Menu

انتخاباتُ الكنيست الصهيونيّ الخامسةُ والعشرون وأزمةُ الحكمِ في "إسرائيل".. سيناريوهاتُ تشكيلِ الحكومةِ القادمة

حيدر العيلة

نشر هذا المقال في العدد 42 من مجلة الهدف الإلكترونية

مقدّمة:

تتناولُ هذهِ الدراسةُ المعنونةُ "أزمة الحكم في إسرائيل" خارطةَ الأحزابِ "الإسرائيلية" الممثّلة في الكنيست الرابعة والعشرين، التي تشكّلت بعد الانتخابات البرلمانيّة (23 مارس 2021)، وتقدّم الدراسةُ شرحًا للمسار السياسيّ للأحزاب "الإسرائيليّة"، وكذلك التغيّرات الحاصلة على بنيتها التنظيميّة، من حيث اختفاء بعضها وظهور أخرى بتحالفات وقوائم جديده، وحجم تمثيل كل حزب وتأثيره في الحياة السياسية الإسرائيلية، وتوقعات النتائج التي ستفرزها الانتخابات القادمة، وأثر تلك النتائج في إنهاء أو استمرار حالة التشرذم والانقسام السياسي والحكومي في دولة الاحتلال، كما تحاول الدراسة وضع تصور لسيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة والخيارات المتاحة أمام الأحزاب لتحالفات تفضي إلى تشكيل الحكومة.

تصنيفُ الأحزاب:

إنّ أبرز ما تتميّزُ به الساحةُ السياسيّةُ الإسرائيليّةُ هو تعدّد الأحزاب وتبدّلها، ومرجع هذا التعدّد يعود إلى التركيبة المتناقضة للمجتمع الصهيوني، والتفاوت الظاهر بين مختلف طبقاته وفئاته، التي هي عباره عن خليط غير متجانس من الجماعات ذات الأصول المتباعدة والاتجاهات المتباينة، عنصريًّا، ودينيًّا، وثقافيًّا وفكريًّا. وكان من الطبيعي أن يؤدى هذا التنافر إلى أن تعبر كل فئةٍ أو جماعةٍ عن نفسها في حزب سياسي لحماية مصالحها السياسية والاجتماعية، بعد أن عزز النظام الانتخابي القائم، على أساس التمثيل النسبي الكامل، ما يكفل إلى حد ما تمثيل كافة الأحزاب، تمثيلًا يتناسب مع حجمها.

اتّفق الكثيرون على تصنيف الأحزاب الصهيونيّة إلى يمينيّة، ويساريّة، وليبراليّة وسطيّة، ودينيّة، وعلمانيّة، استنادًا إلى منطلقاتها الأيديولوجيّة، بيدَ أنّه من الصعب القطع بصحّة هذا التصنيف، ذلك أنّ الأحزاب السياسية الصهيونية في إسرائيل كافةً تشترك في أيديولوجية واحدة، هي الأيديولوجية الصهيونية العنصرية التي تحمل هدف واحد هو الدفاع عن دولة الاحتلال ومصالحها، باعتبار أن مصالح الكيان يجب أن توضع فوق أية اعتبارات أخرى.

تتعرض الأحزاب الإسرائيلية لتغييرات كبيرة في تركيبتها القيادية والتنظيمية في كل دورة انتخابية، ويمكن أن تختفي أحزاب وتظهر أحزاب وقوائم بمسميات جديده ولأغراض انتخابية بحته، إما لزيادة حصتها في التمثيل وجذب الناخب الإسرائيلي، أو تخوفًا من عدم امكانية تجاوز نسبة الحسم المرتفعة كما يحصل الآن مع حزب أمل جديد بزعامة جدعون ساعر، والذي انضم إلى قائمة المعسكر الجديد، بعد فشله في تخطى عتبة الحسم حسب نتائج استطلاعات الرأي.

استطلاعات الرأي وتوزيع المقاعد

تشير نتائج استطلاعات الرأي المختلفة إلى حصول تحالف الأحزاب التابعة لرئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو على 60 مقعدًا، مما يحد من إمكانية نجاحه في تشكيل حكومة إسرائيلية مقبلة. أما تحالف أحزاب الوسط واليسار والقائمة العربية الموحدة وليبرمان اليميني (التحالف المناهض لنتنياهو) بقيادة رئيس الحكومة الحالي يائير لبيد وحليفه اللدود وزير الجيش بيني غانتس، فتوقعت الاستطلاعات حصوله على 56 مقعدًا، فيما القائمة العربية المشتركة بزعامة أيمن عودة، تحصل على 4 مقاعد. وهنا تتضح حالة التساوي تقريبًا بين الفريقين المتنافسين وعدم تمكن كلاهما من الوصول للنسبة المطلوبة التي تؤهله لتشكيل الحكومة. وعلى صعيد عدد المقاعد التي من المتوقع أن يحصل عليها كل حزب مرشح للانتخابات، فالتغيرات في استطلاعات الرأي الأخيرة خلال الشهرين الماضيين ليست كبيره مقارنة بالاستطلاعات السابقة، حيث حصلت قائمة الليكود على 32 مقعدًا، وكان الليكود قد حصل على 30 مقعدًا في انتخابات 2021، أي بزيادة مقعدين، وخسارة ثلاثة مقاعد عن الانتخابات التي سبقتها، وحصلت قائمة رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد "هناك مستقبل" على 24 مقعدا، وكانت قد حصلت القائمة على 17 مقعدًا في الانتخابات الماضية، صعود كبير ليائير لبيد بفارق 7 مقاعد، وقد ساعد في تحقيق هذا الصعود وجوده كرئيس للوزراء. تليه قائمة "الصهيونية الدينية" التي يتزعمها بتسليئيل سموتيرتش (تحالف الصهيونية الدينية مع القوة اليهودية بزعامة ايتمار بن غفير) على 12 مقعدا (بزيادة 6 مقاعد وهذه الزيادة تعبر أشد تعبير عن جنوح المجتمع الصهيوني لليمين والعنصرية، وخاصة بين الجيل الشاب). بينما حصلت قائمة وزير الجيش بيني غانتس "معسكر الدولة" (تحالف أزرق أبيض غانتس، مع أمل جديد بزعامة جدعون ساعر، إضافة الى رئيس الأركان السابق جادي ايزنكوت) على 12 مقعدًا، بخسارة مقعدين، حيث كان قد حصل حزب أزرق أبيض على 8 مقاعد، وحزب أمل جديد على 6 مقاعد في انتخابات 2021. يليه أحزاب "شاس" 8 مقاعد، حصل على 9 مقاعد سابقا، و"يهودات هتوراة" 7 مقاعد دون تغيير جوهرى وهي أحزاب محسوبة على المتدينين "الحريديم" الموالين لنتنياهو، فيما حصل حزب إسرائيل بيتنا "اليميني الليبرالي" على 6 مقاعد بخسارة مقعد واحد، أما حزب العمل "يسار الوسط" حصل على 5 مقاعد، بخسارة مقعدين لصالح معسكر الدولة وغانتس، في حين حصل ميرتس "اليساري" على 5 مقاعد، بتراجع مقعد واحد عن الانتخابات السابقة، والقائمة المشتركة حداش وتاعل (تحالف الجبهة أيمن عودة والقائمة العربية للتغيير أحمد الطيبي) حصلت على 4 مقاعد، بخسارة مقعدين بعد انفصال التجمع الديمقراطي- سامي شحادة - عن القائمة المشتركة وإعلانه الترشح بشكل منفرد، والجدير ذكره أن الأحزاب العربية عندما توحدت جميعها في قائمه واحدة حصلت في انتخابات عام 2020 على 15 مقعدًا، وهذا التراجع يدلل على عزوف الناخب العربي عن المشاركة في الانتخابات لأسباب كثيرة، أهمها حالة الانقسام والشعور بخيبة الأمل من الأحزاب جميعها والتي لم يكن لها تأثير في تحسين أوضاع العرب في الداخل المحتل. والقائمة العربية الموحدة الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية بزعامة منصور عباس، حصلت على 4 مقاعد، هي نفس عدد المقاعد التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة. وبالنسبة لحزب التجمع الديمقراطي سامي شحادة (عزمي بشارة سابقًا)، فإن كافة استطلاعات الرأي ترجح عدم تمكنه من تخطى عتبة الحسم (بعد السماح له بالمشاركة في الانتخابات من قبل المحكمة العليا)، وكذلك الحال مع حزب البيت اليهودي الروح الصهيونية اليميني بزعامة وزيرة الداخلية ايليت شاكيد الذي حصل على ما دون 2%، وهي نسبة أقل من نسبة الحسم البالغة 3.25%.

مما سبق نستنتج أن التحالفات (معسكر نتنياهو واليمين الديني - مقابل معسكر لابيد غانتس وأحزاب الوسط واليسار ومنصور عباس)، ستبقى على حالها حتى إعلان نتائج الانتخابات وحينها سيتحدد شكل التحالفات الجديدة، إما أن تبقى على حالها أو ستغير من تحالفاتها تبعًا للمصالح الحزبية وتوازنات القوى.

خمس جولات انتخابية في أقل من 4 سنوات وما زالت حالة الاستعصاء السياسي مستمرة

الجولات الانتخابية للكنيست في الفترة من إبريل 2019 وحتى الانتخابات الرابعة في 23 مارس 2021، وستكون الجولة القادمة من انتخابات الكنيست ال 25 في نوفمبر القادم رقم 5، في الفترة من إبريل 2019 وحتى نوفمبر 2022.

 الجولة الأولى

- 9 إبريل/ نيسان 2019

فاز حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو بـ 35 مقعدًا، من أصل 120، هم إجمالي عدد مقاعد البرلمان. وحصل منافسه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض"، برئاسة بيني غانتس وشريكه يائير لابيد، على 35 مقعدًا أيضًا. لكن كلا الفريقان فشلا في تشكيل حكومة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة ثانيه.

 الجولة الثانية

- 17 سبتمبر/أيلول 2019

حصل تحالف "أزرق أبيض" بزعامة غانتس ولابيد، على 33 مقعدًا، والليكود على 32. لكن، كلا الحزبين فشلا مجددًا في تشكيل حكومة في المدة القانونية المحددة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة ثالثة.

 الجولة الثالثة

- 2 مارس/آذار 2020

فاز "الليكود" بأكبر عدد من المقاعد (36 مقعدًا)، وحصل منافسه تحالف "أزرق أبيض" على 33. وفي البداية، فشل كلا الحزبين في تشكيل حكومة، لكن نتنياهو وغانتس، اتفقا لاحقًا على تشكيل حكومة بالتناوب.

لم تصمد الحكومة كثيرًا، جراء عدم القدرة على إقرار الميزانية والخلافات بين نتنياهو وشريكه غانتس، وتم حلّ الكنيست في ديسمبر/كانون الأول، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة رابعة.

 الجولة الرابعة

- 23 مارس 2021

فاز "الليكود" بأعلى الأصوات (30 مقعدًا)، وتفكك تحالف "أزرق أبيض" بين لابيد وغانتس، ولكن نتنياهو فشل أيضًا في تشكيل حكومة. وفي المقابل، وبجهد كبير ومتواصل من يائير لابيد أسفر اتفاق بين 8 أحزاب - مناهضة لاستمرار ولاية نتنياهو رئيسًا للوزراء - عن إعلان الائتلاف الحكومي الأخير، في 13 يونيو/حزيران 2021، بعد مصادقة الكنيست عليه بالأغلبية.

ويتكون الائتلاف من أحزاب غير متجانسة، جمعها هدف واحد، هو الرغبة في إزاحة نتنياهو من السلطة، والأحزاب هي "يمينا" (حزب يميني) بقيادة بينيت 7 مقاعد، و"هناك مستقبل" (وسط) بقيادة لابيد 17 مقعد، و "أمل جديد" (يمين) بقيادة الليكودي السابق جدعون ساعر 6 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" (يمين قومي ليبرالي معادي للمتدينين اليهود) بقيادة أفيغدور ليبرمان 7 مقاعد. كما ضم الائتلاف أحزاب "أزرق أبيض" (وسط) بقيادة بيني غانتس 8 مقاعد، و"العمل" (وسط) بقيادة ميراف ميخائيلي 7 مقاعد و"ميرتس" (يسار)، بقيادة نيتسان هيروفيتس (زهافا جالؤون حاليًا) 6 مقاعد، إضافة إلى القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس 4 مقاعد، داعمًا للحكومة من الخارج.

وقد تعرض الائتلاف للكثير من المصاعب، أهمها عدم القدرة على تمديد العمل بقانون أنظمة الطوارئ في 7 يونيو/حزيران 2022، والذي يعامِل المستوطنين بالضفة، معاملة الإسرائيليين قانونيًا، ويعامل الفلسطينيين بالضفة بقانون الطوارئ العنصري الذي وضعته بريطانيا فترة الانتداب، وهذا القانون يتم التصويت عليه كل خمس سنوات في الكنيست لتمديد سريانه، وأدى ذلك إلى حل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة خامسة في الأول من نوفمبر 2022.

السيناريوهات المتاحة أمام الفريقين لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات

تنقسم الأحزاب الإسرائيلية إلى فريقين، الأول يريد عودة بنيامين نتنياهو مجددًا إلى رئاسة الحكومة، والثاني يسعى جاهدًا إلى استبداله بكل قوه، ولكل فريق خياره لتشكيل الحكومة، وفى حال فشل كلاهما في تشكيل الحكومة يتم اللجوء للخيار الأخير وهو حل الكنيست والذهاب لانتخابات سادسة، ومن خلال قراءة المشهد الإسرائيلي المعقد واستطلاعات الرأي، تظهر ثمّة ثلاث سيناريوهات شبه واقعية لتشكيل الحكومة:

1/ السيناريو الأول: تشكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو

تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن معسكر نتنياهو قد يصل إلى 60 مقعدًا، ولكنه يبقى بحاجة إلى مقعد للوصول إلى 61 صوت، المطلوبة للحصول على حكومة تنال ثقة الكنيست، وأمام معسكر نتنياهو عدة خيارات يمكن أن يلجأ لها:

أولًا: أن تتخطى حليفته ايليت شاكيد عتبة الحسم، وهذا أمر صعب، ولكن ليس مستبعدًا، لأن كافة استطلاعات الرأي تعطيها نسبة أقل من 2% وهي تحتاج إلى 3.25% للوصول إلى الكنيست، كما ينص قانون الكنيست.

ثانيًا: إقناع قائمة "معسكر الدولة" يمين الوسط برئاسة بيني غانتس بالشراكة في تشكيل الحكومة، ويمكن أن يضحي نتنياهو بحليفه العنصري بن غفير، ويمكن أيضًا في سبيل الوصول للحكومة أن يوافق على صيغه لرئاسة الحكومة بالتناوب بينه وبين غانتس، وهذا الأمر مستبعد كون غانتس لا يثق بوعود نتنياهو.

ثالثًا: إقناع أعضاء من "معسكر الدولة" مثل جدعون ساعر الليكودي الأصل بالانشقاق عن القائمة والانضمام إلى تحالف "الليكود".

رابعًا: أمام نتنياهو للحصول على المقعد لنيل الثقة، هو تلقي الدعم من القائمة الموحدة عباس منصور، سواء من داخل الحكومة أو خارجها، وهذا أمر مستبعد أيضًا، ليس لأن منصور عباس يرفض التحالف مع الليكود، ولكن لأن الأحزاب المتحالفة مع نتنياهو ترفض الشراكة مع الأحزاب العربية.

 الأحزاب المتحالفة مع نتنياهو

 "الصهيونية الدينية" 12 مقعد وحزب "شاس" اليميني، 8 مقاعد، وحزب "يهودوت هتوراة" اليميني، 7 مقاعد، المجموع 60 مقعد، إضافة لحزب "الليكود" 32 مقعد، مجموع مقاعد تحالف نتنياهو 60 مقعد.

2/ السيناريو الثاني: أن يشكل تحالف لابيد الحكومة

تشير توقعات استطلاع الرأي بحصول معسكر المعارضة الذي يقوده يائير لابيد على 57 مقعد، ولكنه خليط من الأحزاب غير المتجانسة سياسيًا وأيديولوجيًا، حيث يضم أحزاب من اليمين والوسط واليسار والعرب.

 الأحزاب المتحالفة مع لابيد

ويتكون هذا المعسكر من "هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد الذي حصل على 17 مقعدا، في الانتخابات الماضية وتتوقع الاستطلاعات حصوله على 24 مقعد في الانتخابات القادمة و"معسكر الدولة" بزعامة بينى غانتس 12 مقعد، و"إسرائيل بيتنا" اليميني بزعامة أفيغدور ليبرمان 6 مقاعد، وحزب "العمل" الوسطي بزعامة ميراف ميخائيلى 6 مقاعد، وحزب "ميرتس" اليساري بزعامة زهافا جالؤون 5 مقاعد، والقائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس 4 مقاعد.

وأمام هذا المعسكر خيارين لتشكيل الحكومة:

* الأول بالإمكان، رفع عدد مقاعد هذا المعسكر إلى 61 مقعدا وأكثر في حال الحصول على دعم القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة، بحيث تكون داعمه لهذا التحالف من خارج الحكومة للوصول إلى 62 مقعدا، وهذا أمر صعب، ولكنه غير مستبعد، وخاصة بعد انسحاب قائمة التجمع الديمقراطي سامي شحادة من تحالف القائمة المشتركة التي تعارض بالمطلق تزكية كلا الفريقين، ويبدو أن الطيبي وعودة لديهم توجه بتزكية لبيد لرئاسة الحكومة لقطع الطريق على نتنياهو في العودة للسلطة مع فريقه اليميني والديني والعنصري

* الثاني: استمالة أحد الأحزاب الدينية المرتبطة مع نتنياهو، من خلال تقديم رشوة سياسية ومادية.

من المعروف أن الميل الغريزي للأحزاب الدينية هو التحالف مع اليمين، وليس اليسار والوسط، لاعتبارات سياسية وعقائدية ومصالح مادية، إلا أن تلك الأحزاب لا تستطيع الابتعاد عن مركز السلطة طويلًا، إذ تعتمد مؤسساتها الاجتماعية وشبكاتها التعليمية، اعتمادًا كبيرًا على المخصصات المالية الممنوحة لها ضمن الاتفاقية الائتلافية، وشاس هو الأقرب للتحالف من يهودات هتوراة، لهكذا تحالف.

 3/ سيناريو الفشل والدعوة لانتخابات سادسة

إن حالة الاستعصاء السياسي تجعل من فرص تشكيل الحكومة القادمة أمرًا صعبًا، وحينها فلا بديل عن التوجه إلى انتخابات عامة سادسة، وهذا مرجح كون استطلاعات الرأي لا تعطي نتائج تتيح إيجاد حلول للأزمة السياسية، وستحتاج الأحزاب إلى لخبطة تحالفاتها أو التوجه إلى انتخابات سادسة وحتى سابعة. وكما يقول أحد السياسيين الإسرائيليين: "الموقف مُركّب، فرص العودة إلى الانتخابات واردة جدًا، لأن الحالة السياسية الإسرائيلية تمكن السياسيين من الذهاب إلى انتخابات سادسة، وربما سابعة أيضًا"، "بمعنى، أننا لا نلمس غضبًا شعبيًا إسرائيليًا ضد أداء وسلوك السياسيين في إسرائيل، سواء نتنياهو أو غير نتنياهو، فالشعب نفسه منقسم انقسام السياسيين ولا يحسم الانتخابات".