Menu

بالصورغزة: ملتقى الفكر التقدمي ينظم لقاءً حول "العمل النقابي كمدخلٍ لإصلاح النظام السياسي الفلسطيني"

غزة _ بوابة الهدف

نظَّم ملتقى الفكر التقدّمي في محافظة غزة، مساء أمس الاثنين، لقاءً حواريًا ناقش فيه "العمل النقابي كمدخلٍ لإصلاح النظام السياسي الفلسطيني"، وذلك بمُشاركة عددٍ من النخب السياسيّة والنقابيّة من فصائل العمل الوطني والإسلامي والمؤسّسات الحقوقية.

وخلال اللقاء الذي نُظّم في المقهى الثقافي لمركز رشاد الشوا، قدَّم مسؤول الملتقى في محافظة غزة خالد نصير نبذةً عن النظرية الفكريّة التي تتبنّاها الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في حياتها الحزبيّة والمجتمعيّة.

وأشار نصير إلى أهداف الملتقى ورسالته النبيلة تجاه قضايا وأزمات شعبنا الفلسطيني، حيث يُسلّط الملتقى الضوء دائمًا على أزمات شعبنا، سواء على المستوى السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي، إذ يُشارك في هذه اللقاءات نخب سياسيّة وأكاديميّة وقانونيّة لتغطية كافة الأبعاد المطلوبة لجميع هذه الأزمات، وذلك لتحقيق حالةٍ من التشاركية والتحليل الصائب لهذه الأزمات.

بدوره، قال ممثّل الجبهة الشعبيّة في اللقاء محمد المجدلاوي، إنّ مثل اللقاء يأتي في وقتٍ نحتاج به للإصلاح السياسي بشكلٍ حقيقي، لا سيما وأنّ النقابات منذ تأسيسها كان لها دور فاعل على الصعيد المطلبي والنضالي من أجل تحصيل الحقوق، بل كان دورها فاعلاً في عملية التحرّر والنضال الوطني منذ الانتداب وحتى يومنا هذا.

وتساءَل المجدلاوي خلال حديثه حول مدى قدرة النقابات الفلسطينيّة وإمكانياتها التي تؤهّلها لتكون مدخلاً للتأثير على النظام الداخلي الفلسطيني، مُؤكدًا أنّ واقع العمل النقابي مأزوم، وذلك ارتباطًا بكثيرٍ من العوامل والأسباب، من ضمنها الاحتلال، والفراغ القانوني، بالإضافة إلى الانقسام الذي ألقى بظلاله على مناحي الحياة ومن ضمنها العمل النقابي.

وشدّد المجدلاوي، على أنّ المسؤولين عن الحكم في الضفة وقطاع غزة يعملون بعيدًا عن تحقيق المطالب النقابيّة، أمّا حول المخرَج من هذا الواقع، أوضح المجدلاوي، أنّه يحتاج لجهدٍ كبيرٍ جدًا، يبدأ بالتركيز على المقومات الرئيسيّة لتقوية الأجسام النقابيًة، فيما استعرض العديد من التجارب النقابيّة التي كان لها دور كبير في العمليّة السياسيّة في عددٍ من الدول العربيّة.

وأكَّد المجدلاوي، أنّ هذه التجارب نفتقدها على الصعيد الفلسطيني، لذلك من الضروري الحد من عمليّة السيطرة والضرب من استقلالية النقابات من خلال وقف تدخّل الجهات المسؤولة في النقابات.

وفي مداخلة المتحدّث باسم حركة فتح خلال اللقاء أشرف مسلم، أكَّد أنّه من الصعب الفصل بين القيادة النقابيّة والسياسيّة، وذلك رغم الخصوصيّة التي تميّز الطرفين باعتبار أنّ معظم شعبنا الفلسطيني يخضع للتنظيم النقابي، فيما أشار إلى أهميّة تنظيم المجتمع الفلسطيني تنظيمًا سليمًا ليكون وقود الثورة والتغيير، ما يتطلّب دعم الأحزاب للقيادة النقابيّة من أجل أخذ دورها الفاعل في مواجهة الأزمات والاضطرابات التي من الممكن أن تشهدها الدولة.

وبيّن مسلّم، أنّ القيادات النقابيّة في كل دول العالم تتبوّأ أعلى المراكز القياديّة في سلطاتها على عكس ما هو موجود فلسطين، مستذكرًا التجربة البرازيليّة وفوز الرئيس لولا دا سيلفا مُؤخرًا، فيما أشار إلى أنّ الحديث عن العمل النقابي وتأثيراته، فإنّنا نتحدّث عن لعب دورٍ أساسي في عملية البناء والاستقرار، لكنّ في حالتنا الفلسطينيّة فإنّ معظم القيادات النقابية زُجّ بها في سجون الاحتلال.

وحول النقابات في قطاع غزّة، قال مسلّم إنّها تابعة للأحزاب السياسيّة وتتأثّر بالحالة السياسيّة، وأيضًا تفشل بالقيام بدورها، أمّا المطلوب من أجل التغيير هو المُراقبة والمُشاركة بعملية التخطيط وتنفيذ القوانين من قِبل أصحاب القرار وقيادات العمل النقابي، وليس أصحاب العمل، خاتمًا حديثه بمُطالبة الأحزاب بدعم القيادة النقابيّة وتبني مطالبها وقضاياها.

وفي السياق، تحدّث مراد بشير باسم حركة الجهاد الإسلامي، حيث أكَّد أنّ فكرة عنوان اللقاء تتمحوّر حول رفع الظلم وترسيخ العدالة بين الناس، مشيرًا إلى أنّ الواجب الوطني يحتّم على الجميع رفض الظلم المتجلّي بالاحتلال ومقاومته بكافة السُبل والوسائل، مُؤكدًا أنّه لا خلاف على مطلبيّة العمل النقابي مهما اختلفت الرؤى، إلّا أنّ الانقسام السياسي أثّر على العمل النقابي وطاله نتيجة فهمٍ مغلوط وممارسةٍ خاطئة للعمل النقابي على حساب مصالح المهنيين وخدمتهم.

كما أكَّد بشير على أنّ احتواء العمل النقابي لخدمة عمل السلطات التنفيذيّة يتم على حساب المصالح المهنيّة، وهذا يُهدّد العمل النقابي برمته، لافتًا إلى أنّ السياسي دومًا يُحاول احتواء العمل النقابي، وقد ينجح في بعض الأحيان نتيجة لضعف النقابي، لذلك نؤكّد أنّ الاختلاف على البرامج السياسيّة يجب ألّا يؤثّر على البرامج المطلبيّة.

أمّا ممثل حركة حماس في اللقاء، كنعان عبيد، فقد أكَّد أنّ أوّل فائدة من هذا اللقاء هي الحوار والجلوس مع مختلف القوى والأطياف، مُشددًا على أنّ العمل النقابي يحتاج إلى خطّة عملية لإصلاح الكوادر السياسيّة، لا سيما وأنّ من أفسد العمل النقابي هو العمل السياسي، وانعزال العمل النقابي في قطاع غزّة سببه الانقسام السياسي.

ورأى عبيد أنّ العمل السياسي يجب أن يُصلح العمل النقابي، في ظل أنّ المجتمع الفلسطيني من أكثر شعوب الأرض تأطيرًا من الناحية السياسيّة، لدرجة أنّ السياسيين يورّثون الانتماء السياسي لأبنائهم، وهذه مشكلة بحد ذاتها، مُشيرًا إلى أنّ مشكلة الناخب النقابي هو الناخب السياسي نفسه، إذ أنّه لا يمكن أن يتحرّر من انتمائه، والعمل النقابي لن يستطيع التأثير بالشخصيّة السياسيّة.

وأوضح عبيد، أنّ ما يحدث هو العكس تمامًا، أمّا حول الإصلاح السياسي، فقال إنّ أوّل خطوة تتمثّل بإصلاح السياسيين أنفسهم.

وفي مداخلة الجبهة الديمقراطيّة، قال وائل خلف: إذا لم يكن هناك قوانين وتشريعات موجودة لتنظيم العلاقة ما بين القطاعات الاجتماعيّة المختلفة، يبقى العمل النقابي مُسيّسًا وضمن إطار القوالب التي تضعها السلطة الحاكمة في البلد، مُشيرًا إلى أنّ العمل النقابي في ظل المرحلة الحاليّة من قِبل السلطة سواء في غزّة أو في الضفة الغربيّة يُستعمل لدعم موقفه السياسي وليس العكس، والدليل على ذلك أنّ هناك العديد من النقابات تمثّل العديد من الواجهات السياسيّة لأحزاب سواء موجودة للسلطة في غزّة أو في رام الله.

وتابع خلف: الاتحادات الموجودة على مستوى الوطن تستخدم لدعم القرار السياسي، وبالتالي ضعف هذه الحالة النقابيّة الموجودة على مستوى فلسطين هو الذي يؤدي إلى هذا الواقع المأزوم الذي نعيشه اليوم، مُشددًا على أنّ الحركة النقابية مُحزّبة سياسيًا وتعمل ضمن إطار برامج سياسيّة حزبيّة أكثر من عملها ضمن برامج نقابيّة، والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الذي أنشئ عام 1965، لم نشهد أي اتفاقيّة عمل ما بين العمّال وأصحاب العمل، وهذه القضايا جميعها تؤكّد أنّ هناك تسلطًا وكبحًا للحريّات الديمقراطية الموجودة على مستوى قطاع غزّة.

f8c46568-b71a-480c-b5c5-7bbe9d1fd8db.jpg
ce8ba95b-c706-45fe-b746-13583634818e.jpg
63750217-342b-44c2-8f46-717eb41b68f5.jpg
b9317d0b-898a-498c-899f-5ee3f7b5dd75.jpg
b39f8173-1d73-4ff3-918a-b2010a8ab604.jpg
900876cb-1a3b-4b6d-96ee-4445dfe9aacb.jpg
3043aa8f-e9b2-4b4d-ad16-9f13b1a57368.jpg
984c20fa-0980-4e5c-888a-ee2834f6f72e.jpg
842d9c6d-3237-4b68-b788-60ac930828c3.jpg
542c73f8-e528-4e46-840f-756891d200d2.jpg
436ac711-5cfa-4d04-b7a4-edb74d2ead6b.jpg
156b1338-37f3-4992-947a-f374c20e56ec.jpg
74f8d88b-3ddc-4c0d-abb3-0cbbf541727b.jpg
82fa2593-258e-4d95-9a8d-4143d878fd54.jpg
63afb861-dd68-4d9c-9609-2ecadd22a76f.jpg
11bd83a2-79f7-4998-8825-79c206b44b38.jpg
8c8bd14e-cbac-4b9c-937c-26412bca3a49.jpg
6fc254b4-dde4-4775-a2c0-e6674c57f883.jpg
5fe942b4-8072-4a41-b9db-771f52c8f92b.jpg