سادت حالة من الحزن الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي إثر وفاة المناضل القومي والمفكّر العربي الكبير أمين إسكندر، وكيل مؤسّسي حزب الكرامة القومي الناصري، والذي غيّبه الموت بعد صراعٍ مع المرض عن عمر يُناهز الـ70 عامًا.
الراحل إسكندر كان يعدّ من أبرز المفكرين القوميين المدافعين عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة من أجل تحرير كامل أرضه وإقامة دولته المستقلة، وعلى المستوى القومي شغل إسكندر عضوية الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي في عدة دورات سابقة له.
وقدّم إسكندر عدة مؤلفات سياسيّة مهمة أبرزها «ذاكرة ورؤيا» و«في نقد تحالف كوبنهاغن»، و«عبور الهزيمة» و«الحركة القومية في مائة عام»، و«عصر القهر والفوضى»، و«الزلزال: دراسات من داخل الأزمة العربية»، و«نقد التجربة الناصرية - رؤى من الداخل»، و«التنظيم السري لجمال عبد الناصر»، فضلاً عن إسهامات فكرية عديدة في مناهضة التطبيع ودعم المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني أبرزها «ثقافة المقاومة والتحرير في إدارة الصراع العربي الصهيوني».
ونعى حزب الكرامة ببالغ الحزن والأسى، المفكر السياسي والقومي أمين إسكندر بعد صراع مع المرض، إذ يعد أحد أبرز رموز الحزب ومؤسسيه.
وقال الحزب في بيان النعي: "يعد أمين إسكندر علامة مضيئة في مسيرة حزب الكرامة والتيار القومي والناصري، إذ تولى موقع وكيل مؤسسي حزب الكرامة، وكان أبرز كوادر الحزب".
المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين قال في رحيل إسكندر: "برحيل الفقيد الكبير، تخسر فلسطين؛ أحد المنافحين الكبار عنها وعن حريتها وحرية شعبها وحقوقه، وتخسر مصر العروبة؛ أحد مناضليها الكبار في سبيل تأكيد عروبتها ودورها القومي، وتخسر أمتنا العربية أحد أبرز المدافعين عن حريتها وحقوقها وثرواتها ووحدتها؛ في وجه الأنظمة التابعة والخائنة لحساب المشروع الأمريكي - الصهيوني الإمبريالي".
وجاء في بيان المكتب السياسي: "كان للراحل الكبير علاقة مميزة على مر السنين مع الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وقياداتها، وخصوصًا القائد المؤسّس جورج حبش والأمين العام الشهيد أبو علي مصطفى".
كما نعت بوابة الهدف الإخباريّة، الكاتب والمفكّر السياسي والمناضل القومي المصري أمين إسكندر، مُؤكدةً أنّ رحيل المناضل "إسكندر" خسارة كبيرة، حيث نفقد رجلاً عظيمًا له تاريخ حافل في العطاء، ومساهم فعّال في تأسيس أحزاب ناصرية، بدءًا من المنبر الاشتراكي مع كمال الدين رفعت، ثم الحزب الاشتراكي مع فريد عبد الكريم، ثم حزب التحالف مع كمال أحمد، وأخيرًا الحزب الناصري بقيادة ضياء الدين داود.
وتقدّمت البوابة من الرفاق في حزب الكرامة ومن الشعب المصري الشقيق ومن عائلة الراحل المناضل القومي العروبي الكبير أمين إسكندر بأحرّ التعازي والمواساة.
بدوره، قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي: "في رحمة الله وضمير الوطن، شقيق الروح شريك الحلم والسعي، المناضل الوطني المفكر القومي القائد الناصري الأمين أخي أمين إسكندر وكيل مؤسسي حزب الكرامة".
أمّا على عبد الحميد عبد القادر، فقال في رحيل إسكندر: "أمين إسكندر.. وداعًا. وترجل فارسٌ وعلمٌ رائع من جيلٍ مناضل.. جيلٌ سعى واجتهد لأن يجعل للثورة العربية الناصرية حضورها النضالي والشعبي خاصة منذ سبعينيات القرن الماضي. جيلٌ سعى.. واجتهد.. وناضل وأبدع صيغًا للنضال في أوساط الطلاب والعمال بدءًا بلقاءات ناصر الفكرية، وأندية الفكر الناصري، ولجنة العمل الناصري، والتواجد في قلب الحركة الجماهيريّة، ومظاهراتها، وصولاً إلى بناء الحزب الناصري بكافة صيغه وأشكاله".
وتابع عبد القادر: "في الصفوف الأولى كان دائمًا هناك "أمين اسكندر".. يشارك.. يحاور.. يبني.. ينتقل في كل أنحاء مصر داعيًا للنضال الثوري الناصري متمتعًا بوضوح فكري ونظرة ثورية جذرية بصلابة وإرادة قوية لا تلين ولا تهادن. هذا هو "أمين إسكندر" الذي عرفته طوال الخمسين عامًا الماضية في حوارات متصلة سعينا فيها معّا ومع آخرين (خاصة في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنقضي) من أجل توحيد وبناء تنظيم ناصري ثوري نضالي. تحاورنا بصدقٍ وإخلاص وشجاعة.. واختلفنا واتفقنا.. لكننا جميعًا.. وخاصة هذا الجيل الذي انتمينا إليه ومارسنا معًا كل الشرف النضالي في حواراتنا. وتبقى أخي "أمين إسكندر" علامة بارزة من علامات جيلنا مناضلاً جسورًا وكاتبًا ومفكرًا، ونبراسًا وقدوة لأجيال قادمة على طريق النضال".
كما نعاه المخرج السنيمائي خالد يوسف قائلاً: "ذهبت روح أمين اسكندر للسماء حيث الطمأنينة الأبدية والراحة الوسني.. نحسبه بإذن ورحمة ربه الكريم في فسيح جناته. كان سيفًا بتارًا قاطعًا فيما يتعلّق بالثوابت.. وكان ليّنا سمحًا مع المختلفين معه وكان نهرًا يفيض عذوبة مع أحبائه.. سيظل أمين اسكندر تجربة انسانية ملهمة للمؤمنين بالمصرية الوطنية الجامعة وسيظل نموذجًا فذًا وفريدًا بما قدمه لوطنه من جميل اخلاصه وعظيم مواقفه. رحمة الرب لروحك أيها الاستاذ والمفكر والصديق الصدوق الذي شربنا من ينبوعه الوطني الصافي مبادئ نقية لم تتلوث ومثل عليا لم تعرف التلون ولا الحياد الخائن".
ومن جهته، قال الناشط السياسي المصري أشرف أيوب: "وقع في دفتر تغيير العناوين الكاتب والسياسي القومي المخضرم أمين إسكندر بعد صراع مع المرض، ويُشهد لأمين إسكندر مؤسس حزب الكرامة وأحد مؤسسي حركة كفاية، أنه عاشق لفلسطين ومناهض للصهيونية، وثابت على مبادئه. أمين اسكندر من أنبل أبناء الحركة الوطنية، والحركة الطلابية المصرية، والحركة القومية العربية التقدمية".
وفي السياق، قال مسؤول "شؤون العدو" في "الهدف" أحمد مصطفى جابر: "وداعًا يا رفيق وداعًا يا أستاذ.. عن 70 عامًا من الثورة والعطاء يرحل أمين اسكندر.. القامة الجليلة والمناضل الشجاع في مسارات متعرجة في مجاله.. مفجع هذا الرحيل.. من مظاهرات 1968 دعمًا لفلسطين إلى وثيقة الزقازيق وثورة الخبز ومظاهرات 1977 رفضًا لسياسات السادات، ومن الناصرية إلى الماركسية بل ربما لبناء جسر بينهما، ومن التمرد إلى التمرد.. من الدفاع عن سليمان خاطر ورصاصاته الشريفة إلى الانخراط في مناهضة نظام الكامب فكرًا وتنظيمًا، ثم الحزب الناصري وحركة الكرامة.. ثم التيار الشعبي.. ومن ذاكرة ورؤيا ونقد تحالف كوبنهاغن، وعبور الهزيمة وعصر القهر والفوضى وغيرها من الكتب والدراسات الكثير.. وداعا أمين اسكندر.. فكرك باق وأفكارك تنير الدروب".
ومطلع نوفمبر الجاري، كتب الأستاذ معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي: "إلى أمين اسكندر في غيبوبته.. من قال إن مثل أمين اسكندر يدخل في غيبوبة، فهو الحاضر بيننا أبداً.. هو المناضل المعروف بصلابته في كافة المراحل، وهو المفكر العميق الذي استرشد به جيل من شباب مصر والأمّة، وهو الكاتب اللامع الذي كانت مقالاته في "الكرامة" قناديل وعي ومصابيح عروبة لا تنطفئ، وهو الأمين على أهداف الأمّة الذي ما دعاه الواجب الوطني والقومي والإنساني يومًا، إلاّ وكان في طليعة الملبّين، وهو الصديق الصدوق الذي ما خان أمانة، ولا فرّط بعهد، ولا أخلف في وعد. هو الإنسان المحبّ لكل من هو حوله من أهل ورفاق وأصدقاء".