعد كون غانتس لا يثق بوعود نتنياهو.
ثالثًا: إقناع أعضاء من "معسكر الدولة" مثل جدعون ساعر الليكودي الأصل بالانشقاق عن القائمة والانضمام إلى تحالف "الليكود".
رابعًا: أمام نتنياهو للحصول على المقعد لنيل الثقة، فهو الحصول على دعم القائمة الموحدة عباس منصور، سواء من داخل الحكومة أو خارجها، وهذا أمر مستبعد أيضًا، ليس لأن منصور عباس يرفض التحالف مع الليكود، ولكن لأن الأحزاب المتحالفة مع نتنياهو ترفض الشراكة مع الأحزاب العربية.
الأحزاب المتحالفة مع نتنياهو
"الصهيونية الدينية" 13 مقعد وحزب "شاس" اليميني، 8 مقاعد، وحزب "يهودوت هتوراة" اليميني، 7 مقاعد، المجموع 60 مقعد، إضافة لحزب "الليكود" 32 مقعد، مجموع مقاعد تحالف نتنياهو 60 مقعد.
2/ السيناريو الثاني: أن يشكل تحالف لابيد الحكومة
تشير توقعات استطلاع الرأي بحصول معسكر المعارضة الذي يقوده يائير لابيد على 56 مقعد، ولكنه خليط من الأحزاب غير المتجانسة سياسيًا وأيديولوجيًا، حيث يضم أحزاب من اليمين والوسط واليسار والعرب.
الأحزاب المتحالفة مع لابيد
ويتكون هذا المعسكر من "هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد الذي حصل على 17 مقعدا، في الانتخابات الماضية وتتوقع الاستطلاعات حصوله على 24 مقعد في الانتخابات القادمة و"معسكر الدولة" بزعامة بينى غانتس 12 مقعد، و"إسرائيل بيتنا" اليميني بزعامة أفيغدور ليبرمان 6 مقاعد، وحزب "العمل" الوسطي بزعامة ميراف ميخائيلى 5 مقاعد، وحزب "ميرتس" اليساري بزعامة زهافا جالؤون 5 مقاعد، والقائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس 4 مقاعد.
مجموع مقاعد الأحزاب التي تنوى التحالف مع لابيد 56 مقعد
- القائمة المشتركة عودة والطيبي 4 مقاعد
وأمام هذا المعسكر خيارين لتشكيل الحكومة:
* الأول بالإمكان، رفع عدد مقاعد هذا المعسكر إلى 61 مقعدا وأكثر في حال الحصول على دعم القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة، بحيث تكون داعمه لهذا التحالف من خارج الحكومة للوصول إلى 62 مقعدا، وهذا أمر صعب، ولكنه غير مستبعد، وخاصة بعد انسحاب قائمة التجمع الديمقراطي سامي شحادة من تحالف القائمة المشتركة التي تعارض بالمطلق تزكية كلا الفريقين، ويبدو أن الطيبي وعودة لديهم توجه بتزكية لبيد لرئاسة الحكومة لقطع الطريق على نتنياهو في العودة للسلطة مع فريقه اليميني والديني والعنصري
* الثاني: استمالة أحد الأحزاب الدينية المرتبطة مع نتنياهو، من خلال تقديم رشوة سياسية ومادية.
من المعروف أن الميل الغريزي للأحزاب الدينية هو التحالف مع اليمين، وليس اليسار والوسط، لاعتبارات سياسية وعقائدية ومصالح مادية، إلا أن تلك الأحزاب لا تستطيع الابتعاد عن مركز السلطة طويلًا، إذ تعتمد مؤسساتها الاجتماعية وشبكاتها التعليمية، اعتمادًا كبيرًا على المخصصات المالية الممنوحة لها ضمن الاتفاقية الائتلافية، وشاس هو الأقرب للتحالف من يهودوت هتوراة، لهكذا تحالف.
3/ سيناريو الفشل والدعوة لانتخابات سادسة
إن حالة الاستعصاء السياسي تجعل من فرص تشكيل الحكومة القادمة أمرًا صعبًا، وحينها فلا بديل عن التوجه إلى انتخابات عامة سادسة، وهذا مرجح كون استطلاعات الرأي لا تعطي نتائج تتيح إيجاد حلول للأزمة السياسية، وستحتاج الأحزاب إلى لخبطة تحالفاتها أو التوجه إلى انتخابات سادسة وحتى سابعة. وكما يقول أحد السياسيين الإسرائيليين: "الموقف مُركّب، فرص العودة إلى الانتخابات واردة جدًا، لأن الحالة السياسية الإسرائيلية تمكن السياسيين من الذهاب إلى انتخابات سادسة، وربما سابعة أيضًا"، "بمعنى، أننا لا نلمس غضبًا شعبيًا إسرائيليًا ضد أداء وسلوك السياسيين في إسرائيل، سواء نتنياهو أو غير نتنياهو، فالشعب نفسه منقسم انقسام السياسيين ولا يحسم الانتخابات".
ملحق
الخريطة السياسية والأيديولوجية للأحزاب "الإسرائيلية"
انتخابات الكنيست ال25
إن أبرز ما تتميز به الساحة السياسية الإسرائيلية هو تعدد الأحزاب وتبدلها، ومرجع هذا التعدد يعود إلى التركيبة المتناقضة للمجتمع الصهيوني، والتفاوت الظاهر بين مختلف طبقاته وفئاته، التي هي عباره عن خليط غير متجانس من الجماعات ذات الأصول المتباعدة والاتجاهات المتباينة، عنصريًا، ودينيًا، وثقافيًا، وفكريًا، وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا التنافر إلى أن تعبر كل فئه أو جماعه عن نفسها في حزب سياسي لحماية مصالحها السياسية والاجتماعية، بعد أن عزز النظام الانتخابي القائم، على أساس التمثيل النسبي الكامل، ما يكفل الى حد ما تمثيل كافة الأحزاب تمثيلًا يتناسب مع حجمها.
ما يقرب من 40 حزبًا إسرائيليًا مترشحًا لانتخابات الكنيست الصهيوني الخامسة والعشرون منها 13 حزبًا رئيسيًا، ويتوقع حسب استطلاعات الرأي أن يفوز منها 11 حزبًا وقائمة، وباقي الكتل لن تستطيع الوصول لعتبة الحسم والأحزاب هي:
1/ حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، وهو حزب يميني ليبرالي
النشأة والتأسيس تعود جذور الحزب الفكرية إلى ما قبل تاريخ تأسيسه، ويستمدها من الحركة القومية الليبرالية "بيتار" بزعامة "زئيف جابوتينسكي"، والتي شكلت المعارضة الرئيسية، في حينه لحزب "ماباي" بزعامة ديفيد بن غوريون.
تشكل الليكود باندماج حزبين، هما "حيروت" الذي أسسه "مناحيم بيغن" عام 1948 والحزب الليبرالي، ليشكلا، معًا حزبًا وسطًا يميل أكثر نحو اليمين وذلك عام 1973م؛ ويعرف حزب الليكود بأنه حزب صهيوني من اليمين الليبرالي، يؤمن بفكر المحافظين الجدد.
وصل الليكود إلى السلطة لأول مرة منذ تأسيسه عام 1977م، بفوز مناحيم بيغن على زعيم حزب العمل آنذاك شمعون بيريز، وبذلك كانت أول هزيمة لحزب العمل منذ تأسيس دولة "إسرائيل".
حكم حزب الليكود إسرائيل بين عامي 1977 و1984، ثم بين عامي 1986 و1992، وبين عامي 1996 و1999، ووصل الحزب إلى السلطة بين عامي 2001 و2005، بقيادة آرييل شارون، قبل أن ينشق الأخير ليشكل حزبًا جديدًا باسم "كاديما".
تقليديًا، عارض حزب الليكود الانسحاب من أي أراض احتلتها إسرائيل خلال حروبها مع الدول العربية المجاورة، كما دعم إقامة المستوطنات، غير أن عهوده شهدت أهم الانسحابات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، كما حدث في سيناء؛ بعد اتفاقيات كامب ديفيد مع الحكومة المصرية، و غزة بعد اتفاق أوسلو؛ الأمر الذي نجم عنه صراع فكري انتهى بانشقاق شارون وآخرون عن الحزب ليشكلوا حزب "كاديما".
أهم مبادئ الليكود:
1- حق إسرائيل في كامل أرض إسرائيل التاريخية: فلسطين وشرقي الأردن "وفق التصور اليهودي".
2- السلام مع العرب عبر مفاوضات مباشرة، دون الالتزام بأي قرارات مسبقة.
3- استمرار عمليات الاستيطان واسعة النطاق "في كل أرض إسرائيل المحررة"، حسب تعبير حزب الليكود.
4- التأكيد على الاقتصاد الحر والحد من تدخل الدولة.
قيادة الحزب:
تزعم حزب الليكود منذ نشأته مناحيم بيغن في الفترة ما بين 1973- 1983، ثم اسحق شامير ما بين 1983- 1993، ثم جاء اريئيل شارون ما بين 1999 – 2005، الذي انشق عن الحزب وشكل حزب كاديما، ليتولى بعدها بنيامين نتنياهو قيادة الحزب، حصل الحزب في الانتخابات الأخيرة عام 2021 على 30 مقعد، وتشير استطلاعات الرأي إلى امكانية حصوله على 33 مقعد، في الانتخابات القادمة، وخاض حزب الليكود الانتخابات الأخيرة عام 2021 بقائمة تضم 45 مرشحًا وحصل فيها على 30 مقعد.
2/ حزب “ييش عتيد” (هناك مستقبل)، ويرأسه رئيس الوزراء الحالى يائير لابيد
وينتمي هذا الحزب إلى يمين الوسط، وهو حاليًا على رأس أحزاب الائتلاف الحكومي والمعارض الأبرز لنتنياهو.
التأسيس
تأسس حزب هناك مستقبل في عام 2012 بزعامة يائير لبيد، قبيل الانتخابات للكنيست التاسعة عشرة، في شهر كانون الثاني/يناير من نفس العام، أعلن مؤسس الحزب، يائير لبيد، عن تخليه عن "شبكة الأخبار" التابعة للقناة الثانية الإسرائيلية، التي كان يعمل فيها، ودخوله المعترك السياسي، أعلن لبيد أنه لن ينضم إلى أحزاب "كديما" أو "حزب العمل الإسرائيلي"؛ وفي نهاية المطاف أقام حزب ييش عتيد "هناك مستقبل". وقد أعلن بأن حزبه سوف يهتم بالطبقة الوسطى، وسوف يعمل من أجل تغيير طريقة الحكم، وإتباع منهجية متساوية في التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وتغيير برنامج امتحانات البجاروت (التوجيهي)؛ ومنح محفزات للمساعدة في حل ضائقة الإسكان.
في تاريخ 29 نيسان سجل لبيد حزبه في سجل الأحزاب باسم "هناك مستقبل"، وفي 1 أيار عُقد المؤتمر الأول للحزب؛ حيث عرضت فيه النقاط الرئيسية في برنامج الحزب، وحسب دستور الحزب، يحدد لبيد بنفسه قائمة المرشحين للكنيست، وهو من يقرر في قضايا سياسية (مثل الانضمام إلى الائتلاف الحكومي)، ومن بين المنضمين إلى قائمة حزب "هناك مستقبل": يعقوب بيري، والحاخام شاي بيرون، ويعيل غرمن، وعوفر شيلح، ومئير كوهن.
البرنامج السياسي والموقف من القضية الفلسطينية
على المستوى السياسي ينادي حزب "هناك مستقبل" بحل دولتين لشعبين من خلال المفاوضات، ودعم المسيرة السلمية مع الحفاظ على القدس كعاصمة موحدة لدولة "إسرائيل".
يدعو حزب "هناك مستقبل" إلى محاربة الفساد العام، وتقوية حكم القانون والحفاظ على مكانة محكمة العدل العليا؛ ويدعو الحزب كذلك إلى وضع دستور جديد في إسرائيل، ويعرض تغيرات في طريقة الحكم، ومن ضمنها: رفع نسبة الحزب حتى 6%، وعدم إمكانية إسقاط الحكومة إلا باقتراح حجب ثقة شامل وبأغلبية 70 عضو كنيست.
ينادي الحزب بالمساواة في التجنيد بالجيش، وحسب برنامج الحزب، فإنه خلال خمس سنوات سوف يكون كل يهودي-إسرائيلي في جيل التجنيد جنديًا في الجيش، أو عوضًا عن ذلك سوف ينضم إلى نظام الخدمة المدنية، أما العرب في إسرائيل فلن يتم إلزامهم بالخدمة العسكرية أو المدنية.
حصل في آخر انتخابات على 17 مقعد وحل ثانيًا بعد الليكود في انتخابات الكنيست الدورة 24 عام 2021، وعندما لم يستطع بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة يمينية، تم تكليف لبيد بتشكيل الحكومة واستطاع لبيد جمع 8 أحزاب من اليمين واليسار والعرب، بما مجموعه 61 مقعد، وهو النصاب اللازم لتشكيل الحكومة، وحتى ينجح في ذلك تنازل لزعيم حزب يمينا نفتالى بينت الحاصل على 7 مقاعد فقط، بالتناوب على رئاسة الحكومة على أن يتولى بينت رئاسة الحكومة في الدورة الأولى. وبسبب عدم التجانس للحكومة والخلافات، داخل حزب يمينا على قضايا سياسية، من أهمها تمديد قوانين الطوارئ في الضفة انهارت الحكومة، قبل أن تكمل عامها الأول واتفق لبيد مع بينت على حل الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر 2022، وتتوقع معظم استطلاعات الرأي بحصول قائمة لابيد على 24 مقعد بعد الليكود.
3/ حزب معسكر الدولة (أزرق أبيض سابقا) بزعامة بيني غانتس
تشكّل هذا التحالف في أوائل عام 2019 من ثلاثة أحزاب وسطية هي “حوسن ليسرائيل” برئاسة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني جانتس، و”تيلم” بقيادة وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون، و”يش عتيد” بقيادة وزير المال في حينه يائير لبيد، وترأسه بيني غانتس. وظلت هذه الأحزاب المشاركة محافظة على تحالفها في انتخابات سبتمبر 2019 ومارس 2020، إلا أن انضمام غانتس إلى حكومة تحالف مع نتنياهو أدّى إلى تفكّك التحالف، ليخوض حزب غانتس «حوسين ليسرائيل» هذه الانتخابات منفرداً مع حفاظه على اسم القائمة «كحول لافان» أزرق أبيض.
الخط السياسي
أصدر حزب أزرق أبيض عام 2019 طرحه السياسي، عارضًا مواقفه حيال المسائل السياسية الكبرى في ملف مفصل، يشمل تعهدات بالحفاظ القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، واستمرار السيطرة الإسرائيلية في غور الأردن، والحفاظ على الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية؛ بالإضافة إلى استعداد الحزب لخوض المفاوضات مع الفلسطينيين؛ ”وأن مرتفعات الجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وأنه سيعرض أي قرار تاريخي على الشعب بواسطة استفتاء، أو سيتم المصادقة عليه في الكنيست عبر أغلبية خاصة، تقدم الحزب الذي ينتمي إلى تيار الوسط بـ 10 مرشحين في الانتخابات الأخيرة 2021، وحصل على 8 مقاعد، وحاليًا وبعد دمج حزبي أزرق أبيض وأمل جديد جدعون ساعر وانضمام رئيس الأركان الأسبق جادى إيزنكوت إلى الحزب الجديد، والذى تم الاتفاق على تسمية قائمته المرشحة للانتخابات باسم معسكر الدولة أو المعسكر القومي من المتوقع أن تحصل قائمته في الانتخابات القادمة على 12 مقعد.
4/ حزب “هتسيونيت هدتيت” (الصهيونية الدينية)
يتزعمه اليهودي المتشدد بتسلئيل سموتريتش وهو حزب قومي يميني ديني متشدد، انضم إليه حزب القوة اليهودية بزعامة العنصري المتطرف ايتمار بن غفير، ويرفض بالمطلق قيام دولة فلسطينية، ويؤيد نتنياهو.
خاضت قائمة «الصهيونية الدينية» انتخابات الكنيست الـ24 للمرة الأولى، وضمت في حينه ثلاثة أحزاب صهيونية يمينية فاشية، وهي: حزب «الاتحاد الوطني- تكوما» بقيادة بتسلئيل سموتريتش الذي يرأس القائمة، وحزب «عوتسما يهوديت» بقيادة العنصري إيتمار بن غفير، وحزب «نوعام» بقيادة آفي ماعوز.
تشكّلت القائمة بوساطة من زعيم «الليكود»، بنيامين نتنياهو، الذي قدّم وعودًا لهذه الأحزاب بمنحها مناصب وزارية إذا ما كُلّف بتأليف الحكومة، مقابل أن تدعم معسكره وتقوّض الإجراءات القضائية ضده.
يعارض الحزب الصهيوني الديني أي تنازلات عن الأراضي المحتلة، بعض أعضاؤه يؤيدون ضم الضفة الغربية كلها، أو ضم المنطقة ج في الضفة الغربية فقط، والتي تشكل 63% من أراضي الضفة الغربية. يعارض الحزب زواج المثليين لأسباب دينية، وحصل حزب الصهيونية الدينية على 6 مقاعد في آخر انتخابات وتتوقع استطلاعات الرأي أن يزيد من عدد مقاعده في الانتخابات القادمة إلى 13 مقعد بعد الاتفاق بين سموتريتش وبن غفير على خوض الانتخابات بقائمة موحدة، والسبب في تعاظم قوة حزب الصهيونية الدينية الذي يقوده سموتريتش وحزب القوة اليهودية الذى يتزعمه ايتمار بن غفير، هو جنوح الناخب "الإسرائيلي" نحو التطرف والعنصرية أكثر، وخاصة بين جيل الشباب.
5/ حزب “شاس” للمتدينين اليهود الشرقيين برئاسة آرييه درعي
وهو حزب اليمين الديني لليهود الشرقيين المتشددين ويؤيد نتنياهو. تأسس حزب شاس عام 1984 على يد الزعيم الديني اليهودي الحاخام عوفاديا يوسيف الذي ولد ب العراق في 24 سبتمبر/أيلول 1920.
حزب شاس جاء ردًّا على التمييز الذي شعرت به الشريحة المتدينة من اليهود الشرقيين "السفارديم" منذ قيام إسرائيل عام 1948، على يد نخبة اليهود الغربيين "الأشكناز" الذين احتكروا السلطة ومواقع النفوذ في إسرائيل.
في أبريل/نيسان 2014، وبعد حوالي 6 أشهر من وفاة عوفاديا يوسف المؤسس والزعيم الروحي للحزب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2013، خلفه الحاخام شالوم كوهين على رأس مجلس ديني يتحكم في الحزب، يعرف بمجلس حكماء التوراة، فيما يتزعم أرييه درعي -الذي ولد بالمغرب عام 1959- الحزب سياسيًا.
التوجه الأيديولوجي
هو حزب يميني ديني يؤيد فكرة المزج بين الديانة اليهودية ومؤسسات الدولة، ويدعو إلى تخصيص مساعدات مهمة لطلاب المدارس التلمودية.
يعود اسم الحزب إلى جزء من التلمود المسمى بالمشناة -المعرفة أو القانون الثاني وهي مجموعة الشرائع اليهودية الشفوية- وفيه 6 مباحث تسمى بالعبرية شيشا سيداريم -الأوامر الستة- تختصر في كلمة "شاس".
تقوم مبادئ الحزب على العناية بالقيم التقليدية لليهود واليهودية الأصولية في إسرائيل، والاستمرار في طريق حاخامات السفارديم، حسب الميراث اليهودي الشرقي، بالإضافة إلى تمثيل جمهور حراس التوراة والوصايا. كما يدعو حزب شاس إلى منع التمييز ضد الجمهور الديني الأصولي وتشجيع حب إسرائيل، وتربية أولاد إسرائيل على التوراة المقدسة، وذلك بالحفاظ على القيم اليهودية السفاردية، ونشر التوراة، وهو يؤكد على قدسية السبت والأعياد اليهودية، ويرفض تجنيد الفتيات في الجيش.
مواقفه السياسية تحتاج إلى مباركة مجلس حكماء التوراة ورئيسه، وهو يؤيد التفاوض مع الفلسطينيين، لكنه يرفض إيقاف الاستيطان، ويرفض التفاوض حول مستقبل مدينة القدس، ويطالب الدول العربية بتعويض اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم بعد هجرتهم.
الخط السياسي
حزب "شاس" فاعل سياسي مهم في الحياة السياسية في إسرائيل، وله قاعدة انتخابية واسعة من يهود السفارديم، تجعله رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية والائتلافات الحكومية منذ أول انتخابات شارك فيها عام 1984.
وفي انتخابات عام 1988 حصل على حقيبة وزارة الداخلية وحافظ عليها في انتخابات عام 1992.
أسس الحزب شبكة "أل همعيان" التعليمية عام 1985، وهي تتوفر على 400 فرع، وتقدم خدمات اجتماعية وتربوية لحوالي أكثر من 100 ألف نسمة، كما أسس جمعيات أخرى كـ"تأهيل السجين" و"يد للأبناء" و"العودة للأصل".
عارض إجراء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في كامب ديفيد عام 2000، كما عارض خطة الانسحاب من قطاع غزة صيف 2005، ورغم حصوله على 11 مقعد في انتخابات عام 2003، لم يشارك في حكومة أرييل شارون.
أصبح القوة الدينية الأولى في إسرائيل والقوة السياسية الثالثة، حيث حصل في انتخابات 2006 على 12 مقعدا بالكنيست ليحتل المرتبة الثالثة. تراجع قليلًا في انتخابات 2009، حيث حصل على 11 مقعد، ومثلها في انتخابات عام 2013، ولم يشارك في حكومة نتنياهو الذي وصفه زعيم الحزب أرييه درعي بالفاشل في التعامل مع الأزمات، وقال في حوار أجراه مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "إسرائيل تفتقر إلى زعيم وقيادة".
وفي انتخابات عام 2015، حصل على 7 مقاعد فقط، فيما حصل في انتخابات عام 2019 على 8 مقاعد، وفي انتخابات 2021، على 9 مقاعد، ما جعل منه ثاني أكبر حزب في المعارضة بعد "الليكود" الذي يقود كتلة الأحزاب اليمينية والمتدينة التي يعد شاس جزءا منها. خاض الحزب انتخابات الكنيست الأخيرة بقائمة ضمت 12 مرشحًا، وحصل على 9 مقاعد هي الأعلى، وتتوقع استطلاعات الرأي فوز شاس بحوالي 8 مقاعد في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
6/ حزب “يهودات هتوراة” بزعامة يتسحاك جولدكنوبيب (موشيه غافني سابقًا)
حزب يميني ديني سياسي إسرائيلي متشدد، يدعو لإقامة دولة يهودية تقودها القوانين الدينية، ويرفض المفاوضات مع الفلسطينيين.
التأسيس والنشأة
بدأت بوادر تأسيس حزب "يهودات هتوراه" أي التوراة الموحد كائتلاف حزبي قبيل انتخابات الكنيست عام 1988، وتشكل رسميًا عام 1992 من ثلاث حركات، أولها "أغودات إسرائيل" وتعني رابطة إسرائيل التي تمثل يهود الأشكناز، وثانيها "ديغل هتوراه"، أي راية التوراة التي تمثل اليهود الليتوانيين، والثالثة "موريا" نسبة إلى جبل موريا المقدس لدى اليهود، وتمثل طائفة من اليهود الأصوليين "الحريديم" من الأشكناز، ويدير مجلس حكماء التوراة المشكل من كبار الحاخامات الحركات الثلاث.
يعتبر الحاخام أليعزر شاخ ويعقوب ليتشمان، وأبراهام ربيتس من الشخصيات النافذة في الحزب، بالإضافة إلى قائده وزعيمه التاريخي رابي شاش.
التوجه الأيديولوجي
يتبنى الحزب توجها يمينيًا دينيًا متشددًا، ويعتبر أن تعاليم التوراة يجب أن تكون مرجع لسياسة إسرائيل على المستوى الداخلي والخارجي، ويدعو لضرورة إقامة دولة يهودية تحكمها القوانين الدينية، كما يرفض المفاوضات مع الفلسطينيين.
الخط السياسي
عبر مساره السياسي لم يشارك حزب "يهودات هتوراة"، إلا في حكومة تستجيب لمطالب ناخبيه، وقد عرف ببعده في الغالب عن تولي حقائب وزارية، والاكتفاء بموقع نائب وزير هربًا من تحمل المسؤولية السياسة لاعتبارات يقول أنها دينية.
حصل في انتخابات الكنيست (البرلمان) عام 2013 على سبعة مقاعد، ودخل مع حزب "شاس" في تكتل حزبي للتفاوض على موقع أفضل في الحكومة الائتلافية لزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، ومواجهة حزب "هناك مستقبل" مخافة مطالبته بتخفيض مزايا تقليدية يحصل عليها المتدينون المتشددون بشكل مستمر من ميزانية الدولة، وخاض الحزب الانتخابات الأخيرة بـ 14 مرشحًا، وحصل على 7 مقاعد، واستطلاعات الرأي تشير إلى امكانية حصوله على نفس النسبة.
7/ إسرائيل بيتنا وهو حزب ليبرالي يميني
تأسس عام 1999 بزعامة أفيغدور ليبرمان الذي انشق عن حزب «الليكود»، ويدعو إلى أن تكون إسرائيل «دولة يهودية»، ذات قومية واحدة من خلال ترحيل العرب من داخل الخط الأخضر إلى الضفة الغربية. ويفضل الحزب «حل الدولتين»، مع استبدال أراضٍ بين الفلسطينيين وإسرائيل، ويعلن منذ عام 2019 إنه يرفض الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو.
تأسس هذا الحزب من اتحاد كل من “موليدت” الذي أنشأه رحبعام زئيفي، و”يسرائيل بيتينو” الذي أنشأه أفيغدور ليبرمان، وبعد قتل رحبعام زئيفي على يد الجبهة الشعبية في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2001، أصبح بيني أيالون قائدًا للحزب.
تأسس “يسرائيل بيتينو” في البداية كفرع روسي تابع لليكود في انتخابات العام 1999، وفاز حينها بأربعة مقاعد أخذت كما يبدو من “يسرائيل بعلياه” الذي كان يقوده اليهودي الروسي ناتان شيرانسكى، وهو الحزب الروسي الأقدم في إسرائيل.
هو حزب عنصري يميني متطرف، يدعو علانية إلى ترحيل الفلسطينيين من المناطق المحتلة ومن داخل "إسرائيل"/الأراضي المحتلة عام 1948، ويعتمد هذا الحزب على قاعدة قوامها المستوطنون المتدينون المتطرفون والأساسيات العنصرية اليمينية المتطرفة في صفوف المهاجرين الروس، ودخل الحزب بمجمله عشية الانتخابات الكنيست ال 15 في صراع حول كسب الناخبين من المهاجرين الروس مع حزب (يسرائيل بعلياه) الذي يقوده ناتان شيرانسكي.
قبل انتخابات 2003 انفصل الحزب من حزب (يسرائيل بعلياه)، وخاض الانتخابات في كتلة يمينية (ايحود ليئومي) (الاتحاد القومي)، حصلت على سبعة مقاعد في الكنيست، ممثلة في حكومة شارون بأفيغدور ليبرمان كوزير للإسكان، ولكن ليبرمان قدم استقالته في ربيع 2004، ودخل في الائتلاف الحكومي الذي شكله ايهود اولمرت في عام 2006، وعُين وزيرا للشؤون الاستراتيجية، إلا أنه استقال أيضا بعد ذلك.. وفى آخر انتخابات 2021 خاض الحزب الانتخابات بقائمة ضمن 10 مرشحين، وحصل على 7 مقاعد، ومن المتوقع أن يحصل على 6 مقاعد في الانتخابات القادمة، حسب استطلاعات الرأي.
8/ حزب “العمل” بزعامة الناشطة النسوية ميراف ميخائيلى
وهو الحزب المؤسّس "لدولة إسرائيل"، ويعرّف نفسه بأنه «حزب صهيوني اشتراكي ديموقراطي»، ويصطف في معسكر يسار الوسط، ويتبنى التوجه العلماني، يعارض الخصخصة ويطالب بالعدالة وتحسين الأجور والحفاظ على المناخ وتترأسه الناشطة النسوية والبيئية ميراف ميخائيلي، التي تستبعد أن تشترك في حكومة مع نتنياهو. كان هو الحزبَ الأقوى في إسرائيل، إلا أنه في العقدين الأخيرين بات تمثيله في الكنيست متواضعًا.
يضم الحزب كتلًا ومجموعات عمالية ويسارية؛ وهو أكثر الأحزاب الإسرائيلية وصولًا للسلطة؛ تأسس عام 1930م من مجموعة من الاتحادات ذات الطابع الاشتراكي، باسم "ماباي". سيطر منذ بداياته على الهستدروت والحركة الصهيونية العالمية، ونشأت تحت مظلته منظمتا "هاغاناه" و"بالماخ" اللتان كانتا نواة الجيش الإسرائيلي بعد قيام "دولة إسرائيل". وكان حزب العمل خلال تاريخه الطويل قد تعرض لسلسة من الاندماجات والانقسامات، من أهم صيغها تجمع الـ "ماباي"، ثم الـ "معراخ" عام 1969؛ وأخيرًا "العمل" عام1988. وظل يحكم دولة إسرائيل منذ عام 1948 وحتى عام 1977، ثم عاد إلى الحكم بالائتلاف مع الليكود عام 1984 حتى عام 1990، ثم انفرد بالحكم عام 1992 حتى عام 1996، وعاد مرة أخرى إلى سدة الحكم عام 1999 بقيادة إيهود باراك.
من أبرز الشخصيات في تاريخ حزب العمل ديفيد بن غوريون، الذي أصبح أول رئيس لإسرائيل، ثم غولدا مائير، وأبا إيبان، وعيزر وايزمان، واسحق نافون، وشمعون بيريز، وليفي اشكول، وإسحاق رابين، وموشي دايان، وبنيامين بن اليعيزر (فؤاد)، وإيهود باراك.
بعد أن قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، بتأسيس حزب "كاديما"، انشق شمعون بيريز وعدد من أعضاء حزب العمل عنه، والتحقوا بحزب شارون الوسطي الجديد.
في عهد حزب العمل، تم التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993 بين زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ( ياسر عرفات )، وزعيم حزب العمل الذي اغتيل لاحقًا (إسحاق رابين).
أهم مبادئ حزب العمل:
1- الحفاظ على تشكيل ديمقراطي للحكومات الإسرائيلية.
2- تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الإسرائيلي.
3- تقوية الاقتصاد الإسرائيلي القائم على مبادئ السوق الحرة.
4- تحقيق سلام وأمن شامل في الشرق الوسط.
قادة الحزب:
ديفيد بن غوريون، ليفي أشكول، غولدا مائير، إسحاق رابين، شمعون بيريز، إيهود باراك، بنيامين بن اليعيزر، عميرام متسناع، عمير بيرتس، إيهود باراك، شيلي يحيموفيتش، يتسحاك هرتسوغ، آفي غاباي، وأخيرًا تم انتخاب ميراف ميخائيلى فى نهاية يناير 2021. وخاض الحزب الانتخابات الأخيرة بقائمة ضمت 15 مرشحاً.
حصل على 7 مقاعد وحسب استطلاعات الرأي يتوقع أن يحصل حزب العمل على 5 مقاعد في الانتخابات القادمة.
9/ حزب ميرتس
وهو حزب "يساري"، تترأسه حاليًا زهافا جالئون بعد فوزها في الانتخابات الداخلية (البرايمرز) على الرئيس السابق "المثلى" نيتسان هوروفيتش
التأسيس والنشأة
ميرتس حزب "يساري" إسرائيلي يهودي - عربي اجتماعي ديمقراطي، تشكّل في العام 1992، تمهيدًا للانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار من ذلك العام، وكانت من ثلاثة أحزاب ممثلة في الكنيست: "راتس" الذي أسسته المحامية شولميت ألوني في العام 1973، منشقة عن حزب "العمل" وحزب "المبام"، الذي تأسس في 1948، الشريك التاريخي لحزب "مباي"، وحزب "شينوي" (التغيير) برئاسة أمنون روبنشتاين الذي تأسس في سنوات الثمانينيات وانضمت إليهم لاحقًا حركة شاحار بزعامة يوسى بيلين، ويعد ميرتس من الأحزاب الصغيرة، يؤيد إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
التوجه الأيديولوجي
يتبنى الحزب التوجه اليساري العلماني، وله عضوية في الاشتراكية الدولية، ويحظى بصفة مراقب في حزب الاشتراكيين الأوربيين، وله كذلك عضوية في المنظمة الصهيونية العالمية.
يحظى الحزب بحضور أكبر وسط الطبقة المثقفة والطبقة الوسطى، وينفتح على عرب الداخل، ويطالب بالمساواة التامة بين جميع أفراد الدولة الإسرائيلية.
يدعو حزب ميرتس لفصل الدين عن الدولة وإقرار الحرية الدينية، وعلمانية التعليم مع المحافظة على أمن إسرائيل.
التوجه السياسي
يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين عبر المفاوضات، وتوقيع اتفاقية سلام تنسحب بموجبها إسرائيل من مناطق الضفة الغربية وترسيم الحدود بموجب الخط الأخضر، وإخلاء المستوطنات وتقسيم القدس إلى عاصمتين لدولتين، كما يدعو إلى اتفاق سلام مع سوريا تنسحب إسرائيل بموجبه من هضبة الجولان.
عارض حزب ميرتس حملات العدوان على الفلسطينيين، كما يدعو الحزب إلى إسقاط قانون "يهودية الدولة" لضمان حقوق المواطنين العرب في دولة "اسرائيل"، والاحتجاج على حكومة بنيامين نتنياهو وسياساتها المتطرفة، معتبرًا القانون المذكور جريمة بشعة ضد ما سماه الديمقراطية الإسرائيلية، وحصل حزب ميرتس تحت زعامة نيتسان هوروفيتس على 6 مقاعد في انتخابات عام 2021، وتعطيه استطلاعات الرأي نفس النسبة تقريبا أو أقل. في الانتخابات الداخلية للحزب عام 2022، فازت زهافا غالؤون برئاسة الحزب.
10/ القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة
تشكلت القائمة العربية المشتركة للمرة الأولى، في العام 2015 وشملت كافة الأحزاب العربية المشاركة في الانتخابات وهي 4 أحزاب:
* الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش): أيمن عودة،
* القائمة العربية للتغيير: أحمد الطيبي،
* التجمع الوطني الديمقراطي: سامي شحادة (عزمي بشارة سابقًا)،
* القائمة العربية الموحدة الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية: منصور عباس.
المرة الأخيرة التي خاضت فيها القائمة المشتركة انتخابات الكنيست بقائمة موحدة، كان في مارس/آذار 2020، حصلت على عدد كبير وغير مسبوق من المقاعد، إذ حصلت على 15 مقعدًا. وعندما انفصلت عنها القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس في العام 2021، حصلت القائمة المشتركة على 6 مقاعد فقط، فيما حصلت الموحدة على 4 مقاعد، وهو ما يعني خسارة التمثيل العربي بالكنيست 5 مقاعد دفعة واحدة.
ومؤخرا أعلن التجمع الوطني الديمقراطي (سامي أبو شحادة)، أيضًا انفصاله عن القائمة المشتركة التي استقرت على تحالف حزبي الجبهة حداش والقائمة العربية للتغيير (عوده والطيبي)، وكانت استطلاعات الرأي العام تتوقع حصول القائمة المشتركة على 6 مقاعد. أما بعد انفصال أبو شحادة، فيتوقع أن تحصل القائمة المشتركة عودة والطيبي على 4 مقاعد فقط. وبالنسبة للتجمع الوطني الديموقراطي (سامي شحادة)، فتشير التوقعات بأنه لن يجتاز عتبة الحسم.
11/ “القائمة العربية الموحدة - راعم” ويترأسها منصور عباس
القائمة الموحدة هي الذراع السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية المنشقة، ويعتمد منهج القائمة الموحدة على التحالف مع أي حزب إسرائيلي، يوافق على تلبية الاحتياجات المدنية للمجتمع العربي وعدم ايلاء الأولوية للقضية الوطنية الفلسطينية والاعتراف بيهودية الدولة دون تحفظ، وهو جزء من الائتلاف الحكومي، وقد عانى من خلافات داخليه، بسبب الموقف من تمديد قانون الطوارئ العنصري في الضفة الغربية الذي عارضه مازن غنايم وأيده منصور عباس وآخرين.
النشأة والتأسيس
تمثل القائمة العربية الموحدة الذراع السياسي للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بشقها الجنوبي، حيث تأسست الحركة الإسلامية عام 1971 على يد الشيخ عبد الله نمر درويش، في منطقة المثلث، وبالرغم من عدم ارتباطها بأي علاقة مع حركة الإخوان المسلمين، إلا أن المبادئ التي تتبعها مشابه كثيرا لمبادئ الإخوان المسلمين.
في عام 1989، شاركت الحركة الإسلامية في انتخابات المجالس المحلية في بعض التجمعات العربية، وحصلت على رئاسة المجالس في 6 تجمعات، من بينها بلدية أم الفحم. بعد توقيع إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق أوسلو، وقع خلاف بين قادة الحركة بشأن تأييد المبادرة السلمية. وفي عام 1996، وعلى خلفية الموقف من المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، انقسمت الحركة إلى قسمين:
1- الجناح الشمالي: بقيادة الشيخ رائد صلاح، الذي يرفض المشاركة في الانتخابات ويدعو إلى مقاطعتها، وتم حظر هذا الشق من قبل السلطات الإسرائيلية.
2- الجناح الجنوبي: بقيادة إبراهيم صرصور، الذي يؤيد المشاركة في الانتخابات، للتأثير من الداخل وتمثله الآن "القائمة العربية الموحدة" بزعامة منصور عباس.
في 23 يناير 2015 انضمت القائمة الموحدة للتحالف السياسي تحت مظلة "القائمة المشتركة" بزعامة أيمن عوده الذي ضم أربع أحزاب تمثل العرب في "إسرائيل"، ومن ثم انفصلت عنها في عام 2021، بسبب الخلافات السياسية لتنضم إلى الائتلاف الحكومي لحكومة لابيد-بينت بعد الانتخابات الأخيرة،
وقد خاضت الانتخابات بقائمة ضمت 6 مرشحين، وحصلت على 4 مقاعد، ويمكن أن تحافظ على نفس النسبة في الانتخابات القادمة، حسب استطلاعات الرأي، رغم أن بعض استطلاعات الرأي ترجح عدم تجاوز القائمة عتبة الحسم.
12/ حزب التجمع الوطني الديمقراطي "بلد" برئاسة سامي شحادة (عزمي بشارة سابقًا)
بالإضافة إلى التيارات المركزية شهدت الساحة السياسية في تسعينيات القرن المنصرم نشوء حزب التجمع الوطني الديمقراطي. وتم تأسيس هذا التجمع سنة 1995، كإطار تنظيمي تشكل من بعض القوى اليسارية الصغيرة التي عملت في الماضي داخل البلدات العربية والتي تألّفت من عدة قوى ذات توجه قومي أهمها: حركة أبناء البلد ، الحركة التقدمية، حركة ميثاق المساواة التي أسسها عزمي بشارة وأعضاء سابقون من الحركة التقدمية، وعدد من التنظيمات المحلية في قرى الشمال والمثلث. يجمع حزب التجمع بين الفكرة القومية والديمقراطية ويتبنى المشروع القومي العربي الحديث غير المنقطع عن الرابط الحضاري بين القومية العربية والحضارة العربية الإسلامية بعصورها المتلاحقة، ويعمل في ظروف المواطنة الإسرائيلية على صقل الهوية القومية للمجتمع العربي في إسرائيل وحفظ الذاكرة التاريخية الفلسطينية وتحقيق حقوقها القومية، ومن أجل دولة ديمقراطية هي دولة كل مواطنيها، تُضمَن فيها المساواة الكاملة بين المواطنين.
يركّز التجمع على فهم طبيعة العلاقة مع الدولة الإسرائيلية باعتبارها مشروعًا استيطانيًا كولونياليًا، قام على أنقاض الشعب الفلسطيني، ويقرّ في برنامجه بأن «الفلسطينيين في إسرائيل هم سكان البلاد الأصليون، تحوّلوا إلى أقلية في وطنهم بعد النكبة، وهم جزء من الشعب الفلسطيني والأمة العربية من حيث انتماؤهم الوطني والقومي والحضاري والثقافي».
خاض التجمع الوطني الديمقراطي انتخابات الكنيست عام 1996 بقائمة مشتركة مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وكان قائد التجمع عزمي بشارة المرشح الثاني في القائمة، وحصلت القائمة على 3 مقاعد في الكنيست كان للتجمع مقعدًا منها، عام 1999 خاض الانتخابات بقائمة مشتركة مع الحركة العربية للتغيير بقيادة احمد طيبي وحصلت القائمة على مقعدين في الكنيست وفي عام 2003 و2006 و2009 و2013، حافظ التجمع الوطني الديمقراطي على ثلاثة مقاعد برلمانية في الكنيست، حتى انضمامه للقائمة المشتركة التي ترشح من ضمنها العام 2015، وحصل على ثلاثة مقاعد ونصف مقعد بالتناوب.
انفصل التجمع عن القائمة المشتركة في بداية شهر سبتمبر 2022، نتيجة الخلاف مع المشتركة حول صيغة التناوب على أحد المقاعد مع الجبهة والعربية للتغيير، وأيضًا الخلافات السياسية مع عودة والطيبي، حول تزكية رئيس الحكومة وهو احتمال طرح في الماضي في القائمة المشتركة ورفضه التجمع بشدة، وسيخوض الانتخابات الخامسة للكنيست بقائمه مستقلة، إلا أن استطلاعات الرأي تتوقع عدم امكانية تجاوزه لنسبة الحسم 3.25%، أي ما يعادل أربعة مقاعد.
13/ حزب “البيت اليهودى”
"الروح الصهيونية المتجددة" برئاسة إيليت شاكيد، وهو حزب يميني متطرف، تأسس عشية انتخابات الكنيست الـ17 عام 2006، على يد نفتالي بينت؛ وينادي بما يسمى "أرض إسرائيل الكاملة"، وهو يدعو إلى توسيع الاستيطان، ويرفض المفاوضات وحل الدولتين، ويدعو إلى إعطاء الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا في كانتونات منفصلة عن بعضها.
في 30 كانون الأول 2018، انشق زعيم الحزب نفتالي بينيت ومعه إيليت شاكيد عن "البيت اليهودي" وأعلنا عن تأسيس حزب جديد باسم يمينا "اليمين الجديد" الذي خاض الانتخابات عام 2021، وحصل على 7 مقاعد. وأبرم بينيت ولبيد اتفاقا لتشكيل حكومة جمعتهما مع أحزاب أخرى يسارية ويمينية ووسطية إلى جانب الكتلة العربية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، وقد استطاع ببينت ولابيد بهذا الائتلاف قطع الطريق على نتنياهو ومنعه من العودة للسلطة، إلا أن هذا الائتلاف لم يعمر طويلًا، بسبب الضغوط الكبيرة من أحزاب المعارضة، وتحديدًا الليكود والمشكلات السياسية والحزبية الداخلية، وقرر لابيد وبينت التوجه لحل الكنيست لقطع الطريق على قوانين بحجب الثقة عن الحكومة التي قدمها الليكود وأحزاب يمينيه للكنيست، وكذلك كما صرح بينت لتجنيب إسرائيل حالة الفوضى، وبعد حل الكنيست استقال بينت من الحياة السياسية، ومن رئاسة حزب يمينا، وسلم بينت رئاسة الحزب لزميلته وزيرة الداخلية إيليت شاكيد التي أعلنت عن مشاركتها في الانتخابات القادمة، تحت اسم كتلة البيت اليهودي.
ويشدد الحزب في برنامجه السياسي على أن إسرائيل دولة يهودية تحكمها الديمقراطية، لكنها للشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم، وعليه فالحزب يعمل على تعزيز الصبغة اليهودية والدينية، لكنه يدعو لمنح الحقوق للأقليات -وبضمنهم من وصفهم العرب في إسرائيل- وسيتصدى لكل من يروج لتحويل إسرائيل لـ"دوله لجميع مواطنيها". ويؤمن الحزب بضرورة تكثيف الاستيطان في جميع المناطق بفلسطين التاريخية ومنح أفضلية قومية للاستيطان والتصدي للفلسطينيين بالنقب والضفة والجليل والمثلث ممن وصفه بالغزاة إلى "أراضي الدولة" وطردهم من هذه الأراضي وإعادتها لسيادة إسرائيل.
ويصر الحزب على مواقفه المبدئية المعارضة لإقامة أي كيان للشعب الفلسطيني والاكتفاء بمنح الفلسطينيين نوعًا من الاستقلال الذاتي لإدارة شؤونهم الخدماتية واليومية وتحسين حياتهم وظروفهم، لتفادي ضغوطات المجتمع الدولي على إسرائيل، إلى جانب دعم مشاريع استثمارية اقتصادية مشتركة بقصد ما يسميه الحزب "التعايش" ما بين إسرائيل والعرب، بدلًا من المفاوضات العبثية، مع إطلاق العنان للجيش الإسرائيلي بالسيطرة على جميع الضفة الغربية والأغوار، وخاض الحزب الانتخابات بـ 15 مرشحًا في الانتخابات الأخيرة، وحصل على 7 مقاعد. وتشير كافة استطلاعات الرأي إلى عدم تمكن حزب البيت اليهودي "شاكيد"، من تجاوز نسبة الحسم وبالكاد ستحصل على 2% وهي أقل من عتبة الحسم البالغة 3.25%.
المصادر:
استندت هذه الدراسة على مصادر عربية وعبرية:
1/ صحيفة هآرتس العبرية
2/ تايمز أوف "إسرائيل"
3/ مركز المعلومات الفلسطيني
4/ شبكة الجزيرة الإعلامية
5/ كميل فوكس العبري لاستطلاعات الرأي
6/ موقع الكنيست الصهيوني